مدونة ابن البوادي د. برير الرضي محمد تيراب


السلسلة الذهبية في شهر العبادة الروحية (1)

د. برير الرضي محمد تيراب | Preer alradiy Mohammed Tirab


05/04/2022 القراءات: 1234  


في البدأ يطيب لي أن نهنئ أنفسنا بحلول هذا الشهر المبارك ونسأل الله أن يعيننا جميعاً على صيام النهــار وقيام الليل بإذن الله تعالى نلتقي بكم قراء مدونتي الكرام في سلسلة دروس متنوعة أطلقت عليها السلسلة الذهبية في شهر العبادة الروحية نذكر من خلالها أنفسنا بشروط_قبول_ تلك العبادة العظيمة (صيام شهر رمضان) فإن الله سبحانه وتعالى لايقبل عبادة أحد من عباده إلا بتوفر شرطين لا ثالث لهما _وهما:
١_ الإخلاص في العبادة له لقوله جل وعلا :{وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} حتى لا يقع البعض منا فيما لا يرضيه، فضد الإخلاص : الشرك الذي يحبط الاعمال _ إذ يقول : سبحانه وتعالى:{وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.

2- الموافقة_و_المتابعة لما جاء به النبي امتثالاً لقوله سبحانه وتعالى:{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ} وقول الحبيب عليه الصلاة والسلام (صلوا كما رأيتموني أصلي) وقوله:(خذوا عني مناسككم) لأن ضد الموافقة والمتابعة المخالفة والإحداث والإبداع بما ليس في الدين، عن عائشة رضي عنهما إنها قالت سمعت رسول الله ﷺ يقول :(من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد) أي مردود على صاحبه لايقبل منه فلعمل بلا علم لا يذيد من الله الا بعدا.

فالصيام عبادة عظيمة من العبادات التي شرعهما الله عز وجل.
وكلف بها هذه الأمة كما كلف بها الأمم السابقة لقول الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}.

واليكن مدخل حديثنا لهذه السلسلة كيف_فرض_الصيام ؟
بلا شك أن كل العبادات والحدود جاءت بالتدرج أي على مراحل وهذا دليل على رحمة الله جل وعلا بعباده حتى تقبل النفس البشرية بالأمر _كما جاء في تحريم الخمر.

مراحل_التي_مرت_بها_فرضية_الصيام هي:
▪ المرحلة الأولى:
أول ما فرض في الصيام هو صيام يوم عاشوراء.
وذلك أول ما وصل النبيﷺ إلى المدينة النبوية ووجد اليهود يصومونه؛ فسألهم عن سبب صيامه _فقالوا:يوم نجى الله فيه موسى من فرعون.
فقال: نحن أولى بموسى منهم فصامه النبيﷺ وأمر أصحابه بصيامه.
وصار صيام عاشوراء واجب.

▪ المرحلة الثانية:
وفي السنة الثانية من الهجرة فرض الله صيام رمضان _ ونسخ الحكم عن صيام عاشوراء من الوجوب إلى السنية ، و أصبح حكم صيام رمضان واجب.
ولكن صيام رمضان في هذه المرحلة كان واجبا على التخيير بين الصيام والإطعام،
أي من شاء صامه ومن لم يشأ صيامه فعليه الإطعام.

▪ المرحلة الثالثة:
نسخ حكم التخيير و أصبح صيامه واجبا على كل مسلم ومسلمة.
وأما الإطعام فلمن لا يستطيع الصيام.
ولكن الصيام في هذه المرحلة كان شاقا على المسلمين _لأنهم إذا ناموا بعد الإفطار أو صلوا العشاء فإنه لايحل لهم الأكل والشرب والجماع إلا في اليوم الثاني بعد الغروب.

▪ المرحلة الرابعة:
خفف الله على عباده _فصار يحل للصائم الأكل والشرب والجماع من غروب الشمس إلى طلوع الفجر الثاني سواء نام أم لم ينم، فهذا ما نحن عليه اليوم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.


صيام - مراحل - عبادة - قبول - منهج متبع


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع