مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم


سلسلة السيرة النبوية 🔻 اﻹسراء و المعراج

باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM


10/02/2023 القراءات: 460  


سلسلة السيرة النبوية

🔻 اﻹسراء و المعراج

عانى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ألوانًا كثيرةً مِن المحن التي لاقاها مِن قريش، خاصة بعد وفاة عمه أبي طالب وزوجته الوفية السيدة خديجة رضي الله عنها، وكان آخر هذه المعاناة عند عودته من الطائف مهموم النفس لِما ناله من الأذى من أهل الطائف، وفي هذه الغمرة من المآسي والأحزان، وصدود القوم عن الإيمان، ومحاربة الدعوة الإسلامية بكل الوسائل والطرق، كان من رحمة الله بعبده ونبيه صلوات الله وسلامه عليه أن سرّي عن فؤاده المحزون، فكانت معجزة ورحلة الإسراء والمعراج .

والإسراء: هو إذهاب الله نبيه صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام بمكة إلى المسجد الأقصى بإيلياء ، مدينة القدس ، في جزء من الليل، ثم رجوعه من ليلته
والمعراج: هو إصعاده صلى الله عليه وسلم من بيت المقدس إلى السموات السبع، وما فوق السبع، حيث فرضت الصلوات الخمس، ثم رجوعه إلى بيت المقدس في جزء من الليل .

والإسراء ثابت بالقرآن الكريم، والأحاديث الصحيحة المتكاثرة، أما القرآن ففي قوله سبحانه: { سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ }(الإسراء الآية: 1 )

وأما المعراج فهو ثابت بالأحاديث الصحيحة التي رواها الثقات العدول، وتلقتها الأمة بالقبول، ولو لم يكن إلا اتفاق صاحبي الصحيحين: البخاري ومسلم على تخريجها في صحيحيهما لكفى، فما بالنا وقد خرّجها غيرهما من أصحاب كتب الحديث المعتمدة، وكتب السير المشهورة، وكتب التفاسير المأثورة

ولقد كان الإسراء والمعراج بالجسد والروح ، وجمهور العلماء ،سلفا وخلفا ، على أن الإسراء والمعراج كانا في ليلة واحدة، وأنهما كانا في اليقظة بجسده وروحه ،صلى الله عليه وسلم، وهذا هو الذي يدل عليه قوله تعالى في مفتتح سورة الإسراء: { سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى
بِعَبْدِهِ }، إذ ليس ذلك إلا الروح والجسد

وهذا هو الثابت عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما أنه رؤيا عين بالروح والجسد ،فقد قال:
( وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس ) الإسراء :60
قال:هي رؤيا عينٍ ، أُرِيَها رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ليلةً أُسْرِيَ به إلى بيتِ المقدسِ، قال:(والشجرة الملعونة في القرآن ) قال: هي شجرةُ الزقومِ.
البخاري

وفي تفصيل هذه الرحلة المباركة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ:
"بينما أنا عند البيتِ بين النائمِ واليقْظانِ . إذ سمعتُ قائلًا يقولُ : أحدُ الثلاثةِ بين الرجلين . فأتيتُ فانطلق بي . فأتيتُ بطَستٍ من ذهبٍ فيها من ماءُ زمزمَ . فشُرح صدري إلى كذا وكذا . فاستخرج قلبي . فغسلَ بماء زمزمَ . ثم أُعيدَ مكانَه . ثم حشِي إيمانًا وحكمةً . ثم أتيتُ بدابةٍ أبيضَ يقالُ له البراقُ . فوق الحمارِ ودون البغلِ . يقع خطوُهُ عند أقصى طرفِه
مسلم

ولقد أُتِيَ بالبراق مُلَجَّمًا مُسَرَّجًا، فاستَصْعَبَ علي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال له جبريلُ : أَبِمُحَمَّدٍ تفعلُ هذا ؟ ! فما رَكِبَكَ أحدٌ أَكْرَمَ على اللهِ منه، قال : فارْفَضَّ عَرَقًا .
صححه الألباني

فركبه رسول اللَّه صلىٰ اللَّه عليه وسلم وانطلق به، حتىٰ أتي بيت المقدس فربـطـه بالحلقة التي يربط فيها الأنبياء، ثم دخل المسجد فوجد فيه الأنبياء قد جمعوا له ،فأمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلي بهم ركعتين

ثمَّ أُتي بإناءينِ : في أحدِهِما لبنٌ وفي الآخرِ خمرٌ ، فقالَ له جبريل : اشرَب أيَّهما شئتَ ، فأخذتُ اللَّبنَ فشَرِبْتُهُ ، فقالَ : أخذتَ الفطرةَ أما إنَّكَ لو أخذتَ الخمر غوت أمتك"
البخاري نكمل في اللقاء القادم إن شاء الله


سلسلة السيرة النبوية 🔻 اﻹسراء و المعراج


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع