مدونة الدكتور محمد محمود كالو


عدد صلاة التراويح عبر التاريخ

الأستاذ الدكتور محمد محمود كالو | Prof. Dr. Mohamed KALOU


17/04/2022 القراءات: 485  


عدد صلاة التراويح عبر التاريخ

لقد اختلفت مقادير ركعات التراويح تاريخياً وفقاً لاختيارات المذاهب الفقهية؛ وإذا أخذنا بما استقر عليه الأمر في الحرمين الشريفين فسنجد أن عدد ركعاتها ظل مختلفاً فيهما طوال أكثر من ألف سنة، ولم يتّحد الأمر فيهما حتى منتصف القرن الرابع عشر الهجري في ظل الحكم السعودي.

فقد كان المكيون -وفقاً لابن ‏بطوطة- يصلون "التراويح ‏المعتادة وهي عشرون ركعة" ثم يتبعونها بركعات الوتر الثلاث.

وأما المدنيون فقد عزا النووي -حسبما ينقله عنه السمهودي في "وفاء الوفاء"- إلى الإمام ‏الشافعي قوله: "رأيت أهل ‏المدينة يقومون بتسع وثلاثين ركعة، منها ثلاث للوتر".‏

ويفيدنا السخاوي في :التحفة اللطيفة": بأنه في أواخر القرن الثامن الهجري/الـ14 الميلادي كان المحدّث الحافظ ‏زين الدين عبد الرحيم ‏العراقي الكردي (ت 806هـ/1403م) من ‏مدرسي الحرم النبوي في المدينة، وعلى يديه تغير عُرف المدنيين في عدد ركعات التراويح؛ إذ كان "يصلي التراويح ‏بالناس عقب صلاة العشاء عشرين ركعة ويوتر بثلاث، فإذا كان ‏آخر الليل صلى بالناس ست ‏عشرة ركعة. واقتدى به في ذلك الأئمة بالحرم النبوي".‏

أما عدد ركعات التراويح في مساجد مصر فقد تراوح بين الاختيار الفقهي المذهبي الحرّ والتحديد الحكومي الرسمي الملزِم؛ وفي ذلك يقول المقريزي في "المواعظ والاعتبار":
"ولم يزل أهل مصر يصلونها ستًّا (أي: 6 ترويحات: 12 ركعة) إلى شهر رمضان سنة ثلاث وخمسين ومائتين (253هـ)".

وفي هذه السنة عينت السلطات العباسية ببغداد أرجوز (أو: أزجور بن أولغ التركي ت بعد 254هـ/868م) والياً على مصر فـ"أمَرَ أن تُصلَّى التراويحُ في رمضان خمس تراويح (أي: 10 ركعات)".


ركعات التراويح، عشرون ركعة، ست ترويحات، خمس تراويح


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع