مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم


﴿ إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ﴾

باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM


26/11/2022 القراءات: 357  


قال تعالى : ﴿ إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ﴾ أيها الناس لقد كانت الأمة الإسلامية فيما مضى متمسكة بكتاب الله ، عاملة بسنة نبيها صلى الله عليه وسلم ، صحيحة في عقائدها ، صالحة في أعمالها حسنة في معاملاتها وعاداتها ، كريمة في أخلاقها بصيرة في دينها راقية في آدابها وعلومها فكانت عزيزة الجانب ، قوية الشوكة ، جليلة مهيبة ، صاحبة السلطان والصولة على من عداها ، واليوم تغير أمرها ، وتبدل حالها ، اختلت عقائدها وفسدت أعمالها ، وساءت معاملاتها وعادتها ، وتدهورت أخلاقها وجهلت أمر دينها ودنياها وتأخرت علومها وصنائعها فصارت ذليلة الجانب ، ضعيفة الشوكة ، ساقطة الكرامة ، فاقدة الهيبة مغلوبة على أمرها ، متأخرة في مرافق حياتها تتخبط في ظلمات الجهل ، وتنقاد للخرافات والأوهام ، قال الله تعالى : ﴿ وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ﴾ وما ذلك إلا لأنها خالفت كتاب ربها ، وانحرفت عن طريق الهادي نبيها ، وسارت وراء هواها ، وفتنت بزخارف الحضارة المزيفة ، والمدنية الكاذبة وظنت الإباحية حرية والخلاعة رقيا ، فتعدت حدود الدين والعقل .

وأغضبت خالق الأرض والسماء فساءت حالها ، وسلط عليها عدوها ، قال تعالى : ﴿ فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم ﴾ أيها الناس لقد ذاقت الأمة وبال أمرها ، وعوقبت بشر أمالها ، وتجرعت مرارة الذل والهوان ، والتفرق والإنحلال ، كل ذلك نتيجة لازمة لعدم استقامة الأمة ، وانحرافها عن الصراط المستقيم ، ﴿ صراط الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض ألا إلى الله تصير الأمور ﴾ كل ذلك نازل بنا وواقع علينا ، ونحن لا نفيق من سكرتنا ، ولا ننتبه من غفلتنا ، ولا ننزجر بالمحن والبلايا ، ولا نعتبر بحوادث الأيام فلو كانت لنا نفوس حية وقلوب يقظة وشعور حي وإحساس قوي ، لنبهتنا البلايا ، وأيقظنا المؤلمات ، أيها المسلم : الدين عقيدة صحيحة ، وعبادة قوية ، ومعاملات حسنة عادلة ، وأخلاق كريمة ، فانظروا وفكروا ، وفتشوا علي أنفسكم ، هل أنتم سائرون في أعمالكم وأحوالكم علي منهج الصراط المستقيم ، أم أنتم منحرفون عنها ، فألزموها السير على الطريق القويم ، وفقنا الله وإياكم للأستقامة ، وأمننا وإياكم من أهوال يوم القيامة ، ووقانا وإياكم شر الحسرة والندامة ، وغفر لنا ولكم ولجميع المسلمين ، برحمته إنه أرحم الراحمين ، صلى الله علي محمد وعلي آله وصحبه أجمعين .


﴿ إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ﴾


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع