كورنا وتكنولوجيا التعليم
د. خليل علي خليل أبو جراد | Dr. khalil ali khalil abu jarad
31/10/2020 القراءات: 4199
لم تعد المدرسة اليوم تمتلك احتكار نشر المعرفة بعد التّطوّر التّكنولوجي، لأنّ المعلومات تصل للتّلميذ من مصادر متعدّدة، وعندما يكون تأثير المدرسة ضعيف، نصل للفشل المدرسيّ نتيجة التّعدّد في مصادر التّكوين ولتحقيق النّظام التّعليمي يحتاج المعلّم إلى التّعرف على إمكانات التّلاميذ، كما عليه امتلاك المعلومات، مهارات التَّعامل مع التّكنولوجيا الحديثة الّتي تستدعي استخدام الحواس المختلفة الّتي تتألّف من الأجهزة والمواد والبرامج والصّور والرّسومات، مع مراعاة الفروقات الموجودة في كلّ مجتمع وبحسب الفئات العمريّة المستهدفة حيث يكون على المعلّم استخدام الوسيلة المناسبة لأعمارهم حتّى يستطيع أن ينقل المعلومات بشكل واضح وبسيط. لقد غير التطور التكنولوجي ودخول الإنترنت كثير من الأمور على مستوى الحياة ككل و في مختلف مجالات الحياة فعلى سبيل المثال جانب التعليم والتدريس فقد أصبحت الشبكة العنكبوتية إحدى قنوات التعلم التي تفتح الباب امام جميع أنحاء العالم للحصول على التعليم المجاني أو الأقل تكلفة فبعد ازدهار تكنولوجيا المعلومات والإنترنت فتح الباب للوصل إلى المعرفة والتعليم والتدريب عالي الجودة إلى حد كبير وتمكن كثير من الناس من تحسين مهاراتهم الحياتية والمهنية والعلمية . إن التعليم الإلكتروني وسيلة من الوسائل التي تدعم العملية التعليمية وتحولها من طور التلقين إلى طور الإبداع والتفاعل وتنمية المهارات ويجمع هذا اللفظ كافة الأشكال الإلكترونية للتعليم والتعلم حيث تستخدم أحدث الطرق في مجالات التعليم الفردي أو الجماعي أو النشر العلمي باعتماد الحواسيب ووسائطها التخزينية وشبكاتها وصفحات الويب . من خلال هذه المقدمة للتعريف بأهمية التطور التكنولوجي والتعليم الإلكتروني نجد أن هناك قصور شديد لدى كثير من الدول حول العالم والدول العربية على وجه الخصوص في استثمار وتوجيه هذه الألية والوسائل للاستفادة منها وزيادة المعرفة ونقلها ونشرها على أوسع نطاق في المجتمع، ولرب ضارة نافعة ومن رحم المحن تتولد المنح ما يصيب العالم اليوم من وباء فيروس كورونا تولد عنه جملة من الآليات والاستراتيجيات على مستوى العالم وخاصة في الدول التي لديها تفكير إبداعي ونظرة استراتيجية نحو شعوبها وكيف يتم التعامل مع الأزمات بشكل ابداعي وتفعيل طريقة التفكير خارج الصندوق والنظر من الزوايا التي لا ينظر إليها الأفراد العاديون وقد ظهر أن من وسائل المحافظة والابتعاد عن الفيروس والاصابة الاحتياج إلى الابتعاد عن المخالطة والتجمعات التي تكون بين المجتمع ولكن هناك مشكلة أخرى هي التجمعات الدراسية في المدارس والجامعات وستظل هي المشكلة الكبرى لدى الدول التي تحترم التعليم وتضعه في قائمة أولوياتها حيث سارعت بعض الدول إلى إلزام الطلاب والطالبات بعدم الحضور إلى الفصول الطبيعية في الجامعات أو المدارس لكن هل انتهى الأمر هنا وتوقف التعليم .... لا وإنما نجد أنها انتقلت وفي فترة زمنية قياسية إلى تحويل العملية التعليمية إلى التعليم الإلكتروني وانتقلت كافة الجامعات والمدارس وجهات التعليم ومن يحتاج إلى الاجتماع إلى الأنظمة الإلكترونية والتعليم الإلكتروني فهل يا ترى كان وضع التعليم لدى كثير من الدول العربية مثل هذا هل لدينا البنية التحتية التي تؤهلنا إلى الانتقال ومواكبة هذه الأنظمة أم لازلنا نفكر بنفس الطريقة في التعليم التي إن فقدناها سيظل أبنائنا وبناتنا في البيوت و ستتوقف المدارس والجامعات ... سؤال يحتاج إلى مراجعة من قبل المختصين والقائمين على وزارات الاتصالات والتعليم والوزارات التي تتعلق بذلك . في ظل التطورات التي يشهدها العالم اليوم لابد للطالب العربي أن يسأل نفسه أين موقعه في خضم هذه الثورات العلمية والصناعية، فما زال العالم العربي يعتمد أساليب التدريس التقليدية التي لا تتوافق مع الحياة العصرية وتفكير الطالب والمعلم في عصر التكنولوجيا والتطور. هذا و مع التطورات العلمية والتقنية الهائلة ،واستخدام تقنية المعلومات، والاتصالات في التعليم، والبحوث العلمية، والإدارة ،وبزوغ الثورة المعلوماتية ، ظهرت الحاجة الماسة لوضع استراتيجيات لتطوير التعليم وإصلاحه ، حيث فرضت هذه التقنية نفسها كمؤشر لتقدم المجتمع وتطوره وأحد أسس التنمية، وبرز التعليم الإلكتروني المعتمد على الوسائط المتعددة ،وعبر شبكة الإنترنت كخيار استراتيجي لتطوير التعليم والنهوض به ، وإعادة هندسة مؤسساته والتخطيط لتغيير منظومته لتتوافق مع التطورات العلمية، والتقنية، وثورة المعلومات الحديثة . إن التعليم الإلكتروني هو أحد الوسائل التي تساعد على تبني أساليب واستراتيجيات وأنماط تعليمية حديثة لدعم العملية الأكاديمية، وهو يستخدم في تحسين البيئة التعليمية ويؤدي كذلك إلى تحسين إدارة التعليم وزيادة كفاءتها، وهو يستخدم في التعليم عن بعد وزيادة قدرة الجامعة على تجاوز حدودها الجغرافية للوصول إلى طلاب ومتدربين في مناطق نائية وبلاد بعيدة والتعليم الإلكتروني يساعد على حل المشاكل التعليمية التي تتعلق بنقص الكفاءات الأكاديمية وندرة الأساتذة وزيادة عدد الطلاب، كما يساهم في حل مشاكل الطلاب الذين يسعون إلى تحسين مستواهم الأكاديمي بينما هم يزاولون عملهم في مكاتبهم وشركاتهم ومؤسساتهم، والتعليم الإلكتروني يوفر إمكانية التطوير الوظيفي والمهني لزيادة كفاءة موظفي القطاعات الخاصة والقطاع الحكومي ومواكبتهم للتطورات السريعة في مجال تخصصاتهم.
كورنا وتكنولوجيا التعليم
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع