رؤوس أقلام (منوعات في العلم والأدب). (1)
د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees
17/04/2022 القراءات: 3261
الزَّبيدي والليل:
ألَّف الإمامُ الزَّبيدي (ت: 1205) شرحه لكتاب "إحياء علوم الدين" في الليل، وفي ذلك يقولُ بعد أن اعتذر إلى القراء بقصر الباع في الصناعة، وكساد السوق بما لديه من مزجاة البضاعة (10/572): "لكن أخذتُ غفلات الظلام الغاسق، والليل الواسق، فسرقتُه من أيدي العوائق، والليلُ -كما قيل- يُعينُ السارق".
***
كتاب يُقرأ:
هذا الكتاب جدير بالآباء الحريصين على أبنائهم أن يقرؤوه:
دليل الآباء لتنمية مهارات الأبناء لزكي مهدي محمد الرباعي. دار ابن حزم، بيروت، ط 1 (1429- 2007).
***
الإنسان والأذى:
وجدتُّ في مجموع مخطوط في مكتبة الإسكندرية: "قال أبو العلاء المَعرّي: أكثر الحيوان أذى: النوع الإنساني، لا يسلم مِنْ أذاه حيوانٌ لجي ولا جوي.
وأَنْشَدَ:
أتعبتمُ السابحَ في لجةٍ ... ورعتمُ في الجو ذات الجناحْ
هذا وأنتم غرضٌ للفنا ... فكيف لو خلدتمُ يا قباحْ؟
***
تشجيع التدخين:
من المؤسف شيوع محلات بعناوين متعددة، مختصة بلوازم المدخنين، ومن ذلك: "بيت الشيشة لتجارة لوازم التدخين"، و"سواحل البحيرة للوازم المدخنين"، وليت الجهات المختصة تضع حدًّا لمثل هذه التجارات!
***
أقدار:
توفي أخو صديق لنا سوري في مدينة "أضنة" التركية عن خمس وأربعين سنة... هاجر إليها مع أسرته وأقاربه... وكانت تربته هناك... ترى هل كان يخطر له أن تكون النهاية هناك؟ (ولله الأمر من قبل ومن بعد).
***
مثل عامي خاطئ:
ممّا اعتاده أهلُ القرى والأرياف إذا نذروا ذبيحة لله عز وجل أنْ يذبحوا ويدعوا الناس إليها، وممّا شاع على ألسنتهم قولُهم: "نذر يسد خطاره"، أي نذر يسد ضيافة الخطار (الضيوف)، وهذا إذا كانوا على عجلةٍ، واذا لم يكونوا على عجلةٍ انتظروا.
والنذر يُصرف مصرف الزكاة.
***
اسم والد علي القاري:
الصحيح في اسم والد الملا علي القاري الهروي المكي: (سلطان محمد)، وهو مركبٌ، أو كان أصله على الوصف: السلطان محمد، تقديرًا للاسم النبوي الشريف، وقد وقع له تحريفٌ كثيرٌ لغياب معناه. أكتبُ هذا بمناسبة وقوع نظري الآنَ على اسم الشيخ علي في كتاب "إتحاف المستفيد بغرر الأسانيد" لشيخنا الفاداني، فقد جاء فيه ص (22): "شرحا الشاطبية والمقدمة الجزرية للملا علي سلطان القاري". والصواب: للملا علي بن سلطان محمد القاري.
***
بين عالمين:
ابنُ تيمية عند ابن القيّم مثلُ ابن عقيل عند ابن الجوزي. ولكنَّ ابن الجوزي ردَّ على ابن عقيل في مسائل، ولا أدري هل كان من ابن القيّم شيءٌ من ذلك مع شيخه؟
***
كتاب لابن طولون لم يُذكر:
قال الصيادي في ديوانه "الدر المنتظم مختصر براهين الحكم" ص (184): "قلتُ أتبرك بذكر مد اليد الطاهرة النبوية، للحضرة الجليلة الرفاعية، والقصة تواترتْ أخبارها، وعلتْ أسرارها، وقد نصَّ الإمامُ الشمسُ بن طولون بخط يده المباركة عليها في "تنقيحاته"، وأنَّ النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم أجابه حين قال: السلام عليك يا جدي، بنص: وعليك السلام يا ولدي".
قلت: وهذا العنوان: "التنقيحات" لم يرد في قائمة المؤلفات التي ذكرها ابنُ طولون لنفسه في "الفلك المشحون"، ولا في المستدرك عليها الذي أضافه محققُ الكتاب الأستاذ محمد خير رمضان يوسف.
طُبع "الدر المنتظم" سنة (1322).
***
قول رفيع للإمام الرفاعي:
قال العلامة محمد بن جعفر الكتاني في "سلوة الأنفاس" (2/185) في ترجمة مداح النبي صلى الله عليه وسلم الإمام سيدي أحمد بن عبدالحي الحلبي (ت: 1120): "ومن أشياخه -رحمه الله- الشيخ أبو عبدالله سيدي محمد الرفاعي الحسيني شيخ مشايخ البصرة في وقته، وهو مِنْ حفدة القطب سيدي أحمد الرفاعي الكبير، أخذ عنه صاحبُ الترجمة، وانتفعَ به واستفادَ منه، وكان يقول فيه: شيخي ووسيلتي إلى الله تعالى، وممّا سمعَه منه نقلًا عن جدِّه سيدي أحمد الرفاعي قال: مَن لم يعاتِبْ نَفْسه في كل نَفَسٍ لم يُحْسَبْ من الرجال".
***
أثر الكتاب:
قال الشيخ جمال الدين القاسمي: "إنَّ كتابًا يُطبع خيرٌ من ألف داعية وخطيب؛ لأن الكتاب يقرؤه الموافقُ والمخالفُ". مِن تقديم المحقق لكتاب "رحلتي إلى بيت المقدس".
***
الخليفة ووعظ ابن الجوزي:
جاء في ترجمة ابن الجوزي في "ذيل طبقات الحنابلة" لابن رجب (2/ 480):
"قال ابنُ القَطيعي: سمعتُ مَنْ أثقُ به قالَ: لما سمع أميرُ المؤمنين المستضيء ابنَ الجوزي ينشدُ تحت داره [أي تحت دار الخلافة ببغداد]:
ستنقلُك المنايا عن دياركْ … ويُبْدِلُكَ الردى دارًا بدارِكْ
وتتركُ ما عُنيتَ به زمانًا … وتُنقَلُ مِن غناك إلى افتقارِكْ
فدودُ القبر في عينيك يَرعى … وترعى عينُ غيرك في ديارِكْ
فجعل المستضيء يمشي في قصره ويقول: إي والله: وترعى عينُ غيرك في ديارك. ويكرِّرها ويبكي حتى الليل".
***
أخطاء مطبعية في الضبط:
جاء في كتاب "تلاوة القرآن المجيد" للشيخ عبدالله سراج الدين ص 10: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أراد الله أن يوحي بأمره تكلّم بالوحي، فإذا تكلّم أخذتِ السمواتُ منه رجفة...".
ووضع الضمة على "السموات" خطأ مطبعي، والصواب: "السمواتِ"، والفاعل: "رجفةٌ".
وجاء فيه ص 53: "وإن أصغر البيوت البيوت الجوف الصُّفر...".
والصواب: وإن أصفر -بالفاء-.
وجاء فيه ص73: "قال الإمام النووي: وأما القراءة في الطريق فالمختار أنها جائزة غير مكروهة إذ لم يلته صاحبها، فإن النهي عنها كرهت".
والصواب: "فإن التهى عنها كُرِهَتْ".
وجاء ص 81:
إذا كنتَ لا تَسمعُ الذكرى ففيم تُرى ... في رأسك الواعيان السمعُ والبصرُ؟
والصواب: إنْ كنتَ.
***
وجاء في "الحاوي للفتاوي" (2/88) ط المكتبة العصرية: "فائدة: أصاب إبراهيم عليه السلام حاجةً، فذهب إلى صديق له ليستقرض...".
والصواب: حاجةٌ.
***
وجاء في "ديوان إيليا أبو ماضي" (جمعه وحققه وشرحه الدكتور عفيف حاطوم. دار صادر ببيروت، ط 1، 1431-2010) ص268:
"لكنَّ جرحًا كلّما عالجتُه ... غمر القنوطَ جوارحي وحواسي"
والصواب: غمر القنوطُ. القنوطُ فاعل.
***
منوعات.
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة