مدونة د. سالم مبارك محمد حسن بن عبيدالله
اللُّغات الساميَّة لهجات عربيَّة قديمة (وجهة نظر)
د. سالم مبارك محمد حسن بن عبيدالله | D. Salem Mubarak mohammed ban obaidellah
08/07/2021 القراءات: 3946
يرى بعض الباحثين أنَّ مخرجات البحث المقارن تشير إلى أنَّ اللُّغات الساميَّة هي لهجات عربيَّة قديمة لم تزل معظم خصائصها اللُّغويَّة موجودة إلى اليوم في لهجات الجزيرة العربيَّة، ولا سيما في جنوبها الغربيّ، وهناك شبه إجماع لدى معظم العلماء أنَّ جنوب غرب الجزيرة العربيَّة هو مهاجر جميع الأقوام التي أطلق عليها الشُّعوب الساميَّة. (يُنْظَرْ: رابين، تاريخ اللغة العبرية / 26، والغامدي، د.أحمد بن سعيد قشاش، اللُّغات العروبيَّة أم السَّاميَّة، الورقة العلميَّة المقدّمة لمجمَّع اللغة العربية الافتراضي، لمشروع قرار المجمَّع التَّاسع عشر، الخاص بإجازةَ مصطلح "اللغات العُرُوبية" مرادفًا لمصطلح "اللغات السامية"، الجمعة، 4 سبتمبر 2015م.) .
وعند النظر في مؤلفات بعض الباحثين وخاصَّة "اللُّغة العربيَّة أصل اللُّغات"، للدَّكتورة تحيَّة عبد العزيز إسماعيل، والكتاب بالإنجليزيَّة، وهي أستاذة متخصِّصة في علم اللُّغويَّات، وقد بُنِي هذا الكتاب على بحثٍ استغرق منها عشر سنوات، إذْ تناول الكتاب المقارنة بين ثلاث لغات قديمة؛ وهي: اللُّغة العربيَّة الفصحى، واللاتينيَّة، والسكسونيَّة، وهي: "اللُّغة الجرمانيَّة الَّتي بُنِيَت عليها الإنجليزيَّة الحديثة"، وتوصَّلت إلى أنَّ ثمانين في المائة من أفعال اللُّغة السكسونيَّة من أصل عربيٍّ، وخمس وسبعين في المائة من أفعال اللُّغة اللاتينيَّة من أصل عربيٍّ أيضًا، وقُلْ مثل ذلك في الكلّمات المشتقَّة منها. كما أنَّ بعض آلهة القبائل الجرمانيَّة، وقبائل جنوب الجزيرة العربيَّة لها أسماء مشتركة، مثل: "مناة" "Manon"، و "ودًّا" "Woden"، وبما أنَّ اللُّغة الانجليزيَّة أصلها السكسونيَّة، وقد تأثَّرت كثيرًا باللاتينيَّة، نجد بها كلّمات كثيرة عربيَّة، مثل: "طَال" "tall"، "قال" "call"، "هبّ" "hop"، "هرع" "hurry"، "وسط" "waist"، "هيل" "hail". ولا يمكن أنْ توجد لغات بها هذه النَّسبة العالية من الكلّمات المشتركة إلاًّ لو كانت من أصل واحد، فما هو الأصل. وحسب الإحصاء الَّتي توصَّلتْ إليه في عدَدِ جذور تلك اللُّغات، وَجَدَتْ أنَّ: جذور الأفعال في العربيَّة: خمسة وخمسمائة وستَّة عشر ألفًا، وفي اللاتينيَّة ثمانمائة ألف، وفي السكسونيَّة أربعون ومائة وألفان، وفي الأفعال والحروف، وجدَّت أنَّ في العربيَّة: أربعون ومائة واثنان وعشرون ألفًا، وفي اللاتينيَّة أربعون ومائتان وألفان، وفي السكسونيَّة تسعمائة وألف. ومن خلال هذا الإحصاء يتبادر إلى الذِّهن أنَّ اللُّغة السكسونيَّة، واللُّغة اللاتينيَّة ربَّما تكون أُخِذت من اللُّغة العربيَّة. فيحتمل أنّ هذه اللُّغات قد طرأ عليها ضعف، وتقلُّص لم يُصِب اللُّغة العربيَّة، وهناك أسباب لغويَّة أخرى طرأت عليها أيضًا؛ ثمَّ أسباب تاريخيَّة وجغرافيَّة ذَكَرَتْهَا المؤلِّفة في ثنايا كتابها . (يُنْظَرْ: إسماعيل، د. تحيَّة عبد العزيز، اللُّغة العربيَّة أصل اللُّغات (Classic Arabic as The Ancestor of Indo Europian Languages and Origin of Speech) / 305 – 306، وما قبلها).
ويمكن أن نأخذ مثالاً واحدًا يوضِّح التَّغييرات الَّتي طرأت على بعض الكلّمات، فكلّمة "harbour" الإنجليزيَّة، معناها "ملجأ أو ميناء" نجد أنَّ أصلها في السكسونيَّة مكونَّة من كلّمتين، هما: "here beorg"، وكانت قبل ذلك "hunan bueg" في اللُّغات الجرمانيَّة القديمة، وهي في العربيَّة "هنا برج"، فكلّمة "برج" لم تتغيَّر في الجرمانيَّة القديمة، أمَّا كلّمة "هنا" فقد تغيَّرت حسب قانون يقضي بتغيّر المدّ في آخر الكلّمة إلى حرف "ن"، ثمَّ طرأ عليها قانون ثانٍ يغيِّر حرف "ن" إلى حرف [r]، إذا وجد حرف أنقى في نفس الكلّمة [by dissimilation]، وكان سكان انجلترا يبنون البروج على الساحل قديمًا؛ ليتحصَّنوا بها من غزوات أهل الشَّمال "The Vikings"، ثمَّ أصبحت منارات تقود السُّفن إلى الميناء. (يُنْظَرْ: إسماعيل، د. تحيَّة عبد العزيز، اللُّغة العربيَّة أصل اللُّغات (Classic Arabic as The Ancestor of Indo Europian Languages and Origin of Speech) / 307. ).
اللُّغات الساميَّة - لهجات عربيَّة قديمة - اللُّغة السكسونيَّة - اللُّغة الجرمانيَّة
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع