د. عبدالناصر سعيد البركى


العقول المهاجرة و جواهر المفقودة

د. عبدالناصر سعيد البركي | Abd El-Nasser al Borki


16/07/2023 القراءات: 328  


يزخر العالم العربي بطاقة كبيرة من فئة المنتجة و هى الفئة العمرية من16-35 عام حيث تمثل حوالى 84%من عدد السكان التى وصلت حسب المصادر الى اكثر من450مليون نسمة و بعدد الدول تصل الى اكثر من ذلك امام قارة فى مرحلة الشيخوخة محتاج الى المد الشبابى و هي قارة الحلم و المستقبل كما يظن الكثير اوروبا من خلف البحر المتوسط ...ان موارد العالم العربي و التى وصلت الى الاف المليارات اذ استغلت بشكل صحيح فى مسارات تنموية داخل بلدان العالم و كسب الشباب من خلال اعداد برامج و مشاريع ناجحة سوف تقلل من تسرب هذه الطاقات الى الخارج و ما نشاهده من رحلات الموت عبر قوراب من مطاط امام امواج البحر العالية و العطش و الجوع و فقد الكثير من الارواح و كذلك الحروب والنزاعات المسلحة و انهيار النظم و كثرة الخلافات تجعل اهداف التنمية بعيدة المنال...ان الالاف من شباب الامة وهى تغادر اوطانها رغبة منها فى العيش فى بيئات اكثر حضارة و رقى و تحقيق المستقبل من خلال العمل و العيش فيها . ان العقول العربية و الاسلامية تزخر بها هذه المؤسسات العالمية و مراكز البحثية .وان قطاعات كبيرة فى اوروبا معظمها عمالة عربية و خاصة المغرب العربي و اذ راينا هذه النسب فى الصناعات و التعدين و الزراعة نجد انها تتكسب مهارة و اداء متميزة و هذا دليلا على المناخ المتاح لهم ..ان البيئة العربية يجب ان اتكون بيئة راغبة وليست طاردة و ان خطط الاستراتيجية يجب ان يكون عمودها تنمية الفئة الشبابية و رعايتها و اقحكمها فى مشاريع تنموية و نجعل من البيئة جاذبة لهم و ان تعداد احصائيات شباب العرب فى الطب و الهندسة تفوق التقادير وتعطى مؤشر على هدارها فى اوطانها ..اذ وجدت ظروف مناسبة سوف تعمل على تنمية اوطانهم ..ان العقول المهاجرة تحمل فى طياتها الوطن و تتحمل الغربة و الاغتراب لولا الظروف القاهرة و الحياة البادئة لما غادرت اوطانها ..ان النظم الاجتماعية العربية ساهمت فى حالة غربة داخل الوطن اكثر من الاغتراب فى الخارج...ان الفئة الشبابية تحتاج الى رعاية و حاضنة صحيحة من اجل مساعدة فى ادارة الدولة و مؤسساتها و لقد عملت بعض الدول على معالجة ازمة البطالة و تغيير نوعية التعليم و اختيار نظام اقتصادى مستقر و ان تحسن الظروف المعيشة ومحاربة الفساد و وضع برامج مستقبلية ناجحة و تحسين الظروف الاقتصادية و انشاء بنية تحتية لمعرفة متطلبات و تتطلعات الشباب و دفع بهم فى سبل الحياة مشاركة و مراقبة تحت ظوابط نزيهه وباشراف علمى رصين و عزيمة كبيرة على تغيير واقعهم الى الافضل...ان الاقتصاد يؤثر سلبا او ايجابا على الركن الاجتماعى و ان حركة التنوير و الاصلاح تسير ببطء و تحديات تزداد بزيادة مفرطة فى غياب اي برامج مستقبلية ..ان العقول المهاجرة اوطانها بحاجة لها و لكن الظروف و الامكانيات تكون حجر عثر امامهم و ان فقدان العدالة الاجتماعية تجعل الحاجز قويا يصعب تدميره او حتى ثقبه..ان الجهود المبذولة لازالت ضعيفة و غير واقعية فى حل اسباب الهجرة و الهجر..ان كثرة النزاعات العربية فى الاونة الاخيرة و الحروب اثرت بشكل كبير فى زيادة اعداد المهجرين و التى وصلت الى الملايين فى اوروبا ...سواء كانت هجرة تطوعية او مفروضة عليه لاى سبب من الاسباب..ان اجراءاللقاءات و الحوارات المجتمعية سوف تحقق تقدم فى تغيير افكارهم و ان الحوار الهادف مع خطط صحيحة و تغيير الواقع قد يحقق تقدما محسوسا..


هجرة الشباب - الطاقات المهدورة - شباب الامة


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع