مدونة د عبد الرزاق محمود عواد فاضل


احذر ! فإن اواراقك تعرض على القاضي .؟

د عبد الرزاق محمود عواد فاضل | Dr. Abdul Razzaq Mhmoud Awoud


24/03/2021 القراءات: 2142  


احذر ،فإن اوراقك تعرض على القاضي . الحمد لله والصلاة والسلام على محمد رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه . سبحان الله ، من علم ان اوراقه تعرض على القاضي يبقى في قلق حتى يسمع الحكم ، ولو كان متأكد من برائته ، وذلك لهيبة الموقف ، كالطالب المجتهد في يوم الامتحان ، على الرغم من ثقته بنفسه يبقى يساوره قلق الرهبة . فهل تعلم ايها المسلم انك في شهر شعبان تعرض فيه اعمالك على الله تبارك وتعالى . ذكر الامام احمد في مسنده وابن ماجة في سننه عن اسامة ابن زيد رضي الله عنهما قال : (سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صومه في شعبان فقال (صلى الله عليه وسلم) هذا شهر يغفل عنه كثير من الناس ، تعرض فيه الاعمال على الله تبارك وتعالى ، واحب ان يعرض عملي وانا صائم ) ولتعلم ايها الاخ الفاضل والاخت الفاضلة : ان عرض الاعمال على الله تبارك وتعالى ثلاثة انواع : النوع الاول : العرض اليومي : كل يوم تعرض فيه الاعمال مرتين مرة في الصباح ومرة في المساء ، وذلك للحديث : عن أَبي هُريرةَ رضي الله عنه ، قالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ ﷺ: يَتَعَاقَبُونَ فِيكم مَلائِكَةٌ بِاللَّيْلِ، وملائِكَةٌ بِالنَّهَارِ، وَيجْتَمِعُونَ في صَلاةِ الصُّبْحِ وصلاةِ العصْرِ، ثُمَّ يعْرُجُ الَّذِينَ باتُوا فِيكم، فيسْأَلُهُمُ اللَّه وهُو أَعْلمُ بهِمْ: كَيفَ تَرَكتمْ عِبادِي؟ فَيقُولُونَ: تَركنَاهُمْ وهُمْ يُصَلُّونَ، وأَتيناهُمْ وهُمْ يُصلُّون. متفقٌ عَلَيْهِ. النوع الثاني : العرض الاسبوعي : لحديث فيما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (تُعْرَضُ الأعْمالُ في كُلِّ يَومِ خَمِيسٍ واثْنَيْنِ، فَيَغْفِرُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ في ذلكَ اليَومِ، لِكُلِّ امْرِئٍ لا يُشْرِكُ باللَّهِ شيئًا، إلَّا امْرَءًا كانَتْ بيْنَهُ وبيْنَ أخِيهِ شَحْناءُ، فيُقالُ: ارْكُوا هَذَيْنِ حتَّى يَصْطَلِحا، ارْكُوا هَذَيْن حتى يصطلحا ). العرض الثالث : العرض السنوي وفيه الحديث رواه أبو داود والنسائي وابن خزيمة من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: قلت: يا رسول الله لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم في شعبان؟ قال: ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم. والحديث حسنه الألباني. ولماذا يحب ان يعرض عمله وهو صائم ، لما لمنزلة الصوم من مكانة عند الله تعالى وفيها (((قال الله عز وجل: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام؛ فإنه لي) سبب إضافة الصوم إلى الله تعالى أنه لم يُعبد أحدٌ غير الله تعالى به، فلم يعظم الكفار في عصر من الأعصار معبوداً لهم بالصيام، وإن كانوا يعظمونه بصورة الصلاة والسجود والصدقة والذكر وغير ذلك، وأيضا لأن الصوم بعيد من الرياء لخفائه، بخلاف الصلاة والحج والغزو والصدقة ...)). فأكثروا الصوم من هذا الشهر المبارك فأن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان يبتدره بالصوم حتى اثار هذا الامر انتباه اصحابه فسألوه عن سر كثرة صومه في هذا الشهر ، فبين لهم صلى الله عليه وسلم انه شهر تعرض فيه الاعمال على الله ، ومناسبة كونه صائم يكون ارجى للعفو عن العبد ، حينما ينظر في صحيفة اعماله وهو صائم ، لذا كان عليه الصلاة والسلام حريصا ان يكون صائما لحظة عرض الاعمال على الله . وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم .


عرض الاعمال على الله تعالى .


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع