مدونة الدكتور حميد ابولول جبجاب


الغلو والتطرف وأثره على المجتمع الحلقة الثالثة

الدكتور حميد ابولول جبجاب | heemed Apoulol Chibchab


23/02/2023 القراءات: 738  


الوسطية والاعتدال
الوسطية : مأخوذة من كلمة تدل على العدل والفصل والخيرية والتوسط بين الطرفين لذا كانت الوسطية في الشرع بمعنى العدالة والتوسط بين الافراط والتفريط قال تعالى (( وكذلك جعلناكم امة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا))
ومن هنا كانت الوسطية وهي العدل والطريق الاوسط الذي تجتمع عنده الفضيلة .
وخير تطبيق لها انما يظهر في كل ما يتعلق بمسائل الاحكام العامة المتعلقة بحياة الناس . فوسطية الدعوة تخرج من مفهوم عام يحدده المنهج العلمي وهو قوله تعالى (( ادعُ الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ))
فقدم تعالى الحكمة على الكلمة لتكون خير ضابطاً لها ثم اختار للداعية ان يخرج من منهج وسطي وهو الموعظة الحسنة التي تمتاز باليسر والسهولة لا الخشنة وغير الحسنة .
والوسطية في الفتوى هي اصل من اصول الفتوى وعلامة صحيحة على جودة الفتوى فالمفتي الجيد هو الذي يسهل على الناس امور حياتهم .
فاليسر والسهولة والتوسط والاعتدال من سمات الشريعة الاسلامية التي تتميز بها ومن هنا وصفت هذه الشريعة بالحنيفة السمحة قال تعالى (( يريد الله ان يخفف عنكم )) وقال تعالى ((يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر )) اي التسهيل في العبادة وقال تعالى (( لا يكلف الله نفسً إلا وسعها )) فيقول النبي صلى الله عليه واله وسلم (( اذا امرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم )) .
اذا كانت هذه النصوص وغيرها من القران الكريم والسنة النبوية قد ارست المبادئ والاسس حول وسطية الشريعة واعتدال منهجها فكيف لهذه الفرق الضالة التعنت والتشدد والتنطع نحو الضيق والحرج فهل لهم من دين يبيح لهم ما يفعلون ؟
هل من دين يبيح التطرف والارهاب ؟
ان المغالين والمتطرفون لا يدينون بدين ولا يؤمنون بعقيدة انما هم جماعة صنعتهم الانظمة السياسية المتحكمة بالعالم واستطاعت تلك الجماعات ان تغري الشباب المنحرف وتزين لهم اعمالهم باسم التوبة والجنة والجهادة وحور العين وتكفير الاخرين واعطائهم سلطة القتل والارهاب .
التوصيات والنتائج
من خلال ما تقدم تبين لنا ان دعم الفكر الذي ينطلق من رحم الوسطية والاعتدال هو الحل الانجع لمواجهة الغلو والتطرف .
ان دعم المؤسسات وإقامة الندوات والمؤتمرات التي تدعم الفكر الوسطي وتفضح التطرف والارهاب هي واحدة من الحلول لمعالجة الفكر المتطرف .
ومن التوصيات
1- تعميم فقه الوسطية والاعتدال في المدارس والجامعات في كافة البلدان الاسلامية
2- دعم المؤسسات الدينية كالحوزة العلمية في النجف الاشرف ودار الافتاء العراقية والازهر الشريف بكافة السبل من اجل رفض التطرف والغلو ونشر روح التسامح والدين الحنيف وفتح باب الحوار بين الاديان والمذاهب
3- دعم الدورات والندوات التي تنمي لغة التأثير لدى الشباب بالنسبة للدعاة مع استبعاد الدعاة الذين يميلون للفكر التكفيري .
4-وقوف المجتمعات صفاً واحداً ضد من يتاجرون بالدين ويتخذونه ستار للوصول الى اهدافهم السياسية وغيرها
5- فضح فكر تلك الجمعات المتطرفة في كافة وسائل الاعلام المحلية والدولية
6- دعم منظمات المجتمع المدني من اجل نشر الوعي عند الشباب ومحاربة التطرف .
7- زيادة اواصر التلاقي بين المؤسستين الدينية والاكاديمية وضرورة الانفتاح على بعضهم الاخر
8- معالجة اليأس والفقر والجهل والبطالة التي تشكل روافد للغلو والتطرف عند الشباب
9- اقامة مؤتمر دولي للحوار والتقريب بين المذاهب الاسلامية وتوحيد المناهج الدراسية للتربية الاسلامية وابعادها عن لغة العنف والتطرف
10- ضرورة نشر الفكر الاسلامي المعتدل وتعريف شعوب العالم الغربي بمبادئ الاسلام الحنيف وحث الشعوب من اجل الضغط على الحكومات التي تدعم الجماعات المتطرفة لإيقاف الدعم والتمويل وتجفيف منابع الارهاب في كل العالم


الغلو التطرف المجتمع