اهتمام النبي - صلى الله عليه وسلم - بالمرأة علمياً (الجزء الأول)
د. أسماء صالح العامر | Asma saleh Al amer
06/01/2024 القراءات: 466
اهتمام النبي - صلى الله عليه وسلم - بالمرأة علمياً
لقد حظيت المرأة في الإسلام بمكانة سامية ومنزلة عالية، أكرمها أماً وزوجة وبنتاً وأختاً، رفع ذكرها وأعلى شأنها وأهتم بأمرها، وبلغ صوتها عنان السماء، فأنزل فيها قرآناً يتلى، وأثبت للعالم، أن المرأة مخلوق له قيمة مهمة، وكيان قائم، ونفس محترمة، وعقل واع، وقلب حاضر.
جاء الإسلام ممثلاً في شخص الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - فاعتنى بالمرأة أي عناية، واهتم بها أعظم اهتمام، فساهم في تربيتها الإيمانية والعلمية والاجتماعية، لتصبح لها مكانة سامقة، وتكون قائدة رائدة، فجعلها شقيقة الرجل في العلم والعمل والدعوة والتبليغ، وكما أهتم - صلى الله عليه وسلم - بتعليم الرجال، أهتم بالنساء فوعظهن وعلمهن وحث على تعليمهن وتفقههن، ويتمثل ذلك الاهتمام في أمور منها:
- وعظه - صلى الله عليه وسلم - للنساء وتعليمه لهن:
روى الإمام البخاري في صحيحه (1)، باب" موعظة الإمام النساء يوم العيد ": قَالَ: ذَكَرَ ابْنُ جُرَيْجٍ , قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ , أَنَّهُ قَالَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - " قَامَ يَوْمَ الْفِطْرِ، فَصَلَّى فَبَدَأَ بِالصَّلاةِ قَبْلَ الْخُطْبَةِ، ثُمَّ خَطَبَ النَّاسَ بَعْدُ، فَلَمَّا فَرَغَ نَزَلَ فَأَتَى النِّسَاءَ فَذَكَّرَهُنَّ وَوَعَظَهُنَّ، وَهُوَ يَتَوَكَّأُ عَلَى يَدِ بِلالٍ، قَالَ: وَبِلالٌ بَاسِطٌ ثَوْبَهُ يُلْقِي فِيهِ النِّسَاءُ الصَّدَقَةَ ".وقال ابن جريج لعطاء: أترى حقاً على الإمام ذلك يُذكرهن؟ قال: إنه لحق عليهم، ومالهم لا يفعلونه! "
فالنساء شقائق الرجال في التكليف فمن الواجب تعليمهن وتعلمهن، وقد علمهن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأقرهن على طلب التعلم، وخصهن بالحديث والتذكير، وهذا يعتبر من الدعم المعنوي الذي حظيت به المرأة من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، مما يجعلها مهيئة لتلقي العلم وتبليغه ونشره بين بنات جنسها. وهذا من كمال نصحه - صلى الله عليه وسلم - وحرصه على تبليغ الشرع، وبذله النصيحة للرجال والنساء. وهذا من حق الرعية على الراعي المسئول، قال ابن حجر:" تعليم الأهل ليس مختصاً بأهلهن بل ذلك مندوب للإمام الأعظم ومن ينوب عنه، واستفيد الوعظ من قوله " فوعظهن "، واستفيد التعليم من قوله " وأمرهن بالصدقة " (1).
وقال ابن بطال (2): "فيه أنه يجب على الإمام افتقاد أمور رعيته وتعليمهم ووعظهم، الرجال والنساء في ذلك سواء، لقوله عليه السلام: (الإمام راع ومسئول عن رعيته)، فدخل في ذلك الرجال والنساء".
وكان التعليم في خصوصية تامة للنساء، حيث أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد ما انتهى من خطبة الرجال، انطلق نحو النساء، كما في حديث ابن عباس (تم أتى النساء)، قال ابن حجر (3): "يشعر بأن النساء كن على حدة من الرجال غير مختلطات بهم ". وقال القاضي عياض (4):" وفيه أن النساء إذا حضرن صلاة الرجال ومجامعهم يكن بمعزل عنهم، خوفاً من فتنة أو نظرة أو فكر أو نحوه ".
- إفرادهن بمجالس العلم:
روى الإمام البخاري في صحيحه (5) عن أبي سعيد الخدري قالت النساء للنبي - صلى الله عليه وسلم - غلبنا عليك الرجال فاجعل لنا يوما من نفسك فوعدهن يوما لقيهن فيه فوعظهن وأمرهن فكان فيما قال لهن ما منكن امرأة تقدم ثلاثة من ولدها إلا كان لها حجابا من النار فقالت امرأة واثنتين فقال واثنتين " وفي رواية " جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله ذهب الرجال بحديثك فاجعل لنا من نفسك يوما نأتيك فيه تعلمنا مما علمك الله فقال اجتمعن في يوم كذا وكذا في مكان كذا وكذا فاجتمعن فأتاهن رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلمهن مما علمه الله ثم قال .... الحديث ".
العلم- المرأة
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع