مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم


سلسلة السيرة النبوية 🔻 الدعوة السرية

باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM


04/02/2023 القراءات: 331  


سلسلة السيرة النبوية

🔻 الدعوة السرية

بعد نزول آيات المدثر قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو إلى الله وإلى الإسلام سرًا،واستمرت مرحلة الدعوة السرية ثلاث سنوات

وكان أول من عرف خبر النبوة ونزول الوحي هى السيدة خديجة رضى الله عنها، ولقد صدقت الرسول صلى الله عليه وسلم وآمنت به وآزرته وثبتته وخففت عنه ، وهى أول من آمن به من النساء ، بل أول من آمن به على الإطلاق

وكانت تسري عنه ما يجده من قومه ، فلا يسمع شيئًا يكرهه من رد عليه وتكذيب له فيحزنه ذلك إلا رجع إليها فثبتته وخففت عنه وهونت عليه مايلقى من صد وتكذيب
وفى الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
"أمرت أن أبشر خديجة ببيت من قصب لاصخب فيه ولانصب " القصب هو اللؤلؤ المجوف
ولقد أسلم أهل بيت الرسول صلى اللَّه عليه وسلم ، فأسلم علي ابن أبى طالب رضى الله عنه، وكان فى حجر النبى صلى الله عليه وسلم قبل الإسلام ، وذلك أن قريشًا أصابتهم أزمة شديدة وكان أبو طالب ذا عيال كثيرة ولم يكن علىٰ ثراء من المال ، فأراد الرسول صلى الله عليه وسلم أن يخفف عنه فكفل عليًا وضمه إليه فكان فى بيت الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أن بعث نبيًا فآمن به، وقد كان عمره حين بعث النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين ، وهو أول من آمن به من الغلمان
كما آمن زيد ابن حارثة حب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومولاه ، وقد كان يسمى زيد ابن محمد إلى أن حرم الله التبنى وآنزل (أدعوهم لأبائهم هو أقسط عند الله ) الأحزاب 5 ،فسمي زيد ابن حارثة
وسبب تسميته زيد ابن محمد ، هو أن زيد كان مع أمه فى سفر وهو طفل صغير فأغار عليهما جماعة من الأعراب ، فأسروا زيدا وباعوه فاشتراه حكيم ابن حزام ، فأهداه إلى عمته السيدة خديجة رضي الله عنها ، فوهبته للنبي صلى الله عليه وسلم فرعاه النبي صلى الله عليه وسلم وأحبه وأعتقه وتبناه لما آثر أن يكون مع النبي صلى الله عليه وسلم على أن يرجع لأهله
و من كثرة حب رسول الله صلى الله عليه وسلم له كان يسمي حب رسول الله ، و زيد هو أول من أسلم من الموالى ( ويطلق أسم المولى على المملوك الذي أعتق )
أما أول من أسلم من الرجال الأحرار مطلقا فهو أبو بكر الصديق رضى الله عنه ، وكان صديقه الحميم ، ولقد آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم وواساه بنفسه وماله وكان وزيره الأول ، وقال عنه النبي صلى الله عليه وسلم :
"إن الله بعثنى إليكم ، فقلتم :كذبت
وقال أبو بكر :صدق ، وواسانى بنفسه وماله فهل أنتم تاركوا لى صاحبى " متفق عليه
وكان لإسلام أبو بكر الصديق أثر كبير ، فقد كان محببا فى قومه وكان عالما بالأنساب وأعلم قريش بها ، وكان تاجرا ميسورا ذا خلق كريم ، وكان رجال قومه يألفونه ،وبمجرد دخوله فى الإسلام بدء فى الدعوة إلى الله فأسلم على يديه خمسة من العشرة المبشرين بالجنة :
عثمان ابن عفان ، الزبير ابن العوام ، عبد الرحمن ابن عوف ، سعد ابن أبى وقاص ، طلحة ابن عبيد الله بدء المسلمون يدخلون أفردا فى دين الله ، وآمن العديد من الرجال والنساء سرا ، فلقد آمن أبو عبيدة بن الجراح، وعمار بن ياسر وأبواه ، وعبد الله بن مسعود، وأبى ذر الغفاري، والأرقم ابن أبى الأرقم

كما آمن بلال ابن رباح وكان عبدا لأمية ابن خلف ، وصار فيما بعد مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وغيرهم من الرعيل الأول الذي سابق إلى الإيمان، ولقد بلغ عدد من آمن خلال هذه الفترة ثلاثة وخمسين شخصا بينهم عشر نساء

ولما زاد عددهم على الثلاثين ، أختار لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم بن أبى الأرقم ليلتقى بهم فيها ، فكانت داره منتدي يجتمع فيه المسلمون ويعبدون الله سرا ، ويلقنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم الإسلام وأصوله ويربيهم على عقيدة راسخة لاتتزعزع

وكان من يريد الإسلام يأتى إليها مستخفيا خشية أن يناله أذي قريش ، وكانت هذه الدار عند الصفا ، ومكث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فى هذه الدار حتى أسلم الفاروق عمر رضي الله عنه فأستعلنوا بعبادتهم

ولما وصل عدد المسلمين حوالى ثمانية وثلاثين رجلا عرض أبو بكر الصديق على رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يظهروا ، فقال له :" يا أبا بكر إنا قليل " ولم يزل الصديق برسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أذن لهم فى الخروج إلى المسجد الحرام ، وتفرق المسلمون فيه كل رجل فى عشيرته ، وقام أبو بكر خطيبا ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس ، فكان أول خطيب يدعو إلى الله ورسوله

وثار المشركون على أبى بكر والمسلمين فضربوا فى نواحى المسجد ضربا شديدا ، وضرب أبو بكر ضربا مبرحا وجعل عتبة ابن ربيعة يضربه بنعلين فى وجهه حتى فقد وعيه ، فحمله بنو تيم (قبيلته) إلى منزله ، وقالوا : لئن مات أبو بكر لنقتلن عتبة ابن ربيعة

وجعل أبو قحافة والد الصديق وقومه يكلمونه حتى أفاق وأجاب أخر النهار ، وكان أول ماقال :ما فعل رسول الله؟
ورفض أن يذوق طعاما أو شربا حتى يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ويطمئن عليه ، فخرج يتكئ على أمه وأم جميل بنت الخطاب ، وكانت أسلمت ولكن تخفى إسلامها ، حتى أدخلتاه على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأكب عليه رسول الله فقبله وقبله المسلمون ، ورق له رسول الله صلى الله عليه وسلم رقة شدبدة
فقال أبو بكر :بأبى أنت وأمى ليس بى بأس

وسأل أبو بكر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدعو أمه للإسلام ، ويدعو الله لها أن تهتدي، فدعا لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعاها إلى الله فأسلمت
وأبو بكر رضى الله عنه ممن أسلم أبواه ، فلقد أسلم أبوه أيضا عند فتح مكة


سلسلة السيرة النبوية 🔻 الدعوة السرية


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع