مدونة يحيى محمود سالم التلولي


حوارات هادئة/ أليس هذا تمييزا على أساس الجنس؟

د. يحيى محمود سالم التلولي | Dr. Yahya Mahmmoud Salem Tlouli


27/12/2022 القراءات: 594  


حوارات هادئة
أليس هذا تمييزا على أساس الجنس؟
بقلم/ د. يحيى محمود التّلولي
قال صاحبنا: لو عدنا إلى القرآن الكريم، وهذه المرة مع قصة النّبي زكريا –عليه السّلام- في قوله تعالى: {ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا (2) إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا (3) قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا (4) وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا (5) يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا (6)} [مريم : 2 - 6] أليس في دعائه هذا بطلب الولد دون الأنثى تمييز عنصري على أساس الجنس؟
لقد جانبت الصّواب بقولك هذا، و لم يكن هذا الطّلب أو الدّعاء بأي حال من الأحوال تمييزا عنصريا على أساس الجنس؛ لأسباب كثيرة، منها:
أولا: لم يطلب زكريا – عليه السّلام- الولد دون البنت؛ لأجل الولد، أو لجاه، أو لتفاخر أو غير ذلك من شهوات الدّنيا ومتاعها.
ثانيا: زكريا – عليه السّلام- طلب الولد دون الأنثى؛ ليقوم بوظيفة ليست من شأن الأنثى أو من اختصاصها، أو من مسؤولياتها في الحياة الدّنيا.
ثالثا: الوظيفة التي سيحملها الولد هي وراثة النّبوة والعلم والحكمة.
رابعا: في سورة آل عمران قال –تعالى- على لسان امرأة عمران: {إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (35) فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (36)} [آل عمران : 35 - 36]
وفي هذه الآيات دلالات وإشارات، منها:
1- النّزعة الفطرية في الإنسان -حتى الأنثى- تنزع نحو الولد؛ وليس في هذا تمييز.
2- امرأة عمران غلب على ظنها، ولديها ميل ورغبة - وليس في هذا تمييز- أن يكون ما في بطنها ذكرا؛ ليقوم أيضا بوظيفة ليست من شأن الأنثى.
4- أكدت الآيات بأن الذّكر يختلف عن الأنثى {وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى} وهذا الاختلاف يكمن في تكوينه ووظيفته ومسؤولياته المناطة به.
4- التّفاضل بين الذّكر والأنثى يعني أن الله منح كل منها ميزات ليست في الآخر، وليس في هذا تحقير أو تقليل من قدر هذا أو ذاك.


نمييز- ذكر- أنثى- الجنس


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع