مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم


من رسالة الإمام مالك لهارون الرشيد (2)

باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM


27/11/2022 القراءات: 425  


من رسالة الإمام مالك لهارون الرشيد (2)

وقال رحمه الله :
لا تأمن على شيء من أمرك من لا يخاف الله ، فإنه بلغني عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنه قال : شاور في أمرك الذين يخافون الله ، احذر بطانة السوء ، وأهل الردى على نفسك .
فإنه بلغني عن النبي -  - أنه قال : « ما من نبي ولا خليفة إلا وله بطانتان : بطانة تأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر ، وبطانة لا تألوه خبالا ، وهو مع الذي استولت عليه ، ومن وقي بطانة السوء فقد وقي » .
واستنبطن أهل التقوى من الناس ، وأكرم ضيفك فإنه يحق عليك إكرامه ، وارع حق جارك ببذل المعروف ، وكف الأذى عنه ، فإنه بلغني عن النبي -  - أنه قال : « من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه » .
وتكلم بخير أو اسكت ، فإنه بلغني عن النبي -  - أنه قال : « من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليمسك » .
واتق فصول المنطق ، فإنه بلغني عن ابن مسعود أنه قال : أنذركم فضول المنطق ، وأكرم من وادك وكافئه بمودته ، وإياك والغضب في غير الله ، لا تأمر بخير إلا بدأت بفعله ، ولا تنه عن سوء إلا بدأت بتركه ، دع من الأمر ما لا يعنيك ، فإنه بلغني عن النبي -  - أنه قال : « من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه » .
صل من قطعك ، واعف عمن ظلمك ، واعط من حرمك ، فإنه بلغني عن النبي -  - أنه قال : « إنها أفضل أخلاق الدنيا والآخرة » .

اتق كثرة الضحك ، فإنه يدعو إلى السفه ، فإنه بلغني عن النبي -  - : أن ضحكه كان تبسما .
لا تمزح فتدم نفسك ، فإنه بلغني عن النبي -  - أنه قال : « إني لأمزح ولا أقول إلا حقا » .
لا تخالف إلى ما نهيت عنه ، وإذا نطقت فأوجز ، فإنه بلغني عن النبي -  - أنه قال : « وهل يكب الناس في نار جهنم إلا هذا » يعني : لسانه .
لا تصغر خدك للناس ، فإنه بلغني عن النبي -  - أنه قال : « إن أهل الجنة كل هين لين سهل طلق » .
اترك من عمال السر ما لا يحسن بك أن تعمله في العلانية : اتق كل شيء تخاف فيه تهمة في دينك ودنياك ، بلغني عن النبي -  - أنه قال : « من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يقف مواقف التهم » .
أقلل طلب الحوائج من الناس ، فإن في ذلك غضاضة ، وبلغني عن النبي -  - أنه قال لرجل : « لا تسأل الناس ، وليكن مجلسك بيتك أو مسجدك » . وبلغني عن النبي -  - أنه قال : « المساجد بيوت المتقين » .
لا تكثر الشخوص من بيتك إلا في أمر لا بد منه ، فإنه بلغني عن النبي -  - أنه قال : « ستة مجالس المسلم ضامن على الله ما كان في شيء منهن : في سبيل الله ، أو في بيت الله ، أو في عيادة مريض ، أو شهود جنازة ، أو جمعة ، أو عند إمام مقسط يعزره ويوقره » .

أحسن خلقك مع أهلك ، ومن اعتز بك ، فإن ذلك رضا لربك ، ومحبة في أهلك ، ومثراة في مالك ، ومنسأة في أجلك .
فإنه بلغني عن بعض العلماء من الصحابة أنه قال ذلك .
أحسن البشر إلى عامة الناس ، واتق شتمهم وغيبتهم فإن الله تعالى قال : ﴿ أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ﴾ . وبلغني عن النبي -  - أنه قال : « لا تشتم الناس » والله أعلم . وصلى الله على محمد وآله وسلم .


من رسالة الإمام مالك لهارون الرشيد (2)


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع