ريبر هبون


بوح ورؤى مع ملك علو - حوار الجزء 3

ريبر هبون - ريبر عادل أحمد | Reber Hebun


24/04/2022 القراءات: 498  


= ما سبب انكفاءك شعرياً , هل يعود ذلك لانشغالك بالإعلام والتحرير والمجالات الموسيقية , أم لحال المجتمع الاستهلاكي النفعي والتي أقصت منظومته الحاكمة الاهتمام بالقراءة والفكر الحر؟
أما سبب الانكفاء الشعري الأساسي لدي فهو إحساسي أنه لا يغني ولا يسمن من جوع وفق منظومة المجتمع الاستهلاكي المادي فهو البضاعة الكاسدة في مستودعات زمن الجهل الروحاني والهيمنة التكنولوجية والماديةعلى القلب والعقل والروح على السواء.
ثم أن فظاعة الانتهاكات السافرة لقيمة الإنسان والروح الإنسانية ، وقيمة حق الحياة كأسمى القيم الإنسانية ؛ تجعل الشعر مهما كان خارقا" وعبقريا" تجعله يبدو أخرقا" ومقزما" في وصف هول مجريات الحياة المعاصرة. نعم تبقى ! تبقى هناك بعض المحاولات التي هي كما أسميتها محاولات التشبث بالبقاء ، فالشعر بالنهاية حاجة ونتاج يصدر عن تفاعلنا الضمني مع ذاتنا أومع ما حولنا. وإقصاء القراءة والفكر الحر يبقى مجرد خدش يجريه شوك وردة أمالنا في أناملنا ، أمام الجرائم السافرة والفتاكة بحق النفس والروح البشرية التي تحيط بِنَا من كل حدب وصوب تحت مرأى ومسمع أبصار وآذان متفرجين مكتوفي الأيدي ليس لعجزهم بل لتعاجز لا يغتفر.
= ماذا قدمت لك عفرين , المدينة التي خرجت منها في سن مبكرة , هل لها حضور شعري وفكري في ذاتك, لا سيما وإن هذا السؤال يحيلني لجملة أسئلة أقوم بتكثيفها بتساؤل وهو قضية المظلومية التاريخية للشعب الكردستاني الذي تنتمين إليه , كيف تتجلى لك القضية على ضوء تجربتك كإعلامية وشاعرة , أين وجدت موقع القضية من حيز اهتماماتك الابداعية ؟
عفرين كمدينة ماذا قدمت لي ؟ : فقد منحتني للمرة الأولى في حياتي الشعور بالانتماء للمكان إذ أن إبتعادي المطول عنها في العاصمة دمشق ورغم ما ينيف على العقود الأربعة، فقدت هذا الشعوربالوصال بيني وبين المكان الذي أعيش فيه. في عفرين شعرت أني أعتاش بها ولا أعيش فيها فحسب. لأول مرة أشعر أن قدمي تمشي على أرض تخصني وكما يقال بالدارجة لا فضل لأحد فيها علي ولا منية أو ضربة لازمة .
هذا الشعور لازمني إبان إقامتي في دمشق منذ تفتق بذور وعيي هناك.
عفرين جعلتني أتذوق حلاوة العيش بالقرب من منبت الجذور ، وجمال عبق تراب يخصني .فيها اكتشفت كم هو طيب شعبنا وكم هو راضٍ بأبسط ما تجود به الدولة من خدمات مرفقية فنحن شعب لا نجيد التذمر إلا فيما بين بَعضنا الآخر، يساعد في ذلك حالة الفراغ والترقب التي يعيشها المواطن العفريني في انتظارموسم الزيتون فحسب. الأمر ذاته الذي يفعله الكردي في كوباني والجزيرة بانتظار قطنه وقمحه. دواليك.....
القضية الكردية هي الهم الحاضر الغائب في وجداننا مهما نأينا بأنفسنا عنها لأنها هاجس إنساني وحق مشروع قبل أن تكون قضية سياسية وهنا أودّ الاستئناس برأي أحد المتاجرين بالسياسة في سوق السياسة السورية ذو المشهد الظلامي الشديد التعقيد المتخم بالنفايات البشرية؛ إذ يقول أن القضية الكردية قضية عادلة إنما محاموها ضعفاء وفاشلين وهنا لا أودّ إضفاء السوداوية على المسرح السياسي الكردي إذ لا إضاءات فيه أصلا" ومنعا" للغلو أقول إلا ما ندر من بقع ضوء هنا وهناك.
فموقع قضيتنا في صميم وجداننا شأني شأن كل وطني مخلص وشريف، إنما المشكلة هي أن نتساءل عن موقعها في حيّز اهتمامات نخبنا السياسية الذين المفروض هم متبنيها في محافل السياسة الدولية؟!.
= الأديبة ملك علو , كل الشكر لك وصلنا لختام حوارنا معك , كلمة أخيرة تودين توجيهها , للقارئ ؟
كلمة أخيرة أدعو نساء الكرد والواعيات منهن بشكل خاص أن يتوقفن عن تسول شخصياتهن ممن هم حولهم، وأن يلتفتن بشكل جدي لدراسة وتبني خصائص شخصية المرأة الكردية بعناية وتركيز وشفافية عالية وبفكر نقدي بناء وتلافي التقمص والتبعية العمياء والنقد الهدام.
كما أشكر إتاحة الفرصة لفتح نافذة نيرة على نفسي وفكري ، آملة المنفعة لي ولكم. مع تقديري لجهدكم البليغ في السبر. بالتوفيق والى لقاء آخر.


شعر نقد - نثر - دراسات - أبحاث -فلسفة - حوار


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع