مدونة د. محمد عبد الجواد محمد البطة


حنبعل،،، كيف قهر المستحيل وشق طريقه في الصخور

د. محمد عبد الجواد محمد البطة | Mohammed Abd aljwwad Albatta


03/10/2022 القراءات: 1294  


حنبعل،،، كيف قهر المستحيل وشق طريقه في الصخور
د. محمد عبد الجواد البطة
تعجبني مقولة حنبعل إن لم نجد الطريق نصنع واحدا،، لهذه المقولة قصة تحمل معاني كثيرة فيها: عظمة في تحقيق الهدف والإصرار والإقدام في ظل محيط لا يوجد به إلا الموت المحقق فقط.
قرر حنبعل سنة ٢١٨ قبل الميلاد أن يفي بوعده لأبيه حلمقار بعل بالانتقام من روما، التي هزمته خلال الحرب البونيقية الأولى، فقرر أن يتحدى المستحيل ويغزوا روما من خلال اختراق جبال الألب التي تمثل حاجز طبيعي بين أسبانيا وإيطاليا.
اصطحب معه ٥٠ ألف جندي من قوميات وأجناس متعددة، ويتحدثون لغات مختلفة، معه سلاح خفيف و٢٨ فيلا، ولمعرفة صعوبة الوضع الذي مر به حنبعل لا بد أن نعرف أن جبال الألب ترتفع الأكثر من ٢٠٠٠ متر وتصل درجة الحرارة فيها خلال شهر تشرين أول أكتوبر إلى خمس درجات تحت الصفر، والطريق في سلسلة هذه الجبال ضيقة جدا بالكاد تسمح بمرور الشخص بمفرده، وفي مسير حنبعل فقد الكثير من جيشه؛ حيث هلك نصف الجيش ٢٥ الف جندي من شدة البرودة وقلة الإمكانيات.
وعندما وصل إلى طريق مسدود بعد سيره في مدقات ضيقة وكان أعلى ارتفاع قد وصلوا اليه هو ٨٠٠ متر، لم يكن في عقلية حنبعل الذي فقد عينه اليسرى  في هذا المسير من شدة المرض الرجوع أو التراجع، بل قال عبارته الشهيرة في وسط ضجيج قادة جيشه المعارضة للتقدم بهذا الاتجاه، قال إن لم نجد الطريق نصنع واحدا، وقام بسكب الخمر على صخرة عظيمة تسد الطريق وأشعل النار عليها وعندما رآه من تبقى معه من الجيش فعلوا مثله فسكبوا الخمور على الصخرة حتى تفتت الصخرة وفتحت الطريق أمامه، ووصل بعد أن خاض عدة معارك كبيرة انتصر فيها على جيوش روما أشهرها معركة كناي، (الكماشة) وحاصر مدينة  روما التي كان يسكنها مليون مواطن. لمدة ١٦ سنة متواصلة.
هكذا قهر حنبعل المستحيل وشق طريقه في الصخور، وبر بوعد والده واصبح أعظم عدو لروما، وأحد أشهر القادة العسكريين على مر التاريخ، لم يكن حنبعل مجنونا كما وصفه الرومان بل قائد أسطورة حركه حقده والرغبة في إذلال روما على تحدي المنطق المعهود إلى عبقرية فاقت الخيال واختراق حد الجنون.


معركة كناي، الحرب البونيقية، حنبعل قهر المستحيل


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع


إيطاليا تحد فرنسا وليس إسبانية للتصحيح و جبال الألب يا ليت تكون معلوماتها صحيحة