مدونة د. عصام عبد ربه محمد مشاحيت


شهر رمضان والتوبة إلى الله تعالى

د. عصام عبد ربه محمد مشاحيت | DR. essam abdrabeh mohamad mashaheet


07/04/2022 القراءات: 3166  


لا شك أن كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون؛ لذلك أوجب الله - عز وجل - على عبادة التوبة ، قال تعالى: " ‏‏وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}‏‏ ‏[‏النور‏:‏ 31‏] . فما أجمل شهر رمضان عندما يكون بداية للتوبة وقد جعله الله شهرا تُحط فيه الخطايا، وتُرفع فيه الدرجات، وتُعتق فيه الرقاب من النيران، وتضاعف فيه الحسنات، فحريٌّ بك أيها الكريم أن تستقبله بتوبة صادقة حتى يحبك الله عز وجل ، لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ حِينَ يَتُوبُ إِلَيْهِ، مِن أَحَدِكُمْ كانَ علَى رَاحِلَتِهِ بِأَرْضِ فلاةٍ، فَانْفَلَتَتْ منه وَعَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ، فأيِسَ منها، فأتَى شَجَرَةً، فَاضْطَجَعَ في ظِلِّهَا، قدْ أَيِسَ مِن رَاحِلَتِهِ، فَبيْنَا هو كَذلكَ إِذَا هو بِهَا، قَائِمَةً عِنْدَهُ، فأخَذَ بِخِطَامِهَا، ثُمَّ قالَ مِن شِدَّةِ الفَرَحِ: اللَّهُمَّ أَنْتَ عَبْدِي وَأَنَا رَبُّكَ، أَخْطَأَ مِن شِدَّةِ الفَرَحِ" . فما أعظم هذا الفرح ... فبادروا بالتوبة ، وإياكم والتسويف فلا يدري أحدنا متى تأتيه منيته، ومتى تحين وفاته ، وهل يُدرك شهر رمضان المقبل أم لا ؟ ، وليكن لنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم القدوة والأسوة، فكان صلى الله عليه وسلم كثير التوبة والاستغفار، لما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: " واللَّهِ إنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وأَتُوبُ إلَيْهِ في اليَومِ أكْثَرَ مِن سَبْعِينَ مَرَّةً" ، وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: " يا أيُّها النَّاسُ، تُوبُوا إلى اللهِ واستَغْفِروه؛ فإنِّي أَتوبُ في اليومِ مِائَةَ مَرَّةٍ" . اخوتاه .. إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يستغفر ربه ويتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فماذا ينبغي علينا نحن وقد كثرت الخطايا والسيئات إلا التوبة و الإنابة والعودة إلى الله . واعلم أن التوبة ليست ألفاظا باللسان ثم الاستمرار على الذنب فلابد لها من شروط منها: الأول: الإقلاع عن الذنب فورا. الثاني: الندم على ما فات. الثالث: العزم على عدم العودة. الرابع: إرجاع حقوق من ظلمهم ، أو طلب البراءة منهم . ويجب أن تكون التوبة خالصة لوجه الله تعالى لا لغرض آخر أو لعدم القدرة على فعل الذنب ، قال صلى الله عليه وسلم: " إنَّ اللَّهَ لا يقبلُ منَ العملِ إلَّا ما كانَ لَهُ خالصًا ، وابتغيَ بِهِ وجهُهُ" .


شهر رمضان # التوبة إلى الله تعالى


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع