مدونة دكتور محمد إبراهيم عبدالسلام البشبيشي


سَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ

دكتور محمد إبراهيم عبدالسلام البشبيشي | DR.MOHAMED IBRAHIM ABDELSALAM ELBASHBISHY


11/05/2022 القراءات: 835  


المسارعة الي العبادة، فإن الله  يقول: وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ[آل عمران: 133]. ومرة قال: سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ [الحديد: 21].
فأنت ترى أن لفظة: المسارعة والمسابقة.
وكذلك قول الله: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسَعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ [الجمعة: 9] أي: السعي.
ووصف الله عباده الصالحين وهم زكريا وأهله، بـ: إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ [الأنبياء: 90].
وقال النبي ﷺ في الحديث الصحيح الذي رواه أبو داود في سننه: التؤدة في كل شيء إلا في عمل الآخرة [أبو داود: 4810، وصححه الألباني السلسلة الصحيحة: 1794]. وفي رواية: التؤدة في كل شيء خير إلا في عمل الآخرة [المستدرك: 213، وصححه الألباني صحيح الجامع: 3009].
فإنه لا تؤدة، ولا انتظار، وإنما هو مسارعة ومسابقة.
وهذه المسارعة والمسابقة تدل على عمق الإيمان في النفس، فإنه كلما تأصل الإيمان في النفس كان العبد إلى المسارعة في مرضاة ربه أكثر.
ولما دنا المشركون من المسلمين في غزوة بدر، قال النبي ﷺ: قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض قال أنس راوي الحديث -والحديث في صحيح مسلم- قال: يقول عمير بن الحمام الأنصاري: يا رسول الله، جنة عرضها السماوات والأرض؟ قال: نعم فقال عمير: بخ! بخ! -وهذه كلمة تطلقها العرب لتفخيم الأمر وتعظيمه- بخ بخ! فقال رسول الله: ما يحملك على قولك: بخ بخ؟ قال: لا والله يا رسول الله إلا رجاءة أن أكون من أهلها -ما قصدت بهذه الكلمة إلا وأنا أرجو أن أكون من أهل هذه الجنة التي عرضها كعرض السماء والأرض- قال ﷺ: فإنك من أهلها فأخرج تمرات من قرنه، فجعل يأكل منهن، ثم قال: لئن أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة، قال: فرمى بما كان من التمر، ثم قاتل حتى قتل " [رواه مسلم: 1901].
كانوا سراعًا إلى طاعة الله، فإذا نادى المنادي وأذن المؤذن وقد رفع أحدهم مطرقته، ألقاها وراء ظهره، ثم سارع إلى الصلاة


سَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع