مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم


سلسلة السيرة النبوية 🔻 إلى الرفيق الأعلى

باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM


23/03/2023 القراءات: 230  


سلسلة السيرة النبوية

🔻 إلى الرفيق الأعلى


كانت هناك علامات على قرب رحيل الرسول صلى الله عليه وسلم ، منها إنه اعتكف في رمضان من السنة العاشرة عشرين يوما، بينما كان لا يعتكف إلا عشرة أيام فحسب، وتدارسه جبريل القرآن مرتين، وقال في حجة الوداع: «إني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا بهذا الموقف أبدا» ، وقال وهو عند جمرة العقبة: «خذوا عني مناسككم، فلعلي لا أحج بعد عامي هذا» ، وأنزلت عليه سورة النصر في أوسط أيام التشريق، فعرف أنه الوداع، وأنه نعيت إليه نفسه.

وفي أوائل صفر سنة 11 هـ خرج النبيّ صلى الله عليه وسلم إلى أحد، فصلى على الشهداء كالمودع للأحياء والأموات، ثم انصرف إلى المنبر فقال: «إني فرطكم، وإني شهيد عليكم، وإني والله لأنظر إلى حوضي الآن، وإني أعطيت مفاتيح خزائن الأرض، أو مفاتيح الأرض، وإني والله ما أخاف أن تشركوا بعدي، ولكني أخاف عليكم أن تنافسوا فيها »
متفق عليه

وخرج ليلة في منتصفها إلى البقيع فاستغفر لهم، وقال: «السلام عليكم يا أهل المقابر، ليهن لكم ما أصبحتم فيه بما أصبح الناس فيه، أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم، يتبع آخرها أولها، الآخرة شر من الأولى. وبشرهم قائلا: إنا بكم للاحقون» .


📌بداية المرض

وفي اليوم التاسع والعشرين من شهر صفر سنة 11 هـ وكان يوم الإثنين شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم جنازة في البقيع، فلما رجع وهو في الطريق أخذه صداع في رأسه، وارتفعت الحرارة، حتى إنهم كانوا يجدون شدتها فوق العصابة التي تعصب بها رأسه.
وقد صلى النبيّ صلى الله عليه وسلم بالناس وهو مريض 11 يوما، وجميع أيام المرض كانت 13 أو 14 يوما.

وثقل برسول الله صلى الله عليه وسلم المرض، فجعل يسأل أزواجه: «أين أنا غدا؟ أين أنا غدا؟» ففهمن مراده، فأذن له يكون حيث شاء، فانتقل إلى عائشة رضي الله عنها ، يمشي بين الفضل بن عباس وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما ، عاصبا رأسه تخط قدماه في الأرض حتى دخل بيتها، فقضى عندها آخر أسبوع من حياته.

وكانت عائشة رضي الله عنها تقرأ بالمعوذات والأدعية التي حفظتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكانت تنفث على نفسه، وتمسحه بيده رجاء البركة. وفي ويوم الأربعاء قبل خمسة أيام من وفاته صلى الله عليه وسلم، ارتفعت حرارة المرض في بدنه، فاشتد به الوجع وغمي عليه ، فقال: «هريقوا علي سبع قرب من آبار شتى، حتى أخرج إلى الناس، فأعهد إليهم» فأقعدوه في مخضب ( إناء يغتسل فيه )، وصبوا عليه الماء، حتى طفق يقول: «حسبكم، حسبكم» .


وعند ذلك أحس بخفة، فدخل المسجد- وهو معصوب الرأس- حتى جلس على المنبر، وخطب الناس- والناس مجتمعون حوله- فقال:
«لعنة الله على اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد»
وفي رواية «قاتل الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد »
البخاري
وقال: لا تتخذوا قبري وثنا يعبد»
متفق عليه

وصلى على أصحاب أحد واستغفر لهم ، وعرض نفسه للقصاص قائلا: «من كنت جلدت له ظهرا فهذا ظهري فليستقد منه، ومن كنت شتمت له عرضا فهذا عرضي فليستقد منه» .
ثم نزل فصلى الظهر، ثم رجع فجلس على المنبر، ثم أوصى بالأنصار قائلا:
«إن الناس يكثرون، وتقل الأنصار، حتى يكونوا كالملح في الطعام، فمن ولي منكم أمرا يضر فيه أحدا أو ينفعه ل من محسنهم، ويتجاوز عن مسيئهم»
البخاري

ثم قال: «إن عبدا خيره الله أن يؤتيه من زهرة الدنيا ما شاء، وبين ما عنده، فاختار ما عنده» قال أبو سعيد الخدري: فبكى أبو بكر رضي الله عنه . قال: فديناك بابائنا وأمهاتنا فعجبنا له، فقال الناس: انظروا إلى هذا الشيخ، يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عبد خيره الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا، وبين ما عنده، وهو يقول: فديناك بابائنا وأمهاتنا. فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المخير، وكان أبو بكر أعلمنا "
متفق عليه


ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إن من آمن الناس علي في صحبته وماله أبو بكر، ولو كنت متخذا خليلا غير ربي لاتخذت أبا بكر خليلا، ولكن أخوة الإسلام ومودته، لا يبقين نفي المسجد باب إلا سد، إلا باب أبي بكر »
متفق عليه

ويوم الخميس قبل الوفاة بأربعة أيام قال- وقد اشتد به الوجع-: «هلموا أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده» - وفي البيت رجال فيه عمر- فقال عمر رضي الله عنه : قد غلب عليه الوجع، وعندكم القرآن، حسبك كتاب الله. فاختلف أهل البيت واختصموا، فمنهم من يقول: قربوا يكتب لك رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومنهم من يقول ما قال عمر، فلما أكثروا اللغط والاختلاف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قوموا عني»
البخاري
وأوصى ذلك اليوم بالصلاة وما ملكت أيمانكم.

والنبيّ صلى الله عليه وسلم مع ما كان به من شدة المرض كان يصلي بالناس جميع صلواته حتى ذلك اليوم- يوم الخميس قبل الوفاة بأربعة أيام- وقد صلى بالناس ذلك اليوم صلاة المغرب


سلسلة السيرة النبوية 🔻 إلى الرفيق الأعلى


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع