مدونة د. أسماء صالح العامر


📚📕شرب ماء زمزم وعمل العلماء واستغلالهم لهذه النعمة 🌺📚

د. أسماء صالح العامر | Asma saleh Al amer


19/01/2024 القراءات: 144  




شرب ماء زمزم وعمل العلماء واستغلالهم
لهذه النعمة

يذكر الحنابلة استحباب شرب ماء زمزم في الحج، يقولون: ثم يشرب من ماء زمزم لما أحب ويتضلع منه ويرش على بدنه وثوبه)
وقولهم ( لما أحب ) أي: لما أحب أن يعطيه الله . قاله النجدي في حاشية المنتهى.

وقولهم(ويتضلع منه) أي يملأ منه أضلاعه. قاله البهوتي في حاشيته على المنتهى.
فيشرب ماء زمزم ناويا أن يعطيه الله شيئا من علم، أو عمل اصلح، أو شفاء من مرض ، أو أي شيء.
لقوله صلى الله عليه وسلم :(ماء زمزم لما شرب له) رواه ابن ماجه.

وقد عمل العلماء بهذه السنة ، وهذا شيء من أعمالهم:


وهذه المواقف العطرة لتعلم لأي شيء كانوا يشربون زمزم لما بلغهم خبر نبيهم – صلى الله عليه وسلم -: ((زمزم ولما شرب له))، فتحلق مع أناس ارتأوا العلى، واستشرفوا مراقي المجد، بهمة الطامح للنهل من علوم الشريعة، والراجي النجاة يوم البعث والنشور، مع جرعة ماء تجري إلى أجوافهم، يرسلون دعوات تنم عن قلوب محترقة تسأل من ربها أن يكرمها بخير خيري الدنيا، وأن يؤمنها ظمأها يوم عطشها في عرصات القيامة.


لقد كان بعض السلف الصالح يرجون بشرب زمزم جمع شتات العلم، ولم متفرقه:

⁃ قال الإمام ابن القيم في زاد المعاد : (وقد جربتُ أناوغيرى من الاستشفاء بماء زمزمَ أُموراً عجيبة، واستشفيتُ به من عدة أمراض، فبرأتُ بإذن الله، وشاهدتُ مَن يتغذَّى به الأيامَ ذواتِ العدد قريباً من نصف الشهر، أو أكثر، ولا يجِدُ جوعاً، ويطوفُ مع الناس كأحدهم، وأخبرنى أنه ربما بقي عليه أربعين يوماً، وكان له قوةٌ يجامع بها أهله، ويصوم، ويطوف مراراً).

⁃ وقال في مدارج السالكين: ( وكنت آخذ قدحا من ماء زمزم فأقرأ عليه الفاتحة مرارا فأشربه فأجد به من النفع والقوة ما لم أعهد مثله في الدواء والأمر أعظم من ذلك ولكن بحسب قوة الإيمان وصحة اليقين والله المستعان)"

–   قال السيوطي في طبقات الحفاظ : حكي عن شيخ الإسلام أبي الفضل ابن حجر أنه قال: "شربت ماء زمزم لأصل إلى مرتبة الذهبي في الحفظ"، فبلغها وزاد عليه"، ويقول الذهبي: "وأنا شربته مرة وأنا في بداية طلب الحديث، وسألت الله أن يرزقني حالة الذهبي في حفظ الحديث، ثم حججت بعد عشرين سنة وأنا أجد من نفسي طلب المزيد على تلك الرتبة، فسألت مرتبة أعلى منها فأرجو الله أن أنال ذلك".

–   وجاء من بعده السيوطي فشرب من ماء زمزم على نية أن يصل في الفقه إلى رتبة سراج الدين البُلْقِينيّ، وفي الحديث إلى الحافظ ابن حجر العسقلاني.

–   يقول الإمام ابن العربي المفسر المشهور في أحكام القرآن : "ولقد كنت بمكة مقيماً في ذي الحجة سنة (٤٨٩) تسع وثمانين وأربعمائة، وكنت أشرب ماء زمزم كثيراً، وكلما شربته نويتُ به العلمَ والإيمانَ، حتى فتح الله لي بركته في المقدار الذي يسره لي من العلم،
ونسيت أن أشربه للعمل، ويا ليتني شربته لهما حتى يفتح الله علي فيهما، ولم يقدر، فكان صفوي إلى العلم أكثر منه إلى العمل، ونسأل الله الحفظ والتوفيق برحمته".

–   قال أبو بكر محمد بن جعفر: سمعت ابن خزيمة وسئل من أين أوتيت هذا العلم؟ فقال: "قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((ماء زمزم لما شرب له))، وإني لما شربت ماء زمزم سألت الله علماً نافعاً".

–   وقال ابن عساكر كما في طبقات الشافعية : "سمعت الحسين بن محمد يحدث عن أبي الفضل بن خيرون أو غيره أن الخطيب البغدادي ذكر أنه لما حج شرب من ماء زمزم ثلاث شربات، وسأل الله ثلاث حاجات:
·       فالحاجة الأولى: أن يحدث بتاريخ بغداد بها.
·       الثانية: أن يملي الحديث بجامع المنصور.
·       الثالثة: أن يدفن عند بشر الحافي، فقضى الله له ذلك".

–       وفي ترجمة الشيخ يحيى بن أحمد الأنصاري القرطبي أنه شرب ماء زمزم لحفظ القرآن، فتيسر عليه حفظه في أقرب مدة.

–       وشربه الحاكم أبو عبد الله لحسن التصنيف ولغير ذلك فصار أحسن أهل عصره تصنيفاً.

وربما شربوه لمقاصد رفيعة أخرى فأصابوها وظفروا بها، فقد قال ابن حجر: واشتهر عن الشافعي الإمام أنه شرب ماء زمزم للرمي، فكان يصيب من كل عشرة تسعة.

وقال الحافظ السَّخاويُّ في ترجمة ابن الجزري: كان أبوه تاجراً، و مكث أربعين سنة لم يرزق وَلَداً، فحجَّ وشَرِبَ ماءَ زمزم بنية أن يرزقه الله ولداً عالماً، فوُلِدَ له محمد الجزري بعد صلاة التراويح، وابن الجزري هو من هو في الحفظ والعلم، وعلى الأخص علم القراءات.

وهمة أخري لأجلها تضلعوا من زمزم:
فجاء عن بعض السلف أنه لما شرب زمزم قال: "اللهم إنه قد جاء عن نبيك – صلى الله عليه وسلم – أن ماء زمزم لما شرب له، اللهم إني أشربه لظمأ يوم الآخرة".

وقال ابن عيينة: "قال عمر بن الخطاب – رضي الله عنه -: "اللهم إني أشربه لظمأ يوم القيامة".

نسأل الله أن يجعل أضلاعنا رواء من زمزم، وأن يسقينا منها ما يطفئ ظمأ عطشنا يوم الهواجر، وأن يصلح نياتنا والمقاصد.
والحمد لله رب العالمين.


ماء زمزم


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع