الأخلاقيات المهنية للمعلم وطرائق التدريس


العولمة وعالمية الدعوة الإسلامية دراسة في مقارنة الأديان

أ.د. ابكر عبدالبنات آدم إبراهيم | Prof. Dr. Abaker Abdelbanat Adam


20/12/2021 القراءات: 1801  


العولمة حركة تاريخية مستمرة مع استمرار المجتمعات والنظم السياسية والاقتصادية والثقافية والحضارية، وهي حركة تقارب واندماج وانصهار بين المجتمعات البشرية العالمية وفق تطور وسائل الاتصال، وطبيعة القوة التي تكتنفها الدولة المعنية لتطوير ذاتها. فإذا كان التاريخ هو عملية العولمة لظهور أمة ذات تفوق حضاري في مجالات مختلفة كالزراعة والصناعة والفكر، لذلك فإن معظم حركات العولمة القديمة انطلقت من وسط العالم بين حوض البحر الأبيض المتوسط وأواسط وشرق آسيا، فظهر تقدمها الحضاري من النيل إلى الفرات، ثم آلت الهيمنة إلى بابل وآشور في "مصر" والإمبراطورية الفارسية، هكذا كانت العولمة في تاريخ البشرية نتاجاً لتداول الهيمنة على العالم بين أقوى الشعوب بحكم تفوقها العسكري أو الاقتصادي، أو الاثنين معاً.
وقد واجه العالم الإسلامي تحديات كثيرة منها التحدي الاستعماري والعلماني والشيوعي والتبشيري والتنصيري، واليوم يواجه تحدياً آخر يمكن أن نعتبره من أخطر تحديات العصر الحديث ألا وهو العولمة Globalization، ولعل ظاهرة العولمة من الظواهر الحديثة من حيث الذيوع والاهتمام، والتي حظيت بالتدقيق والملاحظة والتحليل بعد تكامل أجزائها وغلبة تياراتها في الساحة الدولية، كما جرى أمام التعددية القطبية والثنائية، فالآن تكاملت مؤشرات هذه الظاهرة فأصبحت بالغة الدلالة، والخطر العظيم الذي يميزه في حالة النفع والضر.
وعلى الرغم من خطورة هذه الظاهرة وشموليتها في رسم الأبعاد الكلية والتعامل معها وفقاً لرؤية كلية غير ذاتية، فإننا الآن في حاجة لمعرفة خصائص هذه الظاهرة والكف عن الصمت لنتجاوز بها الزمن ونكشف عن الثقافة التي يمكن أن نستخدمها حتى نبتعد عن موضع الخطر. هكذا مرَّ تاريخ البشرية الذي سادت فيه الحضارات Civilizations المختلفة ثم بادت فظهرت مجموعة من الأيدلوجيات التقليدية الجديدة التي كانت تزعم السيطرة والهيمنة عندما فشلت في تحقيق العدل والمساواة والحرية بين البشرية Universal، فالدولة الإسلامية كغيرها من الدول التي استهدفت عند فجر دعوتها الأولى، ثم بدأ الحديث يتبلور في الغرب عن أيدلوجيات تجمع بين خصائص المجتمعات الإشتراكية والرأسمالية، بعد أن برزت مزالق الأهواء ومخاطر الليبرالية الجديدة. ونحن كأمة إسلامية Islamic Nations لنا نموذج حضاري مستقل عن النموذج الحضاري الغربي Western civilization model، والتي تعتبر نفسها الأفضل والأقدر على الاستجابة لكل متطلبات الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والدينية والسياسية، التي تحقق معاني العدل والمساواة بين الناس أجمعين، دون نفي الآخر أو عزل لأحد، فالسؤال الذي يطرح نفسه كيف نستطيع إدخال الآخرين وإقناعهم بشمولية وعالمية الدعوة الإسلامية؟ وكيف نواجه القوى التي تسيطر على هذه الظاهرة؟ (العولمة).
تتناول هذه الدراسة العولمة وعالمية الدعوة الإسلامية كظاهرة يجب الاهتمام بها، مركزة على أساسيات تعريف العولمة من خلال المنظور الاقتصادي والثقافي والسياسي والديني وعالمية الدعوة، والحضارة الإسلامية كنموذج للعولمة ومقومات وانتصار الحضارة الإسلامية، وخصائص الفكر الإسلامي، ووسطية الإسلام.


العولمة- عالمية- الدعوة- الحضارة- الثقافة


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع