مدونة أ.د بلقيس أحمد الكبسي


قلب يبحث عن الإنسانية في زمن الأتراح

أ.د بلقيس أحمد الكبسي | Prof.Dr. Belqes Ahmed ALkebsi


17/04/2022 القراءات: 928  


قلبي شغوفٌ بكل ما يحب، لكنه في ذات اللحظة متعب، ثمة وجع أكله، اجهده وأتعبه، ثمة أحداث شرسة التهمه بنهم، أتحسسه برفق فأجده ما زال ينبض لكنه يقشعرُ من فرط القسوة. القسوة وصمة هذا العصر الشرس، أتلفت حولي فأجد كل ما حولي غاب مفترس، كل ما لا علاقة له بالبشر سخي بالإنسانية، هناك كثير من البشر وقليل من الإنسانيين. ماذا تعني الإنسانية؟ هل تعني العاطفة، الإحساس، المحبة، الود، الرحمة، التعايش، تقبل الآخر بكل اختلافاته، ... الخ؟ إذا كانت الإنسانية كذلك فمن هم الإنسانيون؟ هل الأطفال لأنهم ضحايا، وأبرياء، ولطفاء؟ أم الطيور لأنها تعزف لقاتليها لحن الحياة بينما صيادوها يصوبون نحوها فوهاتهم وينشرون شباكهم؟ أم أنها الأحلام لأنها تبعث الأمل في القلوب البائسة، ولعلها الأمنيات التي تنير الدروب الحالكة؟ ولما لا ربما تكون الغمام لأنها تبكي حزناً و فرحاً لتسعد غيرها، ولعله الأفق لأنه يتمادى في سعته بسلام، لكن ما هو مؤكد أن كل من يعتنق السلام هو إنساني عريق في إنسانيته محب للحياة والمخلوقات من بشر وطير وحجر وما دون ذلك عدو صلف كارة ناقم على الحياة والإنسانية، الإنسانية هذا المصطلح المطاطي الحديدي المائي الناري الترابي الحجري، الصلد اللين، أظل أبحث عن ماهيته وتعريفاته ، ريثما ينكفئ فؤادي على ذاته ضجراً من كل تساؤلاتي، أتحسس ضجره، أغيظهُ وأرمي بسؤالٍ مستفزٍ في ذروة سخطه، وماذا عنك أيها القلب اليتيم هل أنت انساني أيضاً أم أنك حجري من ذوي الدماء الفاترة لا أنت حار ولا أنت بارد، بين البين والبون، تتخبط في جراحك ومآسيك. فيرد ساخطاً: " اغربي عن صمتي لا تستفزي صبري، لا تشغلي نبضي ودعيني وشأني أطبب أوجاعي وأبرد لهيب الملح على الجراح دعيني اجاري زمن الأتراح بقليل من الانسانية.


الانسانية / الاتراح / قلب/ بشر


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع