معوقات البحث العلمي الجامعي في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية
د.نعيمة ابو حسنة | DR.NAEMA ABO HASNA
25/02/2023 القراءات: 875
1- ضعف التمويل المالي اللازم للبحث العلمي:
إن الإنفاق على البحث العلمي لا يعتبر هدرا وإنما هو استثمار إذا أحسن التصرف فيه وهناك اتفاق دولي حول نسبة الإنفاق على البحث العلمي والتطوير وقيمته℅1) ) من الناتج المحلي الإجمالي، باعتبار أن هذا المستوى من الإنفاق هو الذي يمكن أن يحقق أثرا ذا شأن في قطاعات المجتمع المختلفة وما دون هذا المستوى فيمكن اعتباره إنفاقا غير منتج.
2- عدم توفر المناخ العلمي المناسب للبحث العلمي:
ويتمثل ذلك بالتالي:
- عدم شعور الباحث بأنه يعمل في مناخ تسوده الحرية الاكاديمية والاطمئنان النفسي؛
- ضعف التسهيلات اللازمة لأعضاء هيئة التدريس في المشاركة في المؤتمرات والندوات في حقل تخصصهم داخل وخارج البلد؛
- العامل المادي يخلق الدافع للتطور في البحث العلمي وتقدمه حيث تشير الدراسات إلى ان الناحية المادية جوهرية وأساسية للباحث لأنه يحتاج بلا شك إلى مستوى معاشي يكفل له الاستمرار في عمله بصورة جيدة؛
- ضعف التنسيق والتعاون بين الجامعات خاصة الجامعات العربية، الامر الذي جعلها متقوقعة وبعيدة عما يدور في الخارج من تطورات متلاحقة؛
- انشغال الباحث بتأمين متطلبات حياته الأساسية فضلا عن المهام التدريسية والأعباء الفنية والإدارية كل ذلك ينعكس سلبا على أدائه في مجال البحث العلمي.
3- هجرة العقول:
- إن دوافع هجرة العقول أو ما يسمى بنزيف الأدمغة والكفاءات العلمية إلى الدول المتقدمة هي إما بدوافع ثقافية أو سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية ولكن الخطورة تكمن في هذه الهجرة كمايلي:
- ظهور شكل جديد من الاستعمار المقنع يستخدم التكنولوجيا للسيطرة على الدول النامية ومنع تطورها؛
- ترسيخ مبدأ التبعية وعدم الاستقلال النفسي؛
- التحكم في استخدام التكنولوجيا من قبل الخبراء الأجانب لعدم وجود الخبراء المحليين لاستنزافهم مسبقا.
ومن الخصائص الهامة لهذه الهجرة هي :
- ان هجرة الأدمغة تحدث في الغالب في اتجاه واحد أي من الدول النامية إلى الدول المتقدمة؛
- انها هجرة انتقائية حيث أن النسبة العالية من المهاجرين هم من حملة الشهادات العلمية العليا كأعضاء هيئة التدريس والأطباء والمهندسين والباحثين؛
- هناك علاقة طردية بين الزيادة في عدد المبعوثين لتلقي دراستهم العليا في الدول المتقدمة وبين الزيادة في أعداد الادمغة المهاجرة.
4- عدم تبلور سياسات وطنية للبحث العلمي:
ويظهر ذلك في:
- اعتماد البحوث على الفردية من ناحية وعلى مزاجية الباحث وانتقائيتة من ناحية ثانية؛
- نادرا ما تصب البحوث في صالح الحاجات الملحة للمجتمع والتنمية؛
- عدم وجود سياسات وطنية خاصة بإجراء البحوث يسترشد بها الباحثون لتكون أبحاثهم هادفة ونافعة؛
- ضعف التنسيق بين أجهزة البحث العلمي المختلفة، وكل جهة تعمل بمعزل عن الجهة الأخرى.
5- النظام السياسي:
إن النظام السياسي السائد في أي مجتمع يؤثر تأثيرا واضحا على العلم ونموه واتجاهاته فالبحث العلمي يتطلب ممارسة للحرية الأكاديمية في أجلى صورها وإمكانية التعبير عن الاختلافات حتى مع ممثلي السلطة السياسية. وقد برز ذلك في التاريخ الانساني الحديث عندما سعى امبراطور اليابان مبكرا إلى نقل تقنيات العالم الحديث من العالم الغربي إلى بلاده وقد تحقق ذلك أيضا في حركة النهضة العلمية للاتحاد السوفيتي السابق. وعلى العكس في الدول صاحبة مناخ القهر السياسي التي تؤثر سلبيا على ممارسة البحث العلمي.
6- ضعف التخطيط الجيد للبعثات العلمية والإيفاد إلى الخارج: رغم التكاليف الكبيرة التي تتحملها الدول في هذا الصدد.
7- النشر العلمي: ويلاحظ في النشر العلمي ما يلي:
- إن غالبية الباحثين يتخذون من أبحاثهم المنشورة وسيلة للارتقاء في سلم الدرجات الوظيفية؛
- الروتين والبيروقراطية القاتلة في الاداء والانجاز، فلا يعقل أن يكتب الباحث بحثا ثم ينتظر لمدة سنة أو ستة أشهر ليرى البحث النور بحجة المراجعة العلمية والعمل الفني والإداري للمجلة؛
- قلة دور النشر العلمية المهتمة بنشر الكتب الاكاديمية.
8- التوجه للبحث النظري على حساب البحوث التطبيقية الميدانية:
يعزى إلى الصعوبات القائمة في عملية البحث العلمي التي يغلب عليها الطابع الإداري والمركزي بعامة،
بالإضافة إلى المعوقات على مستوى المؤسسات الاقتصادية التي لا تسمح بتشجيع البحوث التطبيقية تمويلاً ومتابعة، الأسباب التي دفعت بالباحثين إلى التوجه نحو البحوث العلمية النظرية في العلوم الأساسية ودون أن ننتقص من القيمة العلمية لهذه البحوث وفوائدها ولكن عدم وجود توازن بينها وبين التطبيقية ذات الأثر المباشر على التنمية في القطاعات المختلفة، يجعل من عملية البحث العلمي عملية مجردة قد تغير في التطور التكنولوجي للدول المتطورة على حساب البلدان النامية (المختلفة)؛
9- ضعف العلاقة بين الجامعة وقطاعات التنمية الأخرى "الصناعة، الفلاحة...": ويظهر ذلك من خلال الانطباع الموجود في الجامعة بأن المؤسسات الصناعية وغيرها لا تثق كثيراً في الأبحاث الجامعية، بل وغير مقتنعة بفائدتها، في الوقت الذي يشعر فيه المسؤولون ورجال الأعمال في القطاع الصناعي وغيره بأن الجامعات لا تهتم بإجراء بحوث تطبيقية تعالج الإنتاج أو تحل مشكلات عملية.
البحث العلمي معوقات
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة