مدونة د. محمد كاظم حسين الفتلاوي


الشريك الصالح .. اختيار ومسار

محمد كاظم حسين الفتلاوي | Mohammad


07/02/2025 القراءات: 15   الملف المرفق



كلامنا هنا عن حُسن اختيار الشريك الصالح (الزوج والزوجة) وهذا الاختيار يُعد من أولويات تأسيس الأسرة، فالأسرة نواة المجتمع فإن صلح الاختيار صلحت هذه النواة، وبصلاح النواة صلح المجتمع عامة، فالحياة الزوجية شراكة من أخطر الشراكات في الحياة، ففيها بناء الأسرة والسعادة، قال النبي ص: (ليتخذ أحدكم قلباً شاكراً ولساناً ذاكراً، وزوجة مؤمنة تُعين أحدكم على أمر الآخرة)، نسأل الله  ان يوفقنا لما يحب ويرضى انه سميع مجيب. أولاً: اهمية اختيار الشريك الصالح: وتتمثل أهمية اختيار الشريك الصالح في عدة نقاط، لعل من أهمها: 1- تجنب الخضوع لحكم الهوى، والنزوات العابرة، فلما كان الزواج من الأمور الخطرة في آثاره، وكان التوفيق فيه سبباً في سعادة الدارين، اقتضى ذلك أن يتم الإقدام عليه بحكمة وروية. 2- تعد مسألة اختيار الأزواج من المسائل الصعبة في عصرنا، نتيجة اختلاط الأمور على الناس، بسبب سيطرة الجاهلية على المجتمع في تصوراته وفكره وأخلاقه وتشريعاته. 3- الزواج أحد أهم ثلاثة أحداث في حياة الإنسان: الولادة، الزواج، والموت، والولادة والموت يحدثان من دون إرادة منا، أما الزواج فقراره مرتبط بإرادتنا، ولا شك في أن أهم القرارات المتعلقة بالزواج هو اختيار شريك الحياة. 4- الزواج عقد يتصف غالباً بالدوام، فهو عقد حياة مشتركة لها آثارها الممتدة من الافضاء وعلاقة المصاهرة وإنجاب الأولاد. 5- حاضر الأمة ومستقبلها يعتمد على نوعية أجيالها، والأسرة هي المسؤول الأول عن تحديد نوعية أولئك الناشئة قوة أو ضعفاً . 6- إن بناء الجماعة والأمة المسلمة التي تعيش الإسلام الحقيقي تصوراً وفكراً والتزاماً هو الهدف المنشود لكل مسلم، وهذا لا يتحقق إلا ببناء البيت المسلم الذي يكون بمثابة حصن من حصون المجتمع، وهذا الحصن لا يصمد إلا بوجود زوجة صالحة. ثانياً: أهم ما يجب ان يتوفر في شريك الحياة الأصل بطبيعة الحال أن يختار الرجل المرأة الصالحة ليتزوجها، ولكن إذا وجد الرجل لأبنته كفؤاً جاز له أن يخطبه لابنته، ويتمثل ذلك في كتاب الله العزيز، عندما عرض نبي الله شعيب ابنته على موسى ع، قال تعالى: [فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ، قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ، قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِنْدِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ]. نعم؛ فقد توفرت في موسى  أهم صفتين في الإنسان القائم بالأعمال والمدير لأي شأن من شؤون الحياة وهما التحلي بالقوة والأمانة؛ لأنه إذا اجتمعت هاتان الخصلتان: الكفاية والأمانة في القائم بأمرك ففي ذلك سعادتك وراحة البال وتمام مرادك، وقيل: (القوي في دينه الأمين في جوارحه). ثالثاً: أهم ما يجب ان يتوفر في شريكة الحياة أولاً: عقيدتها: إن الانسجام بين الزوجين لن يتم إلا إذا كان هناك انسجام ثقافي بينهما، ومن دون ذلك فإنّ مجرّد التلاحم الجسدي لن يستطيع ان يحقّق الانسجام المطلوب. ثانياً: عن عائلتها: يقول النبي ص: (تخيروا لنطفكم فإن النساء يلدن أشباه إخوانهن وأخواتهن). ثالثاً: خصوبة رحمها: يقول الرسول الأعظم ص: (خير نسائكم الودود الولود المؤاتية) (المؤاتية: المطيعة لزوجها). رابعاً: جمالها: يقول النبي ص: (خير نساء أمتي أصبحهنّ وجهاً، وأقلهن مهراً)، ويقول الإمام علي ع: (عقول النساء في جمالهنّ، وجمال الرجال في عقولهم). خامساً: شعرها: يقول الرسول ص: (إذا أراد أحدكم أن يتزوّج امرأة فليسأل عن شعرها كما يسأل عن وجهها، فإنّ الشعر أحد الجمالين). #وأخيرا اسأل الله تعالى لك عزيزي القارئ التوفيق في الاختيار وحسن المنشورة والسعادة في الدارين. والحمد لله رب العالمين


شريك، زواج


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع