مدونة ابن البوادي د. برير الرضي محمد تيراب


السلسلة الذهبية في شهر العبادة الروحية (2)

د. برير الرضي محمد تيراب | Preer alradiy Mohammed Tirab


12/04/2022 القراءات: 1308  


إستشهاداً لـقــول الله عز وجل {إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصـــالحات أن لهم أجراً كبيرا}
#والقائــل {قـل أوحي الــي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآن عجبا ـ يهدي الي الرشد فئــامنا به ولن نشرك بربنا أحدا ـ وأنه تعالي جد ربنا ما اتخذ صاحبةً ولا ولدا}
اقسم الله سبحانه وتعالي بهذا الذكر قـــــــائلاً : {إنـــــا أنزلناه في ليلة مباركة إنـــا كنا منذرين} & {إنا أنزلناه في ليلة القدر}#والقـــــــــائل {شهر رمضان اللذي أنزل فيه القـــــــرآن هدي للناس وبينات من الهدي والفرقان}
اقتباساً من هذه الآيــات الكريمة نواصل ما أنقطع من حديث حول السلسلة الذهبية في شهر العبادة الروحية ، ونتـــحدث باذن الله تعالي عن فضل تلاوة القرآن الكريم وتعدد النيـــات فيها، بلا شك أن الكثير من الآيـــــــات والأحاديث الداله على فضل تلاوة القرآن الكريم الذي لا يأتيه الـباطل من بين يديه ، ولا من خلفه ، فهو حبل الله المتين ، والنــور المُبين ، والعُروة الوُثقى ، وسبيل هداية البشريّة ، وإخراجـها من ظلمات الشرك إلى نور التوحيد ؛ لمــــا فيه من قصص لأحوال الأمم السابقة مع أنبيائهم ، وبيان مصيرهم ، إضافةً للأحـكام الشرعية التي تُبيّن الحلال من والحرامَ ، وتنظّيم حياة البشرية ، معـــاملات فهو المَنهج القويم ، والصراط المستقيم.
📌 القراءاة بنية مُضاعَفة الثواب :
عن عوف بن مالك الاشجعي - رضي الله عنه –أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (مَن قرأَ حرفًا من كـتاب اللَّهِ كتب الله لَهُ بِهِ حسنةٌ ، لا أقولُ : (آلم) حرفٌ ، ولَــــــــكِن ألِفٌ حرفٌ واللام حرف والميمٌ حرفٌ) [مجمع الزوائد للهيــثمي 166/7]
📌 القراءة بنية نَيْل مرتبة السَّفرة الكرام البَرَرة :
عن أمّ المؤمنين عــــــــائشة - رضي الله عنها أن النبي أخبرها قائـــلا يــــــــا عائشةُ (الْماهِرُ بالقُرْآنِ مع السَّفَرَةِ الكِرامِ البَرَرَةِ، والذي يَقْرَأُ القُرْآنَ ويَتَتَعْتَعُ فِيهِ ، وهو عليه شــــاق له أجران ) [مسلم 798]
فقد أكرم الله - تعالى- قــــــارئ القرآن الكريم الحافظ المُتقِن للأحــكام برَفع مكانته يوم القيامة، وجَعله مع السَّفَرة البَرَرة ؛ وهم : الرُّسُل ؛ لأنّهم يُسفرون إلى الناس برســــــــــالات الله - تعالى-، والبَرَرة هم : المُطيعون ؛ إذ إنّ البِرّ هو الطـــــاعة ، ولا يقتصر الفَضْل للمُتقِن الماهر بقراءة القرآن الكريم فقط ، بــــل يشمل قارئ القرآن الذي يجد صعوبةً أثناء القراءة؛ فـقد أكرمه الله - تعالى- بأجرَين؛ أجر القراءة، وأجرٌ بسبب المَشــــقّة التي يجدها في التلاوة.
📌 القراءة بنية تنزُّل السكينة :
ثبت في الصحيح أنّ السكينة تتنزّل على قــارئ القرآن الكريم من حيث لا يشعر تتنزّل المـــــــــــلائكة ؛ لتُنصت وتستمع إلى قراءته ؛ عــن أُسيد بن حُضير - رضي الله عنه - الــــذي ضرب أروع الأمثلة في إخلاص العبـــادة ، وحبّ الله ورسوله استمرّ بالقراءة لنزلت المـــــــلائكة تُسلّم عليه ، ولسلّموا على الناس ، وممّا يدلّ على نزول المـــــــلائكة ؛ للاستماع إلى قارئ القرآن المُخلص في قراءته.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: (َمـــــــا اجْتَمع قَوْمٌ في بَيْتٍ مِن بُيُوتِ اللهِ، يَتْلُونَ كــــــــــــــتَابَ اللهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عليهمِ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ المَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَن عِنْدَهُ) [سنن أبــي داوود 1455]
📌 القراءة بنية نَيْل الشفاعة يوم القيامة :
عن أبي أمامة الباهليّ - رضي الله عنه - عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قــــال: (اقْرَؤُوا القُرْآنَ فإنَّه يَأْتي يَومَ القِيامَةِ شَفِيعًا لأَصْحابِهِ ، أقرووا الزهراوين البقرة ، وسورة آلـ عمران ، فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان ، أو كأنهما غيابتان ، أو كأنهما فرقان من طير صواف تـــــــــحاجان عن أصحابهما ، أقرووا سورة البقرة ، فإن أخذها بركة وتركهــــــــا حسرة ، ولا تسطيعها البطله) [مسلم 804]
📌 القراءة بنية عِظم القَدْر :
أنّ لقارئ القرآن الكريم المُخلص بقراءته لله - تعـــــــالى- قدراً عظيماً في الدُّنيا والآخرة ؛ لِمـا ورد عن أبي موسى الأشعريّ - رضي الله عنه - أن رسول الله ﷺ قــــال : (مَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ، مَثَلُ الْأُتْرُجَّةِ ، رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا طَيِّبٌ، وَمَــثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ مَثَلُ التَّمْرَةِ، لَا رِيحَ لَهَـــــــا وَطَعْمُهَا حُلْوٌ، وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ، مَثَلُ الرَّيْحَانَةِ، رِيحُــــــها طَيِّبٌ وطَعْمُها مُرٌّ، ومَثَلُ المُنافِقِ الذي لا يَقْرَأُ القُرْآنَ ، كَـــــمَثَلِ الحَنْظَلَةِ ، ليسَ لهــــا رِيحٌ وطَعْمُها مُرٌّ) [البخاري 5427][مسلم 797] شبّه رسول الله ﷺ المؤمن الـذي يقرأ القرآن بالأترجة ؛ لأنّ قراءة القرآن الكريم تحسِّن أخلاق العبد، وتزيد من أعمـاله الصالحة ؛ فتُقرِّبه من الله – تعالى -، وتُحبّبه إلى الناس، كمـــا أنّ الله - تعالى- يرفع مكانة قـــــــارئ القرآن الكريم في الدُّنيا والآخرة، على أن تكون القراءة مقرونةً بالعمل الصــــــــــــالح، وإخلاص النيّة لتحقيق الهدف الحقيقيّ في كلّ العبادات.
عن أنس (مثل الجليس الصالح ، كمثل صاحب المسك ، إن لم يصبك منه شيء ، أصابك منه ريح ، ومثل الجليس الســــــوء كمثل صاحب الكير إن لم يصبك من سواده ، أصابك من دخانه) [صحيح الجامع 5839]
📌 القراءة بنية رفع المكانة في الدُّنيا
قراءة القرآن سببٌ لنَيْل المـــــــكانة الرفيعة في الدُّنيا، والأجر العظيم في الآخرة ؛ أن رسول الله - صلّى الله عليه وســـــــلّم قال : (إنَّ اللَّهَ يَرْفَعُ بهذا الكِـــــــتَابِ أَقْوَامًا، وَيَضَعُ به آخَرِينَ) [مسلم 817]


القرآن - تعدد النيات - التلاوة


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع