مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم


سلسلة السيرة النبوية 🔻غزوة الطائف

باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM


20/03/2023 القراءات: 328  


سلسلة السيرة النبوية

🔻غزوة الطائف

وهذه الغزوة امتداد لغزوة حنين، وذلك أن معظم فلول هَوَازن وثَقِيف دخلوا الطائف مع قائدهم مالك بن عوف وتحصنوا بها ،فسار إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد فراغه من حنين وجمع الغنائم بالجعرانة

وقدم خالد بن الوليد على مقدمته طليعة في ألف رجل ، ثم سلك رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الطائف ، فانتهي إلى الطائف فنزل قريباً من حصنه، وعسكر هناك ، وفرض الحصار على أهل الحصن‏.‏

ودام الحصار مدة غير قليلة، فعن أنس رضي الله عنه :‏ أن مدة حصارهم كانت أربعين يوماً، ومن أهل السير من قال عشرين يوما

ووقعت في هذه المدة مراماة، ومقاذفات، فالمسلمون أول ما فرضوا الحصار رماهم أهل الحصن رمياً شديداً، حتى أصيب ناس من المسلمين بجراحة، وقتل منهم اثنا عشر رجلا ، واضطروا إلى الارتفاع عن معسكرهم إلى مسجد الطائف اليوم، فعسكروا هناك‏.‏

ونصب النبي صلى الله عليه وسلم المنجنيق على أهل الطائف، وقذف به القذائف، حتى حدث شرخ في جدار الحصن، فدخل نفر من المسلمين منها ، ليحرقوا الحصن، فأرسل عليهم العدو قذائف الحديد محماة بالنار‏.‏ فخرجوا من تحتها، فرموهم بالنبل وقتلوا منهم رجالاً‏.‏

وأمر رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ـ كجزء من سياسة الحرب لإلجاء العدو إلى الاستسلام ـ أمر بقطع الأعناب وتحريقها، فقطعها المسلمون ، فسألته ثقيف أن يدعها للّه والرحم، فتركها للّه والرحم‏.‏

ونادى مناديه صلى الله عليه وسلم‏:‏ أيما عبد نزل من الحصن وخرج إلينا فهو حر، فخرج إليهم ثلاثة وعشرون رجلاً ، فأعتقهم رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، فشق ذلك على أهل الحصن مشقة شديدة‏.‏

ولما طال الحصار واستعصي الحصن، وأصيب المسلمون بما أصيبوا من رشق النبال وبقذائف الحديد المحماة ـ وكان أهل الحصن قد أعدوا فيه ما يكفيهم لحصار سنة ـ استشار رسول اللّه صلى الله عليه وسلم نَوْفَل بن معاوية الدِّيلي فقال‏:‏ هم ثعلب في جحر، إن أقمت عليه أخذته وإن تركته لم يضرك

وحينئذ عزم رسول اللّه صلى الله عليه وسلم على رفع الحصار والرحيل، فأمر عمر بن الخطاب فأذن في الناس، إنا قافلون (راجعون ) غداً إن شاء اللّه، فثقل عليهم وقالوا‏:‏ نذهب ولا نفتحه‏؟‏ فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏اغدوا على القتال‏)‏، فغدوا فأصابهم جراح،
فقال‏:‏ ‏(‏إنا قافلون غداً إن شاء اللّه‏)‏ فسروا بذلك وأذعنوا، وجعلوا يرحلون، ورسول اللّه صلى الله عليه وسلم يضحك‏.‏
ولما ارتحلوا قال‏:‏ قولوا‏:‏ ‏(‏آيبون تائبون عابدون، لربنا حامدون‏)‌‏.‏
وقيل‏:‏ يا رسول اللّه، ادع على ثقيف، فقال‏:‏ ‏(‏اللّهم اهد ثقيفا، وائت بهم‏)‌‏.‏


سلسلة السيرة النبوية 🔻غزوة الطائف


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع