العالم الاسلامى و عصر التحديات
د. عبدالناصر سعيد البركي | Abd El-Nasser al Borki
23/10/2023 القراءات: 523
ان المساحة الممتدة جغرافيا من جبال الصين شرقا الى المحيط الاطلسي و من بحر قزوين شمالا الى ما وراء صحراء الكبرى جنوبا يمثل موطن الامة الاسلامية و التى مثلت 53دولة فى الامم المتحدة و بنسبة 24%من عدد سكان العالم و هذا العالم الذى يزخر بكل الثروات المعدنية الهائلة و خاصة النفظ و معادن الثمينة و تشكل موقعا فى ثلاثة قارات العالم و ان هذه المعطيات الكبيرة و الهائلة تجعل منه قوة عالمية فى عصر التوازنات الدولية و ان وحدة هذه الامة فى مبادئيها و عناصر و القواسم المشتركة تعطيه قوة جديدة و بدراسة تاريخ هذه الامة فى عهد ازدهارها ايام الدولة العباسية و ما قدمت للحضارة الانسانية من علوم و عملت نهضة عالمية فى شتى مجالات الحياة و ما نشاهده اليوم من تشتت و تبعثر امكانياتها فى وجود هيمنة غربية عليه و تقسيمه الى دول و دويلات متفرقة من اجل السيطرة و الهيمنة و عندما نلاحظ نتائج انتهاء الوحدة الاسلامية السياسية اعقاب انهيار الدولة العثمانية و تقسيمه الى دول جغرافية ذات حدود محددة ابان القرن التاسع عشر وظهور الاستعمار الانجليزى و الفرنسى و ثم الولايات المتحدة و اخذت معالم الضعف تظهر عليه .ان جغرافية هذا العالم الاسلامى الاستراتيجية و منافذه على معظم المسطحات المائية و حركة التجارية الكبيرة و تاريخه الاصيل و تتعدد ثقافاته و اعراقه جعلت منه امة قوية اذ توفرت له ارادة قوية و تغيير حاضره وان خطط الاستعمار من تجزىة و تقسبم و خلق بؤر عدم استقرار و نزاعات حدودية تشكل عائق امام تقدمه و رغم تحسن ظروف بعض هذه الدول فى الاستراتيجية و الاستفادة من امكانياتها الطبيعية و لكن نتحدث هنا على وحدة الامة بشكلها الاقتصادى و السياسيى فى بوتقة واحدة رغم تتقطع اواصرها بين الشرق و الغرب و ان التجاذبات السياسية و الهيمنة الفكرية الغربية عليه فمثلا بعض منه فى الكومنولث و الاخر فى فرانكفورتية بين اللغة الانجليزية و الفرنسية ..ان وحدة الامة يكمن فى قوتها و لذلك تنبه الاستعمار الى هذه النقطة الجوهرية و خطط لها طيلة مائة سنة من مؤامرات و توفير الامكانيات لذلك الهدف و ان القواسم المشتركة بين العالم الاسلامى عديدة و يجب الوقوف عندها و العمل على ايجاد تنسيق موحد بينها و ما نراه من تنسيق فى مؤتمر الاسلامى و ما يشمله من تحالف فى الراى الا ان نتاىجه بسيطة و غياب الارادة الحرة فى التحالف من اجل صون مصالحة كبيرة المنال...ان وحدة المسلمين تنبع من دينهم الحنيف و الذى يدعو الى الاتحاد و التضامن و ان جسد المسلمين جسد واحد و الاعتصام بحبل الله ..ان اقامة مؤسسات موحدة فى تلك الدول فى شرق و غرب العالم مهمة و يجب التماسك و الالتفاف اليها و اقامة بعض الاتحادات الاقتصادية و تعاونات الاقليمية و بناء قوة تنبع من ارادة اسلامية تخدم شعوبها..
العالم الاسلامى - الفكر الاسلامى - الوحدة الاسلانية
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع