مدونة عبدالحكيم الأنيس


المنتقيات من ظهور المخطوطات (3)

د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees


06/01/2023 القراءات: 794  


ورأيت على "سوابغ النوابغ" أيضًا:
لمحمد بن العنبري [ت: 412] :
إني نظرتُ إلى الزمان وأهلهِ نظرًا كفاني
فعرفتُه وعرفتُهم وعرفتُ عزِّي مِن هواني
فلذاك أطِّرحُ الصديقَ فلا أراهُ ولا يراني
وزهدتُّ فيما في يديه ودونه نيل الأماني
فتعجبوا لمُغالبٍ وهبَ الأقاصي للأداني
وانسلَّ من بين الزحام فما له في الخلق ثان
لبعضهم:
إذا رمتَ أنْ تحيا سعيدًا موفَّقًا ... وتحظى من الله الكريم بإسعافِ
فخذْ عن بلاد الشرق بُعْدًا فإنها ... بلادٌ بلا دالٍ، وشرقٌ بلا قافِ
وفي باطن الورقة:
ما دمتَ حيًا فدارِ الناسَ كلهم ... فإنما أنتَ في دار المُداراةِ
مَن يدر دارى ومَن لم يدرِ سوف يُرى ... عمّا قليلٍ نديمًا للنداماتِ
للشيخ محمد بن محمود:
إذا رمتَ لثمًا في خُديد مخششٍ ... وآذاك منه الشَّعرُ فاصبرْ لضيرهِ
فمَن يقطف الوردَ الصبيتي يحتملْ ... أذى شوكهِ، أو فليدعه لغيرهِ
***
النحو أحسنُ ما تبغي وتلتمسُ ... فإنه مِن كتاب الله مقتبسُ
إذا الفتى عرفَ الإعرابَ كان له ... مهابةٌ في أناسٍ حوله جلسوا
لا ينطقون حذارًا أنْ يغلطهم ... كأنما بهمُ مِن خوفهم خرسُ
لا يستوي معربٌ منا وجاهله ... هل يستوي البغلةُ العرجاءُ والفرسُ؟
***
يا طبيبًا بالآنِيسون يداوي ... ليس ما بيْ يزولُ بالآنِيسون
داوني يا معلِّلي باسم قومٍ ... أي وقت ذكرتُهم آنسوني
***
أوصاك ربُّك بالتُّقى ... وأولو النهى أوصوا معَهْ
فاخترْ لنفسك طولَ دهـ ... ـرك مسجدًا أو صومعَهْ
***
ورأيتُ على ظهر "سوابغ النوابغ" المذكور:
يا ناظرًا فيه سلْ بالله مرحمة ... على المؤلِّفِ واستغفرْ لكاتبهِ
واطلبْ بذلك مِن خيرٍ تريدُ به ... وبعد ذلك غفرانًا لصاحبهِ
ثم كُتبت هذه الفائدة:
الألمعي: المتوقِّـد الحاضر الذهن.
ابن الأعربي: الألمعي الذي [إذا لمع له] أولُ الأمر عرف آخره، فيكتفي بظنه دون يقينه.
واللوذعي: الفطِن الكيِّس الذكي الظريف الحديد الفؤاد.
***
ورأيتُ على ظهر "بديع المعاني في شرح عقيدة الشيباني" للعلامة نجم الدين ابن قاضي عجلون رقم المصور (1685):
ويا باريءَ الأنفاس قد بتُّ مبرأ ... بك السُّقمُ عني يا مصوِّرُ زوِّلا
ويا قابضُ اقبضْ روحَ كل معاندٍ ... ويا باسطَ النعماء زدني تجمُّلا
السيد محمد الدسوقي.
***
ورأيتُ على ظهر "ترياق المحبين في سيرة سلطان العارفين" -السيد أحمد الرفاعي- للإمام تقي الدين عبدالرحمن بن عبدالمحسن الواسطي نسخة كمبردج:
مِن كلام سيدي أحمد بن الرفاعي تاج العارفين:
أهواك وما هواك إلا فرضا ... يا مَنْ بجمالهِ يداوي المرضى
مِن أجل هواك جعلتُ خدي أرضًا ... للشارد والوارد حتى ترضى
قلت: وينظر في النسبة.
***
ورأيتُ في آخر "الروايات الحسان في فضل سورة الدخان" لنجم الدين الغيطي، -نسخة دار المخطوطات في بغداد-:
[و] لا خير فيمَنْ راحَ ليس بعالمٍ ... بصيرٍ بما يأتي ولا متكلمِ
تعلمْ فإنَّ العلمَ أزينُ بالفتى ... من الحلةِ الحسناءِ عند التكلُّمِ
وأيضًا:
إنَّ ....... بلاءٌ حيثما حلوا ... فلا يكن لك في أكنافهمْ ظلُّ
وإنْ مدحتَهم ظنوك تخدعهم ... يَستثقلوك كما يُستثقلُ الكَلُّ
فاستغنِ بالله عن أبوابهم كرَمًا ... إنَّ الوقوفَ على أبوابهم ذلُّ
***
ورأيتُ على ظهر "طبقات المفسّرين" للسيوطي -نسخة مكتبة يكِّي جامع المحفوظة مصورة في معهد المخطوطات بالقاهرة -.
وعلى آخر "تهذيب المدونة" لأبي سعيد البرادعي -نسخة رواق المغاربة في الجامع الأزهر بالقاهرة، وهي مصورة في دار البحوث-.
وعلى مخطوط "التنبيه على حدوث التصحيف" لحمزة بن الحسن الأصبهاني (ت: في حدود 360) -وهو في مكتبة مدرسة المروي الدينية في طهران-:
وحسبك قولُ الناس فيما ملكتَهُ: ... لقد كان هذا مرةً لفلانِ
وفي "طبقات المفسرين": "ويكفيك" بدل "وحسبك".
***
ورأيتُ على ظهر الجزء الثالث من "البيان في مذهب الإمام الشافعي" لأبي الحسين يحيى بن أبي الخير العمراني (ت: 558) -نسخة مكتبة الأحقاف في تريم في اليمن-:
هذا كتابٌ قد حوى في ضمنهِ ... طُرَفَ الزمان محاسنًا وفنونا
قد قيل فيه: لو يُباع بوزنه ... ذهبًا لكان البائعُ المغبونا
وعلى المجلد السادس منه -نسخة دار الكتب المصرية-:
قيمةُ المرء علمُه عند ذي الـ ... ـفضل، وما في يديه عند الرعاعِ
فإذا ما حويتَ مالًا وعلمًا ... كنتَ عينَ الزمان بالإجماعِ
***
ورأيتُ على وجه "غرر الأفكار في شرح درر البحار" للعلامة علاء الدين محمد بن محمد بن محمود البخاري الحنفي -نسخة الظاهرية، وهي مصورة في مركز جمعة الماجد-:
من نظم كاتبه محمد بن عمر .... لطف اللهُ تعالى به:
لعل لمحةَ لطفٍ منك تسعدني ... وعينَ عونٍ تلاحظني فتحييني
وبرَّ حلمٍ من الآفات ينقذُني ... ومنَّ عفوٍ من النيران ينجيني
***
ورأيتُ في آخر مخطوط في مجموع فيه "الرفده في معنى وحده" لتقي الدين السبكي -مصور في مركز جمعة الماجد-:
[قال] ابنُ عطية يذكرُ ساعيًا وشى به:
لا تسمعنَّ من الحسود نميمةً ... فكلامه ضربٌ من الهذيانِ
إنْ كان قد أوحى إليك ترخصًا ... فالناسُ قد كذبوا على الرحمنِ
سل غيرَه عني لتعلم إفكَه ... واسخطْ عليه فبالمُحال رماني
لا يثبتُ الحقُّ المبينُ لحاكمٍ ... في الشرع حتى ينطق الخصمانِ
***
ورأيتُ على ظهر "عماد الرضى ببيان أدب القضا" للشيخ زكريا الأنصاري:
شرط الكفاءة ستةٌ قد حرِّرت ... ينبيك عنها بيتُ شعر مفردُ
نسبٌ، ودينٌ، صنعةٌ، حريةٌ، ... فقدُ العيوب، وفي اليسار تردُّدُ
وثَم غير ذلك.
***
ورأيتُ على ظهر "مقدمة في الكلام على البسملة والحمدلة والحمد" للشيخ زكريا الأنصاري:
للعلامة التفتازاني رحمه الله تعالى :
إذا غاصَ في بحر التفكُّر خاطري ... على درة من معضلات المطالبِ
حقرتُ ملوكَ الأرض في نيل ما حووا ... وقلتُ المنى بالكُتب لا بالكتائبِ
***


ظهور المخطوطات. منتقيات. فوائد.


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع