مدونة وسام نعمت ابراهيم السعدي


قراءة قانونية في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2594 (2021) "التخطيط الانتقالي في عمليات بناء السلام" ج2

د. وسام نعمت إبراهيم السعدي | DR.Wisam Nimat Ibrahim ALSaadi


10/09/2022 القراءات: 647  


وبهذا الخصوص نجد أن مجلس الأمن يؤكد من جديد التزامه بالتصدي لأثر النزاع المسلح على النساء والشباب والأطفال، وإذ يشير إلى قراراته 1325 (2000) بشأن المرأة والسلام والأمن و 1265 (1999) بشأن حماية المدنيين في سياق النزاعات المسلحة و 2250 (2015) بشأن الشباب والسلام والأمن و 1261 (1999) بشأن الأطفال والنزاع المسلح و 2475 (2019) بشأن التأثير غير المتناسب للنزاع المسلح والأزمات الإنسانية المتصلة به على الأشخاص ذوي الإعاقة وإلى جميع القرارات التي صدرت لاحقا بشأن هذه المسائل، وهو يطرق هذه الموضوعات مدركا بأهميته وخطورته وتأثيرها الحقيقي لاي مسعى جاد لبناء السلام في أي دولة من الدول.
كما أن مجلس الأمن نجده في هذا المجال يؤكد من جديد التزامه بتضمين ولايات عمليات السلام نتيجة منشودة تتمثل في تنفيذ مهام متسلسلة مشمولة بالولاية وتضمين هذه الولايات، حسبما يكون مناسبا، أولويات واضحة للمهام اللازمة التحقيق هذه النتيجة، على نحو يعكس الحاجة إلى تهيئة ظروف مواتية لإحلال السلام المستدام؛ وإن يفهم تحديد الأولويات باعتباره قيام البعثة بالتركيز على تلك المهام المحددة الموكلة إليها التي تستند إلى تحليل حديث للنزاع وإلى تخطيط وأنها تستجيب للاحتياجات المتغيرة على أرض الواقع، وهنا لابد من فهم تسلسل المهام باعتباره تنفيذا منطقية ومرنة للولاية على مر الوقت يتوافق مع الرؤية الاستراتيجية على نحو ما تحددها الولاية ويتسق مع مقتضيات السلام والأمن في الدولة المضيفة، بما يفضي إلى توطيد دعائم السلام، وهكذا فان مجلس الأمن الدولي يطرح بشكل قوي فكرة السلام المستدام وما يمكن أن يتضمنه هذا المصطلح من معاني ومفاهيم قانونية وسياسية في اطار النظام الدولي القائم.
وفي اطار أخر يسلم مجلس الأمن بأن التنفيذ الفعال لولايات حفظ السلام هو مسؤولية تقع على عاتق جميع الأطراف وهو مرهون بعدة عوامل أساسية، منها وضع ولايات محددة جيدا وواقعية وقابلة للإنجاز، وتوافر الإرادة السياسية، وضمان القيادة والأداء والمساءلة على جميع المستويات، وتوافر الموارد الكافية، والاضطلاع بالتخطيط، ورسم السياسات، ووضع المبادئ التوجيهية التشغيلية، وتوافر التدريب والمعدات، ويركز المجلس على بذل المزيد من التواصل والحوار بين الأمم المتحدة والبلدان المساهمة بقوات وبأفراد شرطة وأصحاب المصلحة المعنيين الآخرين لتحسين الأداء وتوجيه القرارات فيما يتعلق بوضع الولايات، وإذ يؤكد مجددا اقتناعه بأن أنشطة الأمم المتحدة في ميدان حفظ السلام، بما في ذلك عمليات انتقال البعثات، هي شراكة عالمية فريدة من نوعها تحشد معا إسهامات والتزامات منظومة الأمم المتحدة بأسرها، وإذ يؤكد مجددا التزامه بتعزيز هذه الشراكة لأغراض منها ض مان أن يبع في أبكر مرحلة ممكنة نهج متسق ومتكامل ومخطط له إزاء عمليات الانتقال، إذ يلاحظ الجهود التي يبذلها الأمين العام لحشد جميع الشركاء وأصحاب المصلحة دعما لتعزيز فعالية عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام من خلال مبادرتيه المعروفتين باسم "مبادرة العمل من أجل حفظ السلام و المرحلة الجديدة من مبادرة العمل من أجل حفظ السلام اللتين تسلطان الضوء على أهمية الدفع بالحلول السياسية، وتعزيز حماية المدنيين، وتحسين سلامة حفظة السلام وأمنهم، وتنفيذ الخطة المتعلقة بالمرأة والسلام والأمن، ودعم الأداء والمساءلة الفعالين، وتحسين الشراكات في مجال حفظ السلام، وتحسين سير عمليات حفظ السلام وسلوك أفرادها، وتعزيز أثر حفظ السلام على بناء السلام والحفاظ عليه،
وأخيراً يؤكد مجلس الأمن على أهمية الحفاظ على السلام ينبغي أن يفهم بوجه عام باعتباره هدفة وعملية البناء رؤية مشتركة للمجتمع، تكفل أخذ احتياجات جميع شرائح السكان وحقوق الإنسان الواجبة لهم بعين الاعتبار، وهو ما يشمل أنشطة من بينها تعزيز العدالة والمساءلة تهدف إلى منع نشوب النزاعات وتلافي تصعيدها واستمرارها وتجددها ومعالجة أسبابها الجذرية ومساعدة أطراف النزاع على إنهاء الأعمال القتالية والعمل على تحقيق المصالحة الوطنية والمضي قدما صوب التعافي وإعادة الإعمار والتنمية، ويؤكد أيضاً أن الحفاظ على السلام مهمة ومسؤولية مشتركة يتعين على الحكومات وسائر أصحاب المصلحة الوطنيين ذوي الصلة الاضطلاع بهما وينبغي أن تتخللا جميع الركائز الثلاث لعمل الأمم المتحدة في كافة مراحل النزاع وبكل أبعاده وتستلزمان مساعدة واهتماما دوليين مستمرين، ويمكن ان يتم تحقيق كل هذه المطالب عبر تبني إستراتيجية جوهرية تتمثل بما يأتي:
أولا: التأكيد على الدور الحاسم الذي تؤديه عمليات السلام في مساعي إيجاد الحلول السياسية المستدامة وبناء السلام، ويجب مراعاة ما يأتي:
1. ضرورة أن تتعاون عمليات السلام في مرحلة مبكرة مع المنسقين المقيمين وفريق الأمم المتحدة القطري ووكالات الأمم المتحدة وصناديقها وبرامجها الأخرى ومع الدولة المضيفة وغيرها من أصحاب المصلحة الوطنيين، بما في ذلك المجتمع المدني، على التخطيط والتنسيق المتكاملين لعمليات الانتقال.
2. أن عملية التخطيط للانتقال ينبغي، إذا أريد لها الاستمرارية، أن تأخذ في الاعتبار تحديات واسعة النطاق، بما في ذلك المخاطر التي تهدد الاستقرار والحوكمة وسيادة القانون، علاوة على السياق السياسي والاقتصادي والإنمائي والإنساني وذاك المتعلق بحقوق الإنسان.


بناء السلام - الأمم المتحدة - مجلس الامن


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع