أ. د. عبد العزيز بن عبدالكريم المصطفى


هل يولد الرياضيين والحكام والجماهير متعصبين؟

أ. د. عبد العزيز بن عبدالكريم المصطفى | (Prof. Abdulaziz A. Almustafa (Retired


05/08/2022 القراءات: 966  


كثيرا ما نشاهد حالات التعصب الرياضي في معظم الملاعب والبيئات الرياضية بأشكاله المتعددة ، والذي يتمثل في الممارسات سواء داخل الملعب وخارجه. وقد سبق أن تحدثنا عن التعصب الرياضي في مقالة سابقة والمعنونة بـ (الأبناء وظاهرة التعصب الرياضي) وقد أشرنا من أنها ظاهرة طبيعية لا ضير منها في أن يعشق الانسان ويغرم ويناصر من ينتمي إليه دون الانحياز الأعمى.
إن المتتبع للرياضة يلحظ أن التعصب الرياضي يزداد يوما بعد يوم خطورة وإساءة للرياضة والرياضيين والحكام والجماهير الرياضية. وخلال العقود الماضية أقيمت العديد من المحاضرات والدورات وورش العمل للتعرف عن ظاهرة التعصب وأهميتها وأساليب التعامل معها، ولكن لسوء الحظ لا جدوى ، بل تعدى ذلك إلي إثارة الفتين والعنصرية والتشكيك في الانتماء.
ولكي نوضح بعض الحقائق حول التعصب من خلال علم الأعصاب المعرفي وعلم النفس الإيجابي ، الذي يتساءل بعض التساؤلات، وهي هل البشر عنصريون بطبيعتهم؟ أو هل نولد عنصريين؟ وقد أجريت العديد من الدراسات على الأفراد ذات البشرة البيضاء، والسمراء، ومن أصل آسيوي ولاتيني وملونين وغيرهم من أجل التعرف على طباعهم وسلوكهم، وأوضحت بعض النتائج أن معرفة طبيعة برمجة العمليات الذهنية والوجدانية داخل الصندوق الأسود ما زالت بحاجة إلي البحث والتنقيب ، وأن قشرة الانسان الدماغية حديثة التطور والعمل على تنظيم الدوافع التلقائية وتحقيق الأهداف بواقعية وإنصاف مع من لا تحب أو لا تتفق معه أو لا تشجعه كفريق ما، أو أن يقود أحد الحكام مباراة لفريق لا يشجعه\يشجعه ، أو أن يحضر بعض الجماهير الملعب لمتابعة فريقها أو أن يطلب من الفريق اللعب بدون جدية من أجل فوز الفريق الآخر، لأن التعصب والعنصرية لا تبدأ وتنتهي في الدماغ، بل في البيئة الاجتماعية الخارجية كالملاعب الرياضية التي تعيد إنتاج التمايز بين البشر وتدفع المتعصبين إلي اختزال وجود البشر الذي يمثل كيانه بعد ذلك النادي أو الفريق، أو مجموعة من الناس تتمثل بالعرقية، أو اناث أو ملونين أو غيرها.
كما يمكن أن تشاهد التعصب من خلال سلوك بعض الحكام في الملعب بالتحيز إلي النادي الموجود في مدينته أو منطقته ، أو ضد نادي في منطقة\مدينة لا يفضلها، أو ضد لاعب بسبب لونه أو جنسيته وغيرها من الأسباب، فعلى سبيل في (2007) وجد بعض الملاحظين أن بعض الحكام في الرابطة الامريكية لكرة السلة يميل إلي إصدار أحكام جائرة تقضي بارتكاب اللاعبين المنتمين إلي أعراق مختلفة. وقد يكون ذلك شائع في بعض الملاعب الرياضية وخصوصا حكام الألعاب الجماعية كالقدم والسلة واليد أو الالعاب الفردية كالعاب القوى أو الجمباز وغيرها، سواء كان ذلك بقصد أو بدون قصد ، فاذا كان الحكام المدربون على تفادي الانحياز والتعصب قد يقعون في بعض المشاكل التحكيمية فما بالك بالنسبة للاعبين والجماهير الرياضية.


التعصب الرياضي الرياضيين الحكام الجماهير اللاعبين


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع