مدونة عبدالحكيم الأنيس


مؤلفات النووي (مِنْ ترجمة ابن الملقن له)

د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees


14/03/2022 القراءات: 1699  


كان للإمام ابن الملقن (723-804) عنايةٌ بالغةٌ بكتاب "المنهاج" للإمام النووي، ومِن مؤلفاته فيه كتابُه: "عمدة المحتاج إلى شرح المنهاج"، وقد ترجم في أوله للإمام النووي، وذكرَ مؤلفاته (1/223)، و(1/229-234).
وبدأَ بذكر "المنهاج".
ثم أتبعَه بما أكمله منها.
ثم بما يُعزى إليه ولم تصح نسبته.
ثم بما شرَعَ فيه وعاجلته المنيةُ عن إتمامه.
وقد رأيتُ أنْ أفردَ هذا الفصل من كلام ابن الملقن -رحمه الله-، بتمامهِ، غير أني أرتبُ كلَّ قسمٍ ممّا ذكره على الحروف، وأؤخرُ كلامه على ما لم تصح نسبته، وأنقلُ كلامه على كل كتابٍ بلفظه، أو بتصرُّفٍ يسيرٍ.
ومن الفوائد المهمة فيه نصُّ ابن الملقن على ما رآه من هذه المؤلفات، لا سيما ما كان بخط الشيخ، وذكرُه مشروعًا جليلًا للإمام النووي، ذلك هو (جمع السُّنة) كما يدلُّ عليه العنوانُ: "جامع السُّنة".
وهذا هو ذلك الفصل النافع:
***
قال ابن الملقن:
"وصنَّفَ -رحمه الله- كتبًا أضحتْ للدين والإسلام أنجمًا وشهبًا، منها:
1- الأذكار.
2- أربعون حديثًا.
3- الإرشاد في علوم الحديث. مختصر "علوم الحديث" للشيخ أبي عمرو بن الصلاح.
4- الأصول والضوابط. وهي أوراق لطيفة.
5- الإيضاح في مناسك الحج.
6- التبيان في آداب حملة القرآن.
7- التحرير في لغات "التنبيه". وما أكثرَ فوائدَه، وفيه إعوازٌ ذكرتُه في جزء.
8- تعليقة على "الوسيط" في جزأين، رأيتُهما في رحلتي إلى القدس الشريف، ورأيتُهما في بلدنا مصر أيضًا.
9- التقريب مختصر "الإرشاد" المذكور.
10- تهذيب الأسماء واللغات الواقعة في الكتب الستة: أعني: "المختصر" للمُزني، و"الوسيط"، و"الوجيز"، و"التنبيه"، و"المهذب"، و"الروضة". ومات عنه مسودة، بيَّضه الشيخ جمال الدين المزي.
11- دقائق المنهاج.
12- الروضة. مختصر "شرح الرافعي الكبير". وهي كاسمها.
13- رؤوس المسائل.
14- رياض الصالحين.
15- شرح صحيح مسلم.
16- طبقات الفقهاء. تهذيب "طبقات الفقهاء" للشيخ أبي عمرو بن الصلاح، وفيها إعوازٌ ذكرتُه في جزء.
17- العمدة في تصحيح "التنبيه". وما أحسنَه! لكنه أهملَ قدرَهُ أو كثيرًا منه، فألحقَه مِن كلامهِ شيخُنا مفتي المسلمين جمالُ الدين عبدالرحيم الإسنوي في كتابيه: "التنقيح" و"التذكرة". أبقاه الله تعالى.
18- الفتاوى رتَّبها طالبُه مفتي المسلمين أبو الحسن بن العطار.
19- فتاو أخر. رأيتُها بخطه. أعني الجواب دون السؤال.
20- المُبهمات في الحديث. مختصر "مُبهمات" الحافظ أبي بكر الخطيب البغدادي.
21- مختصر "التذنيب" للرافعي.
22- مختصر "الإيضاح في مناسك الحج".
23- مختصر "التبيان في آداب حملة القرآن".
24- مسألة القيام.
25- مسألة تخميس الغنائم.
26- مناسك الحج. مختصرة جدًّا.
27- مناسك المرأة.
28- مناقب الإمام الشافعي. مختصر "مناقب الإمام الشافعي" للبيهقي، وهما مجلدان اختصرَهما في مجلدٍ بحذفَ الأسانيد. وقعتْ لي بخطه، لا يسع لطالب العلم أن يجهلها.
29- المنهاج مختصر "المحرَّر"، فرغ من تأليفه يوم الخميس تاسع عشر رمضان سنة تسع وستين وست مئة، كذا رأيتُه بخطه في آخر الكتاب.
30- النبيه. تعليقة على "التنبيه" نحو مجلدة.
هذه التصانيفُ كلُّها قد أكملها، ووقفتُ عليها.
31- مختصر "أسد الغابة في معرفة الصحابة" لابن الأثير. قال هو في أثناء كتابه "التقريب" إنه اختصر "أسد الغابة"، ولم أقفْ على شيءٍ من التصنيف المذكور، بل ولا اشتهر عنه.
***
• وأمّا الكتبُ التي شرَع فيها وعاجلته المنيةُ فمنها:
1- الإيجاز في شرح سنن أبي داود. قطعة وصل فيها إلى أثناء الوضوء. رأيتُه بخطه.
2- بستان العارفين في الزُّهد والتصوف. وهو بديع جدًّا.
3- التحقيق في الفقه. كتابٌ نفيسٌ، وصلَ فيه إلى أثناء صلاة المسافر، وكأنه مختصرُ "شرح المُهذَّب" الآتي.
4- التلخيص في شرح صحيح البخاري. وصلَ فيه إلى كتاب العلم. رأيتُه بخطه.
5- التنقيح في شرح "الوسيط". وصلَ فيه إلى أثناء كتاب الصلاة. رأيتُه بخطه.
6- جامع السُّنة. شرع في أوائله، وكتبَ منه دون كراسة.
7- الخلاصة في أحاديث الأحكام. وصل فيه إلى أثناء الزكاة. رأيتها بخطه. ولو كملتْ كانتْ غاية في بابها عديمة النظير.
8- دقائق "الروضة". وصل فيها إلى أثناء الصلاة، وهي نفيسةٌ.
9- شرح "التنبيه". وصل فيه إلى أثناء باب الحيض في جزء.
10- شرح "المُهذَّب" المُسمّى: "المجموع"، وصل فيه إلى أثناء باب الربا، ووقع في "تاريخ الإسلام" للذهبي أنه بلغ فيه إلى باب المصراة. وهو كتابٌ نفيسٌ لم يُصنَّف في المذهب على مثل أسلوبه، وليته أكمله وانخرمَ باقي كتبه، وبهذا الكتاب عُرف قدرُه رضي الله عنه.
11- كتاب على حديث: "إنما الأعمال بالنيات". لم يتمه.
***
قال ابنُ الملقن: "هذا ما حضرَني مِن تواليفه، وهي تنيفُ على (أربعين) تأليفًا، وكلُّها نافعٌ، بسبب نية مؤلِّفها، وإخلاصه في وضعها، وأكبَّ الناسُ على كتابتها -التامّة والناقصة- حتى إنه -رحمه الله تعالى- شرَع يختصرُ "التنبيه" فكتبَ منه ورقة، فكتبَها بعضُ الفضلاء في زمننا تبرُّكًا به رضي الله عنه، ورضي عنا به، وجمعَ بيني وبينه في دار كرامته، إنه وليُّ ذلك والقادرُ عليه".
***
(كتبٌ تُعزى إليه، ولا تصح):
1- مختصر مسلم. وكأنَّ مصنِّفَه أخذ تراجمَه مِن "شرح صحيح مسلم"، وركَّب عليها متون مسلم وعزاه إليه، ومما يُغلِّب هذا عندك حتى ترتقي إلى القطع: أنَّ تلميذه العلامة أبا الحسن بن العطار لم يذكره في عدة تصانيفه، وهو أعرفُ بحاله مِن غيره، حتى كان يُلقب بمختصر النووي فيما بلغني لكثرة ملازمته له، وكتب تصانيفه.
2- مشكلات الوسيط. الظاهر أنها ليستْ له، وإنْ عزاها إليه صاحبُ "المطلب" وغيرُه.
3- النهاية في الفقه. وعندي أنها ليستْ له، وإنْ كانت له فلعلها ممّا صنَّفه في أول أمره.
***


مؤلفات النووي.


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع


جاء في المقال قولي: "اختصرَهما في مجلدٍ بحذفَ الأسانيد". والفتحة على كلمة (بحذف) خطأ فلتحذف.