مدونة وسام نعمت ابراهيم السعدي


ابرز مجالات عمل منظمة الارصاد الجوية في مجال البيئة

د. وسام نعمت إبراهيم السعدي | DR.Wisam Nimat Ibrahim ALSaadi


24/05/2022 القراءات: 676  


ويمكن تسليط الضوء على بعض مجالات تعامل المنظمة مع قضايا البيئة وكما يأتي:
أولا: الأوزون:
تتقيد البلدان بالاتفاقات الدولية الموجودة حالياً، من قبيل اتفاقية فيينا وبروتوكول مونتريال وتعديلاتهما. ومجموع كمية المركّبات المحتوية على كلور وبروم الموجودة في الغلاف الجوي تنخفض الآن ببطء، بعد أن كانت قد بلغت ذروة نحو عام 2000، ولكن من المرجح أن عودة كمية الكلور والبروم إلى ما كانت عليه قبل عام 1980 (أي تقريباً عندما رُصد أول ثقب في الأوزون في المنطقة القطبية الجنوبية (أنتاركتيكا) ستستغرق 50 عاماً. وتبيّن تقارير علمية صدرت مؤخراً أن انخفاض حجم طبقة الأوزون قد توقف في معظم مناطق العالم، ولكن تزايد حجم طبقة الأوزون مرة أخرى قد لا يبدأ قبل سنوات. فثقب الأوزون في المنطقة القطبية الجنوبية (أنتاركتيكا)، الذي يبدو كل سنة في الفترة الزمنية الممتدة من أيلول/ سبتمبر إلى تشرين الثاني/ نوفمبر، لم يصبح أسوأ في السنوات الخمس إلى العشر الأخيرة، ولكن لا توجد أيضاً أي علامة على حدوث تحسّن كبير حتى الآن.
ثانيا: غازات الاحتباس الحراري
Greenhouse Emissions / WMO للأرض تأثير احتباس حراري طبيعي ناتج عن وجود كمية نزرة من بخار الماء (H2O)، وثاني أكسيد الكربون (CO2)، والميثان (CH4)، وأكسيد النيتروز (N2O) في الغلاف الجوي. وهذه الغازات تسمح بوصول الإشعاع الشمسي إلى سطح الأرض، ولكنها تمتص الأشعة تحت الحمراء المنبعثة من الأرض وتؤدي بذلك إلى احترار سطح الكوكب. ومن اللازم التمييز بين ظاهرة الاحتباس الحراري الطبيعية وظاهرة الاحتباس الحراري المعززة. فظاهرة الاحتباس الحراري الطبيعية تنتج عن الكميات الطبيعية من غازات الاحتباس الحراري، وهي حيوية للحياة. وفي غياب ظاهرة غازات الاحتباس الحراري الطبيعية يصبح سطح الأرض أبرد بمقدار 33 درجة مئوية. أما ظاهرة الاحتباس الحراري المعززة فهي تشير إلى القسر الإشعاعي الإضافي الناتج عن زيادة تركيزات غازات الاحتباس الحراري بفعل الأنشطة البشرية. وغازات الاحتباس الحراري الرئيسية التي تتزايد تركيزاتها هي ثاني أكسيد الكربون، والميثان، وأكسيد النيتروز، والهيدروكلوروفلوروكربونات (HCFCs)، والهيدروفلوروكربونات (HFCs)، والأوزون في الطبقات السفلى من الغلاف الجوي. وبرنامج المراقبة العالمية للغلاف الجوي (GAW) التابع للمنظمة (WMO) يرصد ويحلل وينشر بيانات الاحتباس الحراري التي يجمعها خمسون بلداً في جميع أنحاء العالم بدءاً من أعالي المنطقة القطبية الشمالية ووصولاً إلى القطب الجنوبي.
ثالثا: الأهباء الجويةAerosol Pollution / WMO
إن تأثير الأهباء الجوية على الغلاف الجوي يُعترف على نطاق واسع بأنه أحد أهم جوانب إسقاطات تغير المناخ وأكثرها اتساما بعدم التيقن. فاتجاه الاحترار العالمي الملحوظ أقل كثيراً مما هو متوقع من جراء تزايد غازات الاحتباس الحراري، ومن الممكن تفسير قدر كبير من الفرق بتأثيرات الأهباء الجوية. فالأهباء الجوية تؤثر على المناخ من خلال التشتت والامتصاص المباشرين للإشعاع الشمسي الوارد واحتباس الإشعاع الطويل الموجة الصادر وكذلك من خلال تغيير الخاصية البصرية للسُحب وتكوُّن السحب والهطول. ويوجد قلق متزايد بشأن تأثير الأهباء الجوية على صحة الإنسان، واهتمام من قطاعات كثيرة من قبيل قطاعات التنبؤ بالطقس، وصناعة الطاقة الخضراء (بخصوص تأثيرها على وصول الطاقة الشمسية إلى الأرض)، وصناعة الطائرات التجارية (بخصوص تأثير الرماد البركاني والعواصف الترابية على العمليات والطائرات).
ومن بين المشاكل الإقليمية التأثيرات المحتملة على صحة الإنسان ووفاته والتأثير البيئي من قبيل انخفاض الرؤية. وتشمل المصادر الرئيسية للأهباء الجوية الانبعاثات الحضرية/ الصناعية، والدخان المنبعث من حرق الكتلة الأحيائية، والتكوّن الثانوي من سلائف الأهباء الجوية الغازية، وملح البحر، والغبار. ومن بين المشاكل التي لم تحل بعد مشكلة تحديد المصادر الطبيعية للأهباء الجوية والجزء العضوي الصغير من النفايات والروث ومخلفات عمليات المعالجة. وتُقاس بارامترات شتى للأهباء الجوية، من قبيل العمق البصري للأهباء الجوية، في محطات برنامج المراقبة العالمية للغلاف الجوية (GAW) التابع للمنظمة (WMO).
رابعا: الغازات المتفاعلة
الغازات المتفاعلة كمجموعة تتسم بتنوعها الشديد وتشمل الأوزون السطحي (O3)، وأول أكسيد الكربون (CO)، والمركبات العضوية المتطايرة (VOCs)، ومركبات النيتروجين المؤكسدة (NOx, NOy)، وثاني أكسيد الكبريت (SO2). وهذه المركبات تؤدي جميعها دوراً في كيمياء الغلاف الجوي ومن ثم فهي ضالعة بشدة في العلاقات المتبادلة بين كيمياء الغلاف الجوي والمناخ، إما من خلال التحكم في الأوزون وقدرة الغلاف الجوي على الأكسدة، أو من خلال تكوين الأهباء الجوية. وقاعدة القياس العالمية لمعظمها غير مرضية، والاستثناء الوحيد هو الأوزون السطحي وأول أكسيد الكربون. وتقاس الغازات المتفاعلة في محطات برنامج المراقبة العالمية للغلاف الجوي (GAW) التابع للمنظمة (WMO).
خامسا: الأشعة الشمسية فوق البنفسجية:
تحمينا طبقة الأوزون من الإشعاع الشمسي فوق البنفسجي الضار. فالأوزون الموجود في الستراتوسفير يمتص بعض إشعاع الشمس فوق البنفسجي الضار بيولوجياً. ومعظم الإشعاع القصير الموجة (ما يسمى الإشعاع فوق البنفسجي باء) تمتصه طبقة الأوزون، في حين أن الإشعاع فوق البنفسجي الطويل الموجة (ما يسمى الإشعاع فوق البنفسجي - ألف) يمر عبر طبقة الأوزون ويصل الى الأرض. ومن الممكن التعبير عن شدة الإشعاع فوق البنفسجي بواسطة الرقم القياسي للإشعاع فوق البنفسجي. وقد أصدرت المنظمة (WMO)، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية ومنظمات أخرى، دليلاً إرشادياً بشأن كيفية إبلاغ الجمهور بالإشعاع الشمسي فوق البنفسجي. والوعي بشأن كيفية التصرف إزاء التعرض للشمس مهم للحد من التزايد السريع لسرطان الجلد الملحوظ لدى الكثير من الجماعات السكانية. ويُقاس الإشعاع الشمسي فوق البنفسجي في محطات برنامج المراقبة العالمية للغلاف الجوي (GAW) التابع للمنظمة (WMO).


الكوارث - الارصاد الجوية - الوكالات المتخصصة


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع