مدونة المهندسة / وفاء فاضل عبد الواحد


ما أعظم رمضان وما أعظم هذا الدين اذا تدبرنا لغة القران / ج١

المهندسة / وفاء فاضل عبد الواحد | Wafaa Fadhel Abdul Wahid


08/04/2022 القراءات: 780  


ما أعظم هذا الدين اذا كان شق تمرة " يبعدنا عن النار ,"
وصدقة تطفئ غضب الرب ,
و" كلمتان " تثقل ميزان اعمالنا " سبحان الله وبحمده , سبحان الله العظيم
و" وضوء " يزيل من جوارحنا الخطايا , "
و" حسنة " تتضاعف لعشر أضعاف ,
فلماذا يعتقد البعض ان " الجنة " بعيدة المنال ,
جعلنا الله وأياكم وجميع المسلمين من أهل الجنان ...
ان لكلام الله تعالى اسلوبا خاصا يعرفه أهله ومن امتزج القران بلحمه ودمه , وأما الذين لا يعرفون منه الا مفردات الالفاظ وصور الجمل فأولئك عنه مبعدون ،
فهم كتاب الله يأتي بمعرفة ذوق اللغة , وذلك بممارسة الكلام البليغ منها ،
ان الله تعالى قد اوجد بالقران اعظم انقلاب في البشر ,بتأثيره في انفس العرب اذ جعلهم بعد اميتهم اساتيذ الامم وسادة العجم , وما فقد المسلمون هدايتهم الا لجهلهم بأسرار لغته ,لذلك يهاجمه اعداءه الملاحدة والمستعمرون من طريق لغته , فليعلم المسلمون هذا , وليحرصوا على حفظ دينهم بحفظ لغتهم وممارسة ادابها واسرار بلاغتها ولتكن غاية هذا كله فهم القران , كما كان يفهمه سلفنا الصالح.
قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَىٰ أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَٰذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا (88)
صدق الله العظيم , ومن أصدق من الله قيلا ؟فالعربية قد وصفها القران بالعقل والشعور النفسي حتى صارت جنسية
فلو جن كل اهلها وسخو بعقولهم على ما زينت لهم انفسهم من الالحاد والسياسة كجنون بعض فتياننا ..... لحفظها الشعور النفسي وحده , وهو مادة العقل بل مادة الحياة , وقد يكون العقل في يد صاحبه يظن به ويسخو, ولكن ذلك النوع من الشعور في يد الله , وهذا من تأويل قوله سبحانه " انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون "
ولولا هذا الشعور الذي اومأنا اليه لدونت العامية في الاقطار العربية زمنا بعد زمن , ولخرجت بها الكتب , غير ان الاداب تحتم على الفرد ان يكون ابدا مع الحق , لا مع الحالة التي تسمى حقا في لسان من تنفعه وباطلا في لسان من تضره , اذ الحق في اعتبار الاداب ما كانت فيه مصلحة الانسانية نفسها باعتبار النظام الذي يعممها , لا مصلحة جزء منها باعتبار النظام الذي يخصه , ومبدأ الانسانية قائم على ان الله لم يخلق الا صنفا واحدا من الناس ولكن مبدأ كل امة سياسية انها هي ذلك الصنف الواحد .
والشريعة في الجملة لاتعدوا ان تنزل من كل مجموع من الناس منزلة المرشد المصرف للافعال على جهة بينة من الحكمة , وطريقة لائحة من المنفعة فهي في الحقيقة عقل هذا المجموع الذي يعقل به وينقاد لامره , فالاداب لاتكون في الانسان الا شرائع , ولكن الانسان اذا عري من الادب النفسي , فربما شرع لنفسه ما لا يصنع الشيطان أخبث منه بل ما يركض فيه الشيطان ركضا وقلما انتفع من لا ادب له بشريعة من الشرائع , من اجل ذلك كانت أداب القران ترمي في جملتها الى تأسيس الخلق الانساني المحض والذي يجعل الادب عقيدة لا فكرا اذ تنبعث عليه البواعث من جانب الروح , ويجعل وازع كل امرىء في داخله فيكون هو الحاكم والمحكوم , ويرى عين الله لاتنفك ناضرة اليه من ضميره ,فكان الاصل فيه لهذه الاخلاق هو ( التقوى )اراد بها القران احكام مابين الانسان والخلق , واحكام مابين الانسان وخالقه .وهذا الاصل – أصل المساوات – هو الذي كشفه القران بقوله عز وجل ( ياأيها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم ) .
اوقفتني احدى المقالات في مجال التنمية البشرية لاحد الكتاب المعروفين وهو يتكلم عن الطاقة السلبية وكيف يتخلص الانسان منها علاماتها أضرارها كيف يتخلص الانسان منها ,"وذكر ان هناك مثل صيني يقول اسمع – انسى , وأرى – وأتذكر ,وأفعل – وأفهم- لان في الفعل جميع الحواس تعمل ( السمع والبصر والحركة ) أي ان الفعل نسبته 90% واستمرارية الفعل نسبته 10 % باتجاهه الصحيح , وهذا ما تنص عليه الاداب الاسلامية حيث ان العمل هو الصلاة التي فرضها الله على المسلمين ,وهذا العمل بحاجة الى تخطيط , والتخطيط اوقات الصلاة تخطيط الخالق الباريء المصور سبحانه وتعالى والتوقيت قوله تعالى ان الصلاة كانت كتابا موقوتا والتنفيذ تأدية الصلاة في وقتها والتقييم بعد الفراغ من الصلاة هل تعاملنا مع الناس متوافق مع الصلاة ام مخالف لها ثم يأتي التعديل تعديل ماهو مخالف لها ثم التنفيذ بعد التقييم ثم نستمر .وصف .
وأما فريق المعصية فانهم كانوا في العلم كالنبات الذي خبث لايخرج في الارض الطيبة الا خبيثا وإن كان زكا ونما وجرى عليه الماء وإنبثت فيه الشمس وإنقلب ناضرا يرف رفيفا , لان هذه العناصر إنما قوتها وطيبها لاخراج مافيه كما هو نكدا أو خبثا . وانك لن تجد سيماهم الا في أخلاقهم فتعرفهم بهذه الاخلاق وستنكرهم جميعا
يحتجون بالعلم وهذا العلم لاينفي شبهة ولايحل مسألة مما هو فوق العقل ولابد ان يكون للعقل (فوق ) والا كان هو تحت المادة وسطت هي عليه وأصبحت الحياة بلا غاية والانسانية بلا معنى وهذا العلم كيف اعتبرته , ان هو الا ترجمة جزء من الوجود الى الكلام والعمل فهو لا يوجد شيء غير موجود وإنما يكشف عن الموجود ويتسع بالعبارة عنه ويحاول جعله كلا بنفسه وما هو الا ظاهرة من جزء من كل مما وراء الكل ,
أي علم هذا الذي يحتجون به وهم يرون الانسان قد جعله عقله كونا وحده ثم يرون في الكون الكبير يقينا ساريا مطردا هو الحافظ لنظامه الضابط لدقائقه الممسك بمقادير اجزاءه فكيف يصلح الكون الصغير الانساني الا على يقين مثل هذا ينزل من النفس وطباعها ونظام حياتها هذه المنزلة , ولقد اثبت تاريخ الانسانية ان هذا اليقين الساري فيها لن يكون غير الدين فهو وحده معنى الجاذبية بين المعلوم الذي تبدأ النفس سيرها منه وبين المجهول الذي تصير النفس اليه طوعا وكرها وما دامت الجاذبية فيه وحده فلن يستطيع شيء غيره ان يقيم حدود الانسانية أو يحفظ ما يقيمه منها وما غاية العلم الا ان يكون قوة في هذا الحدود وهي ما اصطلحوا على تسميته بالاداب الاسلامية والاخلاق الاسلامية .


قوله تعالى((أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ القرأن ام على قلوب اقفالها ))محمد: 24.


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع