مدونة مريم فيلالي


أقسام العلوم (أبي حامد الغزالي)

مريم فيلالي | meriem filali


19/07/2022 القراءات: 1207  


** قسم أبي حامد الغزالي (505) "العلم" بكل أجناسه وفروعه إلى علمين من حيث الحكم الشرعي :

ــ علم فرض عين على كل مسلم، وهو علم المعاملة، والمعاملة اعتقاد وسلوك، والتزام بأحكام الحلال والحرام.

ــ علم هو فرض كفاية، وهو صنفان صنف شرعي، وهو المستفاد من القرآن والسنة، وصنف عقلي وتجريبي قوامه أمور الدنيا كالطب والحساب، وسائر الصناعات التي هي قوام المعاش.
وقد ألحق الغزالي الفقهاء بعلماء الدنيا، باعتبارهم علماء الأحكام التي تحفظ للناس مصالحهــم، وتعين السلطة على حفظ النظام وإقامة الأمن والإنصـاف ورد المظالم،فهم بمثابة حراس قافلة الحجيج، لكن الحج نفسه شيء آخر غير الحراسة. وفي هذا تلميح إلى أن علم الفقه كما نظر إليه الصوفية مجرد أحكام تتعلق بالسلوك الظاهري للمسلم، أما التقوى والورع والانقياد الباطني للخطاب الإلهـي، فأمـور يشـتغل بـها علم آخر هو علم "المكاشفة ".

***وعندما نظر الغزالي في العلوم العقلية بحسب تصنيفه للعلم، جمعها في الهندسة والرياضيات، وهما مباحان شرعاً في نظره، إن لم يقع بهما ضلال. ثم علم المنطق، وهو داخل في علم الكلام، وعلم الالهيات، وبالتالي فالعلوم العقلية بما فيها علم الكلام والفلسفة علوم مذمومة في نظر الغزالي. أما علم الطبيعيات، فبعضها في نظره مخالف للشرع وبعضها بحث في صفات الأجسام وخواصها وهو نافع كالطب، وبعضها لا حاجة إليه، وبذلك أقصي الاهتمام بالعلوم العقلية والتجريبية في تاريخ الثقافة الإسلامية منذ بداية القرن السادس الهجري إلى أوائل العصر الحديث، وعلى امتداد ستة قرون استسلمت المجتمعات الإسلامية للتخلف والفقر والظلم الاجتماعي وتعطيل آلة "العلم" بمفهومه الشمولي.


أقسام العلوم- أبي حامد الغزالي- علوم فرض عين/ كفاية- علوم مذمومة


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع