مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم


آدابِ ومواعِظ ونصائِح وأخْلاق فاضِلة

باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM


02/12/2022 القراءات: 347  


آدابِ ومواعِظ ونصائِح وأخْلاق فاضِلة
واعْلمْ أن وقاية الأنْفس بِالْزامِها أوامِر اللهِ امْتِثالا ونواهِيهِ اجْتِنابا والتوْبة عما يسْخِط اللهِ ، ويوجِب الْعذاب .
ووِقايةِ الأهْلِ والأوْلاد بِتأْدِيبِهِمْ وتعْلِيمِهِمْ وإِلْزامِهِمْ على أمْرِ اللهِ فلا يسْلم الْعبْد إِلا إِذا قام بِأمْرِ اللهِ بِهِ فِي نفْسِهِ وفِيمنْ تحْت ولايتِهِ وتصرفِهِ .

وروِي أن عمر قال حِين نزلتْ الآية الآتية بعد سطرين : يا رسول اللهِ نقِي أنْفسنا فكيْف لنا بِأهْلِينا فقال عليْهِ الصلاة والسلام : (( تنْهوْنهن عما نهاكم الله عنْه وتأْمرونهن بِما أمركمْ الله بِهِ فيكون ذلِك وِقاية بيْنهمْ وبيْن النارِ )) .
وقال بعْضهمْ بعْد سِياقِهِ لِقوْلِهِ تعالى : ﴿ يا أيها الذِين آمنوا قوا أنفسكمْ وأهْلِيكمْ نارا وقودها الناس والْحِجارة ﴾ وحدِيث : (( كل موْلود يولد على الْفِطْرةِ فأبواه يهودانِهِ أوْ ينصرانِهِ أوْ يمجسانِهِ )) .
إِن ترْبِية الأوْلاد وتعْلِيمهمْ لأمْر عظِيم له شأْنه الأكْبر وخطره الْجسِيم فِي حياتنا الدينِيةِ والاجْتِماعِيةِ ، والْخلقِيةِ ، فهمْ قوى الْمجْتمعِ الْمنْتظر ودعائِمِه التِي سيقوم عليْها ، وعليْهِمْ وحْدهم يتوقف رقِي الأمةِ الْحقِيقِي ونموها وتقدمها .
وإِن أمامهمْ لخطر عظِيم وغزْو هائِل متستر بِبعْضِ الثقافاتِ لِهدْمِ عقائِدِهِمْ وفسادِ أخْلاقِهِمْ ، وانْتِزاعِ روح الإباءِ والْغِيرةِ والْعفافِ مِنْ نفوسِهِمْ ، ولا حوْل ولا قوة إِلا بِاللهِ .
وإِن مشْكِلتهمْ الْيوْم لهِي أم الْمشاكِل فلأنْ نخْسر الأمْوال والأنْفس أيْسر وأهْون مِنْ أنْ نخْسر روح نشْئِنا الْمعْنوِيةِ ، وعقائِدهمْ الصحيحة، فيجِب أنْ نسْعى فِي حِياطتِهِمْ بِسِياجِ الدينِ وأنْ نغْرِس فِي نفوسِهِمْ أولا وقبْل كل شيْء احْتِرام الإسلام ، وحب تعالِيمِهِ ، وآدابِهِ قوْلا وعملا واعْتِقادا .
يجِب أنْ يعْتنِي بِذلِك الإباء والْمصْلِحون يجِب أنْ لا يوكل ترْبِيتهم وتعْلِيمهمْ وتهْذِيبهمْ والإِشْراف عليْهِمْ إِلا لِمنْ عرِف بِصِحةِ الْعقِيدةِ وسلامةِ الْمبْدأ ونزاهةِ الْعِرْضِ والْمحافظةِ على شعائِر الدينِ وأرْكانِهِ فما أنْتمْ إِلا بِاللهِ ثم بِنشْئِكمْ وما النشْئ إِلا بِاللهِ ثم بِالدينِ والأخْلاقِ .
وإِنما الأمم الأخْلاق ما بقِيتْ فإِنْ هم ذهبتْ أخْلاقهمْ ذهبوا

آخر: إِذا اسْتحالتْ سجايا القوم فاسدة فليْس ينْفعهم عِلْم ولا عمل

ويقول الآخر :
صلاح أمْرِك لِلأخْلاقِ مرْجعه فقومِ النفْس بِالأخْلاقِ تسْتقِمِ

وما الأخْلاق إِلا بِالترْبِيةِ الإسلامية الصحِيحةِ فاتقوا الله عِباد اللهِ فِي ثمراتِ قلوبِكمْ وفلذاتِ أكْبادِكمْ لا تهْمِلوا تربِيتهمْ الترْبِية الإسلامية ، ولا تتساهلوا بِها فاتقوا الله عباد الله فقدْ ألْقِيتْ إِليْكمْ مقاليِدهمْ ، وأصْبحْتمْ رعاة أمورِهِمْ ، ولا تكِلوا إلى حاضِنة ولا مربية ولا إلى معلم لمْ تتأكدوا صِحة إِسْلامِهِ .
فإِنهمْ ولِدوا أصْفِياء النفوسِ قابِلِين لِكل ما ألْقِي عليْهِمْ مِنْ خيْر أوْ شر ، فإِنْ وفق أحدهمْ فِيمنْ يحْسِن ترْبِيته وتعْلِيمه ويغذبه بلِبانِ الدينِ ، ويحببه لِسِيرةِ سيِدِ الْمرْسلين ، شب حسن الأخْلاقِ طيب النفْسِ ، متمسكا بِدِينِهِ ، مبْتعِدا عن الرذائِلِ ، ومتحليا بِالْفضائِل ، نافِعا لِلأمةِ .
وإِلا فسيشِب خبِيث النفْسِ فاسِد الاعْتِقادِ سيء الأخْلاقِ خال مِنْ الروحِ الإسلامية والتعالِيمِ النبوِيةِ كلا على نفْسِهِ وعشِيرتِهِ وشقاء وشرا على مجْتمعِهِ ، وبلاء .
فاتقوا الله عباد الله فِي أوْلادِكمْ باعِدوا بيْنهمْ وبيْن قرناءِ السوءِ وفاسِدِي الأخْلاقِ وفاقِدِي الْمروءةِ والشرفِ ، ومروهمْ بِما أمِرْتمْ بِهِ ، قال الله تعالى : ﴿ وأْمرْ أهْلك بِالصلاةِ واصْطبِرْ عليْها ﴾ وأخْبر عنْ إِسْماعِيل فقال : ﴿ وكان يأْمر أهْله بِالصلاةِ والزكاةِ ﴾ الآيةِ وقال حِكاية عنْ لقْمان وهو يوصِي ابْنه : ﴿ يا بني أقِمِ الصلاة وأْمرْ بِالْمعْروفِ وانْه عنِ الْمنكرِ واصْبِرْ على ما أصابك إِن ذلِك مِنْ عزْمِ الْأمورِ ﴾ .
وانْهوهمْ عما يضرهمْ كما أخْبر الله عنْ لقْمان بعْد ما أمر ابْنه بِأشْياء نهاه

عنْ أشْياء فقال : ﴿ ولا تصعرْ خدك لِلناسِ ولا تمْشِ فِي الأرض مرحا إِن الله لا يحِب كل مخْتال فخور * واقْصِدْ فِي مشْيِك واغْضضْ مِن صوْتِك إِن أنكر الْأصْواتِ لصوْت الْحمِيرِ ﴾ .
وذكر بعْض الْعلماءِ آدابا نحْو الصبي إذا بلغ سِن التمِييزِ فقال رحِمه الله : ومهْما بدت من الصبي مخايل التمييز فينبغي أن يحْسن مراقبته ومطالعة أحواله فإذا ظهرت في وجهه أنوار الحياء وكان يحْتشِم ويستحي مِن بعضِ الأفعالِ حتى يراها قبِيحة .
فهذه هداية مِن الله تعالى إليه وبشارة تدل على اعتدالِ الأخلاقِ وصفاءِ القلبِ . ومِنْ هذِهِ حاله فهو مبشر بكمال العقلِ عند البلوغِ .
فينبْغِي أن لا يهْمل عن رِعايةِ الاعتناءِ في حقه بِحسْن الأدبِ .
وجمْلة ما نشِير إليه مما يعامل به من الآدابِ واحد وثلاثون أدبا .
الأدب الأول : هو أن الْغالِب على الأطفال الشره في الطعامِ فينْبغِي أن يؤدب فيه فلا يأْكل الطعام إلا بِيمِينِهِ .
ويقول بسم اللهِ عند أكْلِهِ وليأْكلْ مِما يلِيهِ .
ولا يبادِر إلى الطعامِ قبْل غيْرِهِ .
قال الشاعر :
وإِن مدتِ الأيْدِي إلى الزادِ لمْ أكنْ بِأعْجلِهِمْ إِذْ أجْشع الْقوْمِ أعْجل
ولا يحدق إلى الطعام وإلى منْ يأْكله فإن هذِهِ دلِيل على البخل .
الأدب الثانِي : يؤْمر أنْ لا يسْرع فِي الأكْلِ ، ويمْضغ الطعام مضْغا جيدا ولا يوالي بيْن الأكلاتِ ويلطف اللقْمة ولا يلطخ أثْوابه .
يتبع إن شاء الله


آدابِ ومواعِظ ونصائِح وأخْلاق فاضِلة


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع