مدونة البيتي العلمية


أخلاقيات التعامل عبر الإنترنت في التعليم

حسن محمد عبدالله البيتي | Hassan Mohammed Abdullah Albaiti


23/04/2022 القراءات: 6633  


أن أخلاقيات التعامل عبر الإنترنت تعتبر من الأمور الهامة جداً؛ إذ تأتي الأهمية من الوسيلة التي يتم التعامل عبرها، فالفضاء الافتراضي ليس كالواقعي من حيث حضور لغة الجسد والكلام معاً، أو كون لغة الكلام صوتاً أو كتابة، أن التعامل عبر الإنترنت أعطى مساحة واسعة من اختيار اللغة التي نريد التحدث بها، ولو كانت تلك اللغة عبر الرموز المرئية التي تعرف بـ (الإيموجي) أو صور GIF الكوميدية.
فإذا كانت المقولة الصينية تقول: الصورة تعبر عن ألف كلمة، فنحن فعلاً عبر الإنترنت نعبر عن ذلك، فصارت أخلاقيات التعامل عبر الإنترنت أمراً هاماً، وذلك ركز العديد من المنظمات عبر الإنترنت كالجامعات ومنصات التواصل الاجتماعي وضع ما يمكن تسميته بمعايير المجتمع، وهو عبارة عن خطوط خضراء وحمراء في لغة الكلام للأفراد.
فلو جئنا للمجتمع الأكاديمي بالجامعات، فإن أخلاقيات التعامل بينهم تكون أعلى شأن؛ لأن العوامل الديموغرافية معينة في هذا المجتمع عبر استراتيجية القبول والتسجيل بالجامعات.
وقد ينتج عن سوء استخدام هذه الاخلاقيات مجموعة من العواقب أبرزها التشهير عبر منصات التواصل الاجتماعي مما يؤدي لإلحاق الضرر النفسي بالأطراف ذات الصلة بالمحتوى المنشور، كذلك سينتج عنه حرب الذباب الإلكتروني لأشخاص يريدون إحداث ضرر بالمجتمع الأكاديمي من خلال استخدام حسابات بوسائل التواصل الاجتماعي، حيث يمكن التخفي بأسماء أناس آخرين أو أسماء مستعارة.
فيجب الانتباه في ممارسة هذه الأخلاقيات في كل جوانب التعلم، خصوصاً فيما يتعلق بتقييم الأقران، إذا يوجب ذلك على كل طالب وطالبة أن يحرص على تهذيب ألفاظه وبأسلوب نقد بنّاء لا هدم للمحتوى بالكلية، كذلك الإفادة والإثراء، لا مجرد التقييم، لإن التقييم لوحده يشعر الطرف الآخر بعدم نيله اهتمام من محيطه الأكاديمي، فتقدير الذات من الأمور التي أشار إليها ماسلو في هرم الحاجات التي يريدها الإنسان في حياته، كما يأخذ مسألة ممارسة الأخلاقيات إلى الابتعاد عن الانتقاء في الأقران من حيث الجنس أو الجنسية، فذلك مدخل للعنصرية، كما أن أسلوب التعامل يتم بشكل واضح ومركز على أفكار معينة دون الإطالة التي لا تعود بالفائدة على الطرف الآخر (بن جامع، 2007)
فلذلك تعد الالتزام بأخلاقيات التعامل في تقييم الأقران أمراً هاماً لأنه سبيل في إنجاح عملية التعلم التعاوني، وتحقيقاً لقيم الجامعة التي رسمتها منذ إنشائها، واحتراماً لخصوصية الجميع الذي لا نستطيع الكشف عن كامل هويته عبر البيئة الافتراضية، لنعرف ما يريد وما لا يريد، فتكون مدونة أخلاقيات التعامل عبر الإنترنت بمثابة المنهج الوسط في التعامل.


المصادر:
بن جامع، بلال. (2007). المشكلات الأخلاقية والقانونية المثارة حول شبكة الإنترنت. قسنطينة: الجزائر: كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، جامعة منتوري.
https://bu.umc.edu.dz/theses/bibliotheconomie/ABEN2184.pdf

منصة جيودا. (2015). ما من سبيل لنجاح إنترنت يخلو من الأخلاقيات. تم الاسترجاع من:
https://www.goethe.de/ins/jo/ar/kul/mag/20622319.html


التعليم الإنترنت أخلاقيات التعامل


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع