أ . د. هاشم حسين ناصر المحنك


منظومة المعلومات الإعلامية

البروفيسور الدكتور هاشم حسين ناصر المحنك | Prof. Dr. Hashim Hussain Nassir AL – Muhannak


12/03/2022 القراءات: 1815  


تُحدث المنظومة الدلالية في عالم المعلومات، الارتباطات المتشعبة وقوة وصولها إلى مرحلة الخطاب المعلوماتي عبر مختلف وسائل الإعلام، بجانبيها المتخصص وغير المتخصص في المجالات العلمية والحياة اليومية وما تمتلكه من فضاء لا حدود له، ومتغيِّر بين آونة وأخرى، مما قد ينجر بدوره على السلوك الإنساني وتوابعه وتكرار ما يُحدثه، وخصوصاً حينما تدخل في المجالات العملية أو الميدانية، وقد تتداخل مع مجاميع من معلومات وبيانات وما تعمِّقه من الصلات المعرفية..
وهنا قد يظهر إسهام في تواصل ورُقي المعلومات في داخل المؤسسة الإعلامية والفضاء الجماهيري، ويواصل إلتساق الجمهور بالخبر- المعلوماتي، أو قد يفشل في مهمته المخطط لها، أو قد ينجح في جوانب أخرى ليست ضمن ما مخطط له بشكل مباشر، كما هو عليه حينما تُبنى الحملة الإعلامية في اتجاه مشروع وطني معين ، ينبثق عنه رد مضاد، يدعم بدوره مشروع وطني آخر، أو قد يُفشل هذا المشروع، أو حينما تجند حملات إعلامية بما تمتلكه من قدرات مادية ومعنوية وتقنية وقوى بشرية وما تمتلكه من قدرات ورغبات وقابليات، وهي بالأساس مبنية على تراجع نفسي أو معرفي أو ثقافي..
وأقرب مثال ما نشاهده في العراق، مثلاً حينما يستخدم الإعلام منظومته المعلوماتية، بما تحتويه من دلالات واستيعابات في مجال الكهرباء، والجمهور أساساً في يأس من هذا الجانب، ولم يرَ على أرض الواقع إلاّ التراجع في هذا القطاع، رغم ضخامة كادره وخبراته وتنوع قدراته وما يُنفق من أموال ضخمة على هذا القطاع دون أن تكون هناك جدوى وإرادة في تطويره، لأسباب متعددة ذاتية وموضوعية، ويعرف وهو في قناعة من أنّه بالإمكان تطويره، إن كانت هناك مصداقية وإخلاص، لِما يثق بالخبرات الوطنية وطاقاتها الخلاقة، والكم الهائل من الكوادر الهندسية والفنية وبمنوع إمكاناتها، حتى أصبح الجمهور ذاته لا يعتني بترشيد استهلاك الكهرباء لفقد توازنه مما شُحن بالوعود ومن أرفع المستويات ،لذا تفقد المؤسسة الإعلامية وبمنظومتها المعلوماتية وخططها الإعلامية، الدور الفاعل والمؤثر على الجمهور ، مهما امتلك من قدرات..
وبهذا لا يكون النجاح مواتياً مع أضخم وأفضل منظومة معلوماتية إعلامية متكاملة، ما لم يدعمها الجمهور بقناعته وتفاعله مع ما يعنيه، والمنبعث عن ما يتلقاه على أرض الواقع من مصداقية، ولا يمكن أن تؤثر، إلاّ إذا ما عرفت القناة الموصلة لتفاعل الجمهور مع الحملة الإعلامية الهادفة والفاعلة، وحينها تكون الإشارة البسيطة منبثقة من منظومة المعلومات الدقيقة، لتجعل مؤثره يبدأ من الجمهور لينتهي إلى ما يبتغيه الجمهور، حينها يجعل من الجمهور الوساطة في تحقيق الأهداف والإستراتيجية بقناعته ووعي تحركه نحو المنبه، وهو ما تستخدمه الدول المتقدمة عبر مختلف الوسائل الإعلامية التقليدية والمتطورة؛ المقروءة والمسموعة والمرئية ، للوصول عبر الإعلام والإعلان والدعاية والإشاعة إلى ما تهدف إليه ، وحتى في كل ما تجنده من طاقات بشرية وغير بشرية ، قد تفشل بجزء من حملاتها عبر منظومتها المعلوماتية – الإعلامية ..
ولذا فالهوية المعلوماتية لها الأهمية البالغة المقابل بمفهومها المبسط، الماركة التجارية في مجال التسويق للسلع والخدمات، وهي تدخل ضمن إستراتيجية منظومة المعلومات الإعلامية ، والمعلوماتية – الإعلامية، لتصل إلى فضاء معرفي واعي وواعد ومثمر ، لمرور عبره كل ما هو جديد، وبأعلى ما يمكن من إشباع محسوس وغير محسوس، وبه تمتد الاتصالات بمنظومة المعلومات الإعلامية، عبر الفضاء الافتراضي في عالم حقيقي يتحسسه الجمهور ومؤسساته المدنية والحكومية ، بلا تقييد ولا تعقيد ، والمتلاحم مع منظومة الوعي والسلوك الإنساني القويم في جزئياته وكلياته، وخصوصياته وعمومياته، ولذا ليس كل ما يُطرح عبر وسائل الإعلام هو يحمل سمة الإدراك والإثارة ويمر عبر الأحاسيس التي تختلف من جمهور إلى آخر، ومن توقيت لآخر، ومن موقع لآخر، وحتى من فرد لآخر، ككيان ونظام مستقل بذاته، أو متفاعل مع الجماعة..
ولمنظومة الاتصالات أهمية في التعامل الزمني النفسي الجغرافي للإعلام والإعلامي، وما تحققه المنظومة المعلوماتية – الإعلامية، ضمن مختلف العمليات المنتجة إيجابياً أو سلبياً، لتكون نتيجتها نتيجة معرفية فاعلة ومستثمرة بمعاييرها الكمية وغير الكمية، وما يحدث من معوقات لانسيابية نظام الاتصالات ومنظومتها المحددة ضمن مفاعيل ومداخيل الخطط؛ باستراتيجياتها وفلسفاتها المعوّل عليها بمقتضى المدارس والنظريات الإعلامية، ومدى تكاملها مع منظومة المعلومات – المعرفية الإعلامية، ومنه ما يوافق ويناسب المرسل إليه أو المتلقي؛ كأفراد أو جماعات أو جمهور، ومدى استيعاب ماهية الأشياء المستحدثة والمستخدمة في تحليلاتها وعملياتها وما يعوّل عليها مستقبلاً من ثوابت ومتغيرات ومعايير، وما يُحدِثه عملية الاتصالات وما يواجهها من معوقات واختناقات وطبيعة إيصال المعلومة أو الرسالة، على أن لا تكون جميع المنظومات، كما لو كان منها الإنسان المتضور جوعاً، تُحدِّثه عن الأكل ومنافعه والغذائية ، دون أن يتذوق كِسرة خبز..
فمحاولة الوصول إلى أي سمة نجاح، لابدّ أن ينطلق عبر قنوات وأساليب إنسانية تُشبِع الحاجات المادية وغير المادية والنفسية، ويُثمر عنها ما يتطلبه المتلقي، وعبر خصائص المعلومات والبيانات والجوانب المعرفية الناتج عنها،لبناء الكيان الفاعل الجامع بين دفتيه استعداد المرسل إليه ، لتلقي المعلومة وطبيعة تلك المعلومة وعلاجاتها ........


الاعلام ، منظومة المعلومات


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع