د. عبدالناصر سعيد البركى


بدائل النفط بين الواقع و الطموح .

د. عبدالناصر سعيد البركي | Abd El-Nasser al Borki


28/03/2023 القراءات: 314  


لا يختلف اثنان على ان النفط ( الذهب الاسود) هو محرك الحضارة المعاصرة و تقدمت البشرية بفضل هذا الخام ...ان النفط منذ اكتشافه بدأت النهضة الصناعية العملاقة و تسارعت معه الاحداث و شهد العالم النزاعات و تلهف عليه شراهة الشركات الكبري العالمية و ما يكرره من مواد مهمة فى الانشطة الصناعية و الزراعية ..لقد كانت ثورة البخارية فى اوروبا نهضة او قفزة فى تحريك عجلة الصناعة فان النفط اليوم عمود فقري للحضارة الانسانية جمعاء...ان انتاج النفط بدأ فى زيادة مع التقدم الصناعى و ابحرت مئات السفن فى نقله تجوب محيطات العالم من مناطق الانتاج الى مناطق الاستهلاك و اصبح منظمة الدول المصدرة للنفط تحرك سياسة العالم من تقلب الاسعار و مزايدات يوميا و الامر الذي ترتب عليه مواقف دول و انتهاج سياسات خاصة ..ان متلاك الطاقة لدا الدول الكبري هدفا استراتيجا و سلاحا فى النزاعات مع عالم متعدد الاطراف فى ايام الحرب الباردة الى عالم وحيد القطب فى السنوات الحالية الا ان هناك دول تتجه الى تعدد الاقطاب و ظهور دول كبرى مثل الصين صناعيا و عسكريا و روسيا على انقاض الاتحاد السوفيتى و نهضة نمور اسيا و دول امريكا و الهند بدات تتشكل تحالفات دولية فى العلاقات ..ان النفط الذى يدخل فى 570 صناعة او منتوج فى جميع اوجه الحياه المدنية لا يقارن باى خام فى الارض..و ان الملايين من البراميل تنتج من حفارات فى الشمال و امريكا و دول اوبك يقدر به اربعين مليون برميل يوميا و تتفاوت اسعار بين الحين و الاخر ..فى ضوء الصراعات و تزايد المشاحنات و اقتراب العالم الى نزاع دولى قد يهدد بحرب عالمية ثالثة ..ان النفط يعتبر الثروة الطبيعية لدول المنتجة له و نصيب العالم العربي فيه كبير من خلال الاعتماد عليه فى خطط التنمية ..ما سببه من مشاكل بيئية جعلت المنظمات العالمية الى ارتفاع الاصوات من اجل الحفاظ على المناخ من تغييرات كان النفط من اسبابها ومع ذلك ان كميات النفط المنتجة تلبى حاجات صناعية ضخمة عند مستويات معينة...لقد ابتكر الانسان وسائل اخرب من اجل توليد الطاقة فيما يسمى الطاقة النظيفة مثل طاقة الرياح و الشمس و طاقة الحيوية من النباتات الا ان النفط ليس مصدرا للكهرباء فقط بل انتاج مواد صناعية عديدة فمثلا اللدائن و البلاستك و المطاط و الزيوت و وقود الطائرات و وسائل المواصلات و غيرها و كذلك مادة القطران وان صناعة الاسمدة التى تستخدم فى الزراعة و زيادة الانتاج راجع الى هذا الخام....فلا يستطيع الانسان توليد المطاط من الرياح او الشمس ..ان انتاج العربي منه فى تزايد و تنقيب مستمر و اظهرت الدراسات ان مخزون العربي كبير جدا و ان فكرة نضوب فى بعض المناطق غير واقعى و تكهنات سلبية من اجل الابتراز و اساليب ضغط عليهم..ان استعمال نفط فى لفت انظار العالم اليه للعرب فى السبعينات مع صراع العربي -اسرائيل ...ان التنمية التى نشاهدها الان فى بعض الدول العربية من اثمار و استثمار النفط و ما نخزنه سوف يصرف على تنمية الاجيال القادمة..ان النفط هو محرك الانشطة الصناعية ومجمل الحياة العصرية فى العالم و سوف يصبح خاما متميزا و سلعة عالمية عليها الطلب طيلة السنوات القادمة و ان فكرة نضوبه تعنى العودة الى الخلف حضاريا ..و ان العالم العربي بدا منذ اربعين سنة الماضية فى زيادة الاسثمار فيه و خاصة الصناعات البتروكيميائية و العمل على تنمية مكانية فيه..ان الذهب الاسود لازال خام الاكثر انجذابا و استهلاكا و قوة الصناعية تعتمد عليه بدرجة كبيرة تزداد يوم بعد يوم.


النفط - الذهب الاسود - خام المدفون


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع