الفكر العربي بين التحديات المعاصرة و افاق المستقبل
د. عبدالناصر سعيد البركي | Abd El-Nasser al Borki
30/07/2023 القراءات: 429
ظلت الحضارة العربية الاسلامية تضئ بثقافتها و تنوع علومها على العالم طيلة ستة قرون من الزمن و اخذت من حضاراتها التى سبقتها الكثير من فروع العلم و ينابيع المعرفة من الاغريقية و الرومانية و الفارسية و الهندية و غيرها و اضافت لها الكثير من صنوف المعرفة فى العلوم التطبيقية و الانسانية و علوم الشريعة و الحديث و لقد اظهر علماء تلك الحقبة نوعا جديد من المنهج التى يتمثل فى التجربة و الاستدلال و التصحيح و ابتكروا عدة اشياء كانت نواة للحضارة الحالية المعاصرة فى الطب و الرياضيات و مازالت خوارزمات تالف صناعة و ابتكار الكمبيوتر و ادوات و طريقة ابن نفيس و ابن سينا تجرب لعدة قرون حتى القرون التاسع عشر ...ان حركة التاليف و الترجمة كانت مرصد ا لكل نابغة فى دور العلم و التى تخص مكتبات بغداد و اشبيلة و طيطلة و الموصل و حلب و القاهرة و دمشق و ان تفوق علماء و الفلاسفة فى التحليل و الابتكار كان مؤشرا على نابغتهم و شدة ملاحظاتهم و دقة نتائجهم فى معرفة العلم و دروب و يجب ان نسلط هنا على الفكر و و نظمه و منهاجه و لقد كان الفكر واسع المدرك حرا من القيد و الحدود متفتح على اوسع و اعمق الحضارات و اخذت تسلط على قراءات و عبقرية ارسطو و سقراط و افلاطون و غيرهم و تفوقوا عليهم و ابتكروا طرق جديدة تجعل من علم المنطق اساس لها و كثرت المناظرات و اقامة الحجج بينهم امام السلطان و الخليفة ولكل يدلو بدلوه دون قيد او حاجز..ان تطور الفكر جعل من امة الاسلامية طريقا الى صاحب معرفة فى احتضانها و السقى منها و لقد كانت افكارهم سابقة عصرهم من معرفة السبب و النتيجة و اعطاء طرقا جديدة واعية ..ولكن حدث انحسار للفكر و التفكك لمنهج الصحيح و انغلاق العقل امام تيارات المعاصرة و لم يجد الفكر العربي سواء الغوص فى الماضى و التشبتت بكل ما وراثه من افكار دون تجديد و معاصرة و بل انتج فكرا اجتماعيا غير متطور و معاصر مع تحديات الواقع و ضعف الدول و الامارات و السلاطين و انغمسهم فى ترف الحياة و فقر الفكر و ابتعاد عن العقل و المنطق و انشغالهم فى امور لا تسمن من الجوع. ان الفكر انكسار امام وقائع جديدة و افاق مستقبلية و اصبح العلم ترفا و ليس مطلبا و العقل ضعف و انهزمت امامه كل الاطرواحات و الرؤى و اصبح الفكر حبيس الكتب و الاوراق بدلا من عقول الرجال و اصبحت الامية واضحة بين الاعيان و قلة القراءة و كثرت محلات البيع الاشياء بدلا من الكتاب و القرطاس و كانت نتيجة الانقسام و التجزئة و لم يكن هناك قواسم مشتركة و لقد انارت الحضارة الغربية المادية العالم المعاصر و اخذت تلون ثقافات الاخرى بصبتغها من مقومات مادية و لكن السؤال الان هل الفكر العربي ضعف امام تيارات الجارفة و تحديات الكبيرة ..رغم من اصالته و عراقته و لسوف يأخذ ذلك عقودا من التأمل و التحليل و التقييم لمعرفة طريقة النجاة و الرقي او ان الحضارة العربية الاسلامية مضت مثل الحضارة الاغريقية و الاشورية و السومرية ولم تذكر الا في سير التاريخ و مقدمات الحضارة ..ان الحضارة الصينية التى عمرها يفوق خمسة الالاف سنة نهضت الان من السبات و اخذت زمام المبادرة و التفتح و انهلت للعالم ثقافة معاصرة اساسها الماضى و دروبها المعاصرة..ان كان هناك تفاؤل فيجب ان نراه فى السنوات القادمة.
الفكر العربي الاسلامى - الحضارة - افاق التاريخ
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة