مدونة د. نكتل يوسف محسن


الشيخ غانم قاسم فرج الجبوري

د. نكتل يوسف محسن | Dr. Naktal yousif mohsen


23/05/2022 القراءات: 726  


أيادٍ بيضاء في تأسيس الثانوية وتطويرها
عطر الخُزامى الأصيل، والسيرة النادرة المثيل، والشيخ الفاضل الجليل.
وضع أسس الثانوية مع زملاء الخير ورفاق المجد ليتكأ عليها في آخرته وهي تدرُ عليه خير كثير وثواب عظيم بإذن الله؛ وبما آلت إليه من تخريج حفظة للقرآن ومتقنين للفقه وأساتذة فضلاء وشباب خيرة أفادت المدينة منهم ولا زالت.
درسّ الشيخ المواد الشرعية قبل أن يكون للثانوية كادر تعتمد عليه وسد شاغر في هذا المجال مع إخوته وزملائه من أفراد التأسيس فأصبح في عِداد المؤسسين وضمن المدرسين ، بذل الشيخ ـ رحمه الله ـ جهوداً كبيرة في سبيل نشر الدعوة من خلال العلم الشرعي فتتلمذ على يديه كثير من طلبة العلم ولاسيما في جامع الكرامة في حي الكرامة، فقد أستوعب هؤلاء التلاميذ فكر الشيخ ودعوته وأخذوا يعملون بها ويبثونها إلى الناس.
أكمل دراسته الأولية في معهد إعداد الأئمة والخطباء في بغداد والذي حول إلى كلية الإمام الأعظم ، وتخرج منها سنة 2001، والتحق بدراسة الماجستير سنة 2004 وأكملها سنة 2007، إذ حصل على شهادة الماجستير بتقدير إمتياز في أصول الفقه عن رسالته الموسومة : "الإمام الزركشي ومنهجه في كتابه البحر المحيط" ودرس خلال مسيرته العلمية على يد العديد من علماء الموصل والعراق أمثال : محمد محروس المدرس رحمه الله والشيخ أحمد حسن الطه، والشيخ عبد الملك السعدي وغيرهم من الإعلام، مما يثبت همته في طلب العلم كما هي همته في نشره رحمه الله.
اما في ميدان الدعوة فقد خرج إلى الدعوة إلى الله في كل مناطق المحافظة فلم يمنعه قرّ ولا حرّ عن أداء مهمته فخرج لإلقاء المحاضرات وتـثقيف الناس وتعليمهم مباديء الإسلام في مدينة الموصل وفي أقضيتها ونواحيها وقراها ،يقول الشيخ جاسم عبد شلال : لقد دعوته إلى قرية تل الهوى في ربيعة وقرية نمريك في ناحية فايدة ، وناحية الكوير وناحية قيارة وناحية النمرود وقراها فضلاً عن دروسه في مساجد الموصل ولاسيما في رمضان إذ كان في بعض السنوات يلقي محاضرة في كل مسجد، وكان له درس أسبوعي في كل يوم ثلاثاء في جامع الشيخكي مع كل من الشيخ خالد عبدالعزيز الكوراني والشيخ حسين علي سليمان السليفاني.
إجازته العلمية :
حصل على الإجازة العلمية من قبل الشيخ الدكتور صالح خليل حمودي ولقبه شيخه بلقب ( زين الدين ) ، الموافق 15/9/2007 ، في حفل أقامته رابطة علماء العراق /فرع الموصل، كما حصل على إجازة علمية من الشيخ العلامة أحمد حسن الطه حيث قرأ عليه من متن الغاية والتقريب في الفقه الشافعي والورقات وشرحها للمحلي بالأصول، وشرح الرحبية في الفرائض، كما حصل على إجازة علمية عامة بالكتب السنن الستة ، وبما يروى عن مشايخه ، مع كتب المصطلح، من الشيخ المحدث صبحي السامرائي
أما وظائفه التي أشغلها فهي كما ورد في سيرته التي كتبها الشيخ جاسم عبد شلال إذ قال:
لقد تقلد شيخنا مناصب دعوية كثيرة معظمها حسبة لله وكان لها الفائدة الكبيرة لأهل الموصل منها :
• عمل خطيباً جامع الكرامة .
• عمل خطيباً جامع الكوير الكبير في ناحية الكوير .
• عمل خطيباً جامع أبي حنيفة في حي النور .
• عمل خطيباً الجامع الكبير في ناحية النمرود
• عمل خطيباً جامع الهدى في حي القدس .
• عمل إماماً لمسجد الأحمدية في منطقة شارع النجفي.
• كان له برنامج إذاعي في إذاعة النور من دار السلام في مدينة الموصل في كل يوم أربعاء ، يجيب من خلاله على أسئلة السادة المستمعين .
• وكان له برنامج في تلفزيون الحدباء في الموصل ، يجيب من خلاله على أسئلة السادة المشاهدين .
• عضو في رابطة علماء العراق /فرع الموصل
• عضو رابطة طلبة العلوم الشرعية .
• عضو هيئة علماء المسلمين .
• مدرساً في ثانوية سعد بن معاذ الدينية في جامع الشيخكي حي القادسية .
• كان عضواً في هيئة الإفتاء التابعة لرابطة علماء العراق / فرع الموصل.
• عضو في مشروع الأضاحي في جامع الكرامة وغيرها من المشاريع
• كان الشيخ رحمه الله منتسباً في مديرية الوقف السني / نينوى منذ 27 / 6 / 2004 .
لقد لعب الشيخ دوراً مهما يشهد له المعارف من أهل الموصل في تقديم المساعدات والاغاثات للفقراء والمساكين والأرامل والمهجرين من خلال عمله في المشاريع الإغاثية.
أجتماعياً يتصف الشيخ بعدة صفات ذكرها المقربون منه أمثال الشيخ أحمد عبد الله شامي والشيخ جاسم عبد شلال وغيرهم وهي : امتيازه بالإلقاء المعبر والمؤثر في النفوس ، فهو خطيب بارع وبليغ العبارة أجودها ، وكان يرتجل خطبه كثيراً ، يبهر سامعيه بصوته في الدعاء حيث كان يقصده المصلون من أماكن بعيدة عن الجامع الذي تولى خطابته ليستمعوا إليه، وكان عالماً فاضلاً من علماء هذه المدينة العريقة بالعلوم الشرعية وغيرها ، جمع بين غزارة العلم وحفظ الأحاديث والقصص الأخرى والأبيات الشعرية، كما امتاز بسرعة الحفظ للأحاديث النبوية الشريفة والعديد من الآراء الفقهية ، والقصائد والأراجيز المتضمنة بعضاً من أبواب الفقه والنحو والصرف ، وكان ـ رحمه الله ـ ليناً في غير ضعف مهاباً سمحاً كريماً حليماً محبوباً للطالبين والفقراء صبوراً على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر و كان جريئاً لا يخاف في الله لومة لائم ، وكان يصدح بالحق الذي يعتقده في شجاعة نادرة ومنقطعة النظير وماكان يماري في عرض رأيه أبداً ، يبكي سامعيه ويدعو على من احتل الأرض ودنس العرض وقتل الأبطال ويتم الأطفال وهدم الدور .
فهو وسطي في دعوته ويفهم الإسلام انه منهج حياة متكاملة فضلاً عن اشتغاله في مجلس الفتوى حيث كان أحد الأعضاء البارزين كان صاحب علم رغم صغر سنة كان يبحث عن الدقائق وكأنه قد تجاوز الخمسين من عمره وكان كثيراً ما ينفرد بالفتوى كثيراً كان ـ رحمه الله ـ ذا قابلية على حل المشاكل التي تأتي إلى مجلس الفتوى وكان يتعامل معها بحكمة كبيرة ولاسيما المشاكل التي كانت تقع بين الأزواج والإخوة وأبناء العم والجيران وكأنه ليس شاباً لم يتجاوز (35) سنة وكأنه رجل كبير مصحوب بتجربة كبيرة وخبرة وكان يقيم الحجة على المخالف في القضايا الاجتماعية.
رحم الله شيخنا الكريم وغفر الله.


الشيخ، الدعوة، العلم، الدروس، الدين


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع