د.امل صالح سعد راجح


وجود الهنود في مدينة عدن

د.امل صالح سعد راجح | Dr.Amal Saleh Saad Rajeh


16/03/2022 القراءات: 2936  


يعد وجود الطائفة الهندية في مدينة عدن منذ مُدة طويلة بخلاف ما يعتقد البعض أن قدومها جاء مع الاحتلال البريطاني للمدينة؛ إذ ذُكِر البنيان في أحد المراسلات التي وثقها الفرنسي (دي لاروك) في كتابه (رحلة إلى العربية السعيدة عبر المحيط الشرقي ومضيق البحر الأحمر1708-1710م)، وقد وصفهم بسماسرة شبه الجزيرة العربية ،كما أورد: "وعقب عودتنا إلى منزلنا جاء البنيان، وهم السماسرة في شبه الجزيرة العربية... وبعد تناولنا الغداء عدنا لزيارة كبير البنيان، وطلبنا منه دون كبير مجاملة، أن يقدم لنا شرابًا بدلًا من القهوة السلطانية التي لم نكن معتادين عليها كثيرًا. وانتقلنا من هناك إلى السوق؛ حيث تباع جميع البضائع معروضة في المتاجر، وتوجد عدة شوارع مجهزة كتلك التي في سان جرمان. والبنيان هم التجار ولا تشاهد النساء أبدًا هناك (دي لاروك،1999: 41-42) كما أنﱠ لهم، دارًا خاصًّا بهم سكنوا به إلى جانب أعراق مختلفة، فيذكر بامخرمة أن أبا حسن علي بن علي الخراساني المقيم، في عدن في ذلك الوقت المتوفي في سنة (797ه)، ذكر في مسطورٍ له، بتاريخ (22/ شوال/ 786ه) أنه ملك ابنته عائشة دارًا صغيرًا بحافة البنيان (بامخرمة،1986: 155)
وقد تحدث عبدالله يعقوب خان عن هذا الموضوع، قائلًا: "إن الهنود كانوا في عدن قبل الاحتلال البريطاني، وأن بيت مجلاشابسي*من أولئك القوم، وأنهم ترأسوا حركة التعليم والتأليف، وذكر منهم عبد العزيز خان، الذي ألف قاموسًا عربيًّا، انجليزيًّا أورديًّا عام 1900م" ثم قال: "إن حالة الهنود تدهورت بسبب عدم تساعدهم وتحاسدهم وإهمالهم للمعارف، فتحدد تقدمهم وصلوا إلى حالة أصبحت لغتهم مزيجًا من اللغات الأجنبية لا سيما اللغة الإنجليزية"(صحيفة فتاة الجزيرة،1952: 6)، ومسمى البانيان، هو مسمى لا يقصد به ديانة محددة، بل يطلق على مجموعة من الديانات الوثنية التي تنسب لشبه القارة الهندية، فهذا المسمى نتج عن حاجة الناس لمسمى يوحد الديانات الهندية المتعددة المتشعبة، التي يصعب على المرء تمييزها عن بعضها، وفهم الاختلافات المعقدة، ولا نعلم مصدر هذه التسمية، ولماذا استعملت من دون غيرها. إذًا وجود هذه الطائفة في عدن كان " قبل قدوم الإنجليز واحتلالهم عدن، إذ وجد القبطان هينس عند احتلاله لمدينة عدن عام (1839م) عائلتين هنديتين مستقرتين" (ياوزير،2001: 327)
وانتقلت هذه الطائفة إلى مدينة عدن؛ بسبب التجارة منذ مدة زمنية طويلة، كما ازداد أعداد البانيان بعد الاستعمار البريطاني لعدن، الذي استخدم الهنود جنودًا وعمالًا في مختلف المجالات، نظرًا لكون الهند الخزان البشري للإمبراطورية البريطانية، بالإضافة إلى عدم تأقلم الإنجليز على الأجواء في عدن؛ حيث وجد الجنود البريطانيون وعائلاتهم المكان في كريتر متعبًا جدًا، وكثير من أولئك المقيمين في البرزخ الممتد إلى البحر كانوا يعيشون في أكواخ حقيرة. وعند اشتداد الحر يزحفون إلى الكهوف التي في التلال؛ للوقاية (هارولد ف يعقوب،1983: 68) ومن الجدير بالذكر وفاة الضابط الصغير (جون وسترن John Western ) أحد مهندسي مدينة بومبي؛ حيث كان قد وصل مع القوة التي استولت على عدن في هجوم التاسع عشر من يناير عام 1839
جزء من بحث للدكتورة امل صالح مع الباحث معتز نجيب
نشر في مجلة مدارات انثروبولوجية عن مركز مدار للداسات للابحاث والدراسات- الجزائر، المجلد 2 العدد4 ، 2021م.


الهنود - مدينة عدن


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع