مدونة د. نكتل يوسف محسن


المناسبات المميزة في حياة الدكتور يوسف فندي

د. نكتل يوسف محسن | Dr. Naktal yousif mohsen


12/03/2022 القراءات: 834  


من المناسبات المميزة التي جمعتني بالمرحوم الدكتور يوسف فندي، مناسبة قبولنا في الدراسات العليا / الماجستير، كان يوما لا أنساه ما حييت وكيف أنساه وهو الذي ساهم في إكمال مسيرتنا العلمية، وتوظيف ما تعلمناه من أساتذتنا في السنوات الأربعة التي مثلت مرحلة الدراسة الأولية ، إذ أنه كان حلماً تحقق إذ كنا من الطلبة الأوائل على القسم، وننتظر بشغف أن نتعين في قسمنا حسب الضوابط الأدارة ، ليتسنى لنا تطوير أنفسنا ومزاملة أحبابنا (أساتذتنا)، ورد معروفهم عبر جهدهم الذي بذلوه معنا ، فضلاً عن الخروج من ثنائية( العمل والدراسة) التي بقيت ملازمة لنا من المراحل الابتدائية حتى بعد أكمال الدراسة.
ولكن هذا الأمر لم يحصل في الواقع، إذ أن رغبة رئيس الجامعة أنذاك كانت ضد تعيين الأوائل بدعوة أن هنالك فائضاً في عدد الموظفين؟ ولم يسمح لنا بإكمال الدراسة العليا مباشرة من دون المرور بالامتحان التنافسي الذي اعد لفرز الاعداد الكثيرة التي قدمت للقبول فيه.
لذا كان علينا التقديم للقناة العامة أسوة بالباقين ، وكأنه في هذا يطبق علينا المثل القائل كأنك يا ابو زيد ما غزوت، لاننا لم نفقد فرصة التعيين فقط، بل وفرصة إكمال الدراسة العليا من دون منافسة - حسب ما تنص عليه اللوائح - ، وعلى كل حال طالعنا قائمة المتقدمين للقناة العامة، وإذا بها مكونة من ٩٩ أسما أكملناه أنا ويوسف لتكون ١٠١، وكان المطلوب مقعدان فقط، وهنا بدأ التفكير كيف لنا أن نتجاوز هذه العقبة، العدد كثير والمقاعد قليلة، توكلنا على الله وقدمنا أوراقنا وعكفنا على الدراسة، ولأن الله ما كان ليضيع جهد مخلوق، كان القبول من نصيبنا حيث كنت الأول وحل يوسف رحمه الله بالمرتبة الثانية، لقد كان هذا الخبر سار جداً لا أنساه أبداً، أحسسنا وقتها أننا نطير من الفرحة، تدفعنا رغبة داخلية للضحك وتمثيل هيئات السعادة بكل تفاصيلها، كان يوم سعيد أستتر خلف أيام حزينة وجهد مبذول ورجاء ضائع، قمت حينها بدعوت أخي يوسف على وليمة في مطعم المركز الطلابي وكانت الوليمة مكونة من سندويشات الفلافل والبيض - وهي تحاكي أعظم الولائم حينها - فقلت له ممازحاً ، دلع نفسك ابو يعقوب اليوم يوم فرحة ولا داعي للتقشف، وساطلب لنا قهوة لكي تتلائم مع الوضع الراهن، كوننا أصبحنا رسمياً طلاب دراسات عليا ، وفكرة هذا الأمر اننا كنا لا نرى ان هنالك ربط بين الثقافة والقراءة وشرب القهوة، إذ أننا كنا نقرأ ونتعلم رغم مزاولتنا للاعمال وما يترتب عليها من جهد ووقت، فكانت مسألة القهوة من قبيل المزحة ليس إلا ، وعلى كل حال كانت فرحة كبيرة لازلت أتذكرها وأترحم عليه وعلى اللحضات التي عشتها في حياته.

قسم مجتزئ من قصتنا : "في القلب مسكنه"


يوسف فندي، الدراسات العليا، فرحة، مناسبة


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع