مدونة عبدالحكيم الأنيس


كلمتي في حفل التدوين العلمي

د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees


12/03/2022 القراءات: 836  


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه.
وبعد: فقد كانتْ (منصة أريد) رئةً تنفسنا مِن خلالها، ووجودُ وسائل النشر أسبابٌ مهمةٌ لنشاط الكاتب، وتوقّدِه الذهني، ودُؤوبه على إخراج ما يعتملُ في نفسه من خواطر وأفكار، يقولُ الأستاذُ محمد رجب البيّومي في كتابه: "مِن أعلام العصر": "حين احتجبتْ مجلاتُ الأدب في مصر بدءًا من الثقافةِ، فالرسالةِ، فالمقتطفِ، فالكتابِ، شعرتُ بوحشةٍ تملكُ عليَّ أقطارَ نفسي، وجفّتْ مواردُ الإلهام في خاطري؛ إذ لا أجدُ الحافزَ الدافعَ للنتاج ما دام النشرُ موصدَ الأبواب".
ولعدم النشر مخاطرُ كبيرةٌ تتمثلُ في الضياعِ، أو النقصانِ، أو التحريفِ، أو الانتحالِ من الغير. ويجبُ الكتابة وبيانُ هذه المخاطر.
بدأتُ بالنشر مبكِّرًا، وأولُ مقال لي كان بعنوان: "بين التطبيق والتشدُّد"، وذلك في مجلة التربية الإسلامية ببغداد، في العددين (10و11) مِن سنتها الخامسة والعشرين، عام (1984م) وكنتُ في عامي التاسع عشر.
وللمقال الأول طعمٌ لا يُنسى، يقول أديب العربية الأكبر الأستاذُ علي الطنطاوي في كتابه "مِن حديث النفس" (ص205) وهو يتحدثُ عن أخذهِ أولَ مقالٍ إلى الأستاذ أحمد كُرد علي لنشره في جريدة "المقتبس":
"ووعدَني بنشر المقال غداةَ الغد، فخرجتُ مِن حضرته وأنا أتلمسُ جانبَيّ أنظرُ هل نبتتْ لي أجنحةٌ أطيرُ بها لفرط ما استخفني السرورُ. ولو أني بُويعتُ بإمارة المؤمنين ما فرحتُ أكثر مِن فرحي بهذا الوعد. وسرتُ بين الناس وكأني أمشي فوق رؤوسهم تعاليًا وزهوًا. وما أحسَبُني نمتُ تلك الليلة ساعةً، بل لبثتُ أتقلبُ على الفراش أتصورُ أيَّ جنة مِن جنات عدن سوف أدخلُ في غداة الغد … أيَّ كنز سأجدُ. وجعلتُ أترقبُ الصباحَ ولا ترقبَ عاشقٍ متيمٍ ينتظرُ وصلًا بعد طول الهجران، حتى إذا انبثقَ الصبحُ وأضحى النهارُ أخذتُ الجريدة، فإذا فيها المقالُ وبين يديه كلمةُ ثناء لو قِيلتْ للجاحظ لرآها كبيرة عليه!".
وغالبُ مؤلفات الشيخ الطنطاوي مجموعةٌ من مقالاته التي كان ينشرها في الجرائد والمجلات، أو يذيعها في الإذاعات، وضاع له الكثير.
***
وكان المقال الثاني بعنوان: "أدب الغرباء"، ونُشر في جريدة العراق عام (1985).
وتوالى النشرُ فيهما.
ولي مع الصديق الأديب البارع الأستاذ الدكتور الشيخ عمر بن عبدالعزيز العاني البحريني ذكرياتٌ جميلةٌ في ذلك.
وأولُ مقال لي خارجَ العراق نُشر بعنوان: "رسالة مِن باحث"، في نشرة "أخبار التراث العربي" الصادرة عن معهد المخطوطات العربية في "المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم"، المجلد (4)، العدد (37) مايو- يونيو عام (1988). وكان المعهد آنذاك في الكويت.
ونشرتُ بعدُ في جريدة "الاتحاد" البغدادية.
ثمَّ مجلة الرسالة الإسلامية الصادرة عن وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في بغداد.
ثمَّ في مجلة الجذور (صدرتْ في عمَّان عام 1991م، ولم تستمر).
ثمَّ في جريدة "القادسية" ضمن زاوية الشيخ جلال الحنفي الأسبوعية: "رؤوس أقلام أسبوعية".
ثمَّ في مجلة "النفحات" في بغداد أيضًا.
ثمَّ في مجلة "المُسلم" في القاهرة عام (2003).
ثمَّ في مجلة "الرِّباط" الموصلية، لمؤسِّسها الصديق الجليل الداعية الموهوب الشيخ فيضي الفيضي رحمه الله تعالى.
ونشرة "صدى الدار" الصادرة عن دار البحوث للدراسات الإسلامية وإحياء التراث بدبي.
ثمَّ في مجلة "الضياء" الصادرة عن دائرة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدبي، ومجلة "البراحة" الصادرة عن المعهد الديني فيها.
ثمَّ في مجلة "طيبة"، صدر منها في دبي أربعة أعداد، وتوقفتْ.
ثمَّ في جريدة "البيان" في دبي أيضًا.
ثمَّ في مجلة "راشد"، تصدرُ عن مركز راشد لأصحاب الهِمم.
ثمَّ في مجلة "العربية" الصادرة عن جمعية حماية اللغة العربية في الشارقة.
ثمَّ في نشرة "أخبار المركز" مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث.
ثمَّ في مجلة "البعث الإسلامي" في الهند.
ومجلة "النور" في إسطنبول.
ومجلة "العصر" في الجزائر.
ومجلة "البيِّنات" في باكستان.
وكنتُ أخذتُ وأرسلتُ موادَّ إلى "مجلة إحياء التراث العربي الإسلامي"، وجريدتي الجمهورية، والثورة، في بغداد، و"منار الإسلام"، ولم يُنشر شيء فيها.
***
كان أكبر نشاطٍ لي في النشر الإلكتروني في شبكة الألوكة ابتداءً مِن عام (2014).
ثمَّ بدأتُ النشر في (مدونتي) في (منصة أريد) في الشهر العاشر من عام (2021)، وتجاوز المنشورُ فيها -بتوفيق الله تعالى- (80) مقالًا.
والشكر الجزيل إلى هذه المنصة، مديرًا، ومعاونين، ورؤساء أقسام، ولكل العاملين فيها في السرِّ والعلن.
***
هذه جولةٌ سريعةٌ لِما نشرتُ من مقالات في الجرائد، والمجلات، والنشرات، ممّا أمكنني ذكرُه، مِن غير القصائد، والبحوث، والكتب، والمقابلات.
وأرجو أنْ أُوفق لجمعها في كتبٍ، كما فعل الأستاذ أحمد أمين في "فيض الخاطر"، والشيخ علي الطنطاوي، وغيرهما.
ومعذرةً عن الحديث عن النفس، وإن كان لا يخلو من الفائدة العامة لمَنْ يريد معرفة ما كان في العراق وغيرهِ مِن مجالات النشر، مِن جرائد ومجلات.
وأسأل اللهَ تعالى الإخلاصَ والتوفيق.
_____________
• ألقيتْ عن بُعد في حفل الاحتفاء بالمدونات العلمية الفائزة بالمراكز الأولى في منصة أريد لعام (2021م).


تاريخ النشر. مجالات النشر.


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع


بارك الله جهودكم وهمتكم العالية


وبارك في ذاتكم وذويكم


تنبيه: نشر في مجلة (زاد المنابر) -وهي مجلة فصلية تصدر عن مجلس علماء العراق-، في العدد العاشر، المؤرخ بذي القعدة (١٤٣٩-٢٠١٨) مقال منسوب إلي بعنوان: (نماذج مضيئة من صلة المرأة بالله سبحانه). والصواب أنه لأخي الدكتور عبدالسميع، وليس لي، فليُعلم. وكان قد نشر في شبكة الألوكة، ويبدو أنه حصل اشتباهٌ عند نقله منها، وإعادة نشره في المجلة المذكورة. وفق الله الجميع.


مقال لذيذ و ماتع و أعتقد أن المفكر و الكاتب عزيز على نفسه كل مقال او بحث ينشره فمهما تعددت المقالات و كثرت فهو يبقى يتذكر كل مقال بأدق تفاصيله دام العطاء و علينا ككتاب ان نسعى الى العمل على ترسيخ اسس تضمن دورة متكاملة للنشر و القراءة من خلال الندوات الفكرية التي تناقش الانتاجات الفكرية اجدد شكري


السيد هادفي: شكرا جزيلا لتعليقك المهم.


ما شاء الله . زادكم الله علما و نفع بك.