مدونة بكاري مختار


السلطان البطل الظاهر بيبرس الجزء الأول

د/ بكاري مختار | Dr. BEKKARI mokhtar


06/04/2022 القراءات: 727  




قاهر الفرنجة والمغول وأرمينيا، من عبد يُباع ويُسترد لعيب في عينه إلى أحد أعظم السلاطين والأبطال
نشأته

ولد في عام 1228م في بلاد القبجاق التي تقع حاليا في كازاخستان، واسم بيبرس هو اسم تركي مؤلف من كلمتين وهما "باي" (بالتركية: Bey)‏ وتعني أمير و"پارس" (بالتركية: Pars)‏ وتعني فهد.
خطف في صغره وبيع في أسواق حماة فاشتراه حاكم حماه المنصور محمد الأيوبي ولكنه أرجعه لعيب خلقي كان في إحدى عينيه (مياه بيضاء)، فاشتراه الأمير علاء الدين أيدكين البندقداري، ولكن بعد فترة تمت مصادرة أملاكه، فانتقل بيبرس إلى تبعية السلطان الأيوبي الملك الصالح نجم الدين أيوب بالقاهرة.

صفاته.
كان بيبرس ضخماً طويلاً ذا شخصية قوية، وصوته جهوري وعيناه زرقاوان، ويوجد بإحدى عينيه نقطة بيضاء
ظهوره في معركة المنصورة

تعتبر معركة المنصورة هي البداية الحقيقية لبيبرس، حيث كان سابقا من القادة الصغار، ولكن خطته التي وضعها في هذه المعركة كانت سببا لبزوغ نجمه وترقيته
ففي 8 فبراير 1250م بدأ الفرنجة بالهجوم على المنصورة بعد أن عرفوا منافذ يصلوا بها للجيش الأيوبي، واستطاعوا أن يقتلوا قائد الجيش الأيوبي فخر الدين يوسف الدمشقي، وكانت هذه لحظة فارقة في التاريخ، حيث لأول مرة يجد المماليك في الجيش الأيوبي أنفسهم بدون قائد يقودهم، فرفض المماليك الهرب، وتولوا قيادة المعركة بقيادة فارس الدين أقطاي الذي أصبح القائد العام للجيش.
ووضع بيبرس البندقداري خطة تقضي باستدراج القوات الفرنجية المهاجمة الى داخل مدينة المنصورة، فأمر بيبرس بفتح باب من أبواب المنصورة وبتأهب المدافعين من الجنود والعوام داخل المدينة مع الالتزام بالسكون التام. فبلعت القوات الفرنجية الطعم، فظن فرسانها أن المدينة قد خوت من الجنود والسكان كما حدث من قبل في دمياط، فاندفعوا إلى داخل المدينة بهدف الوصول إلى قصر السلطان، فخرج عليهم بغتة المماليك البحرية والجمدارية يصيحون كالرعد القاصف وأخذوهم بالسيوف من كل جانب ومعهم العربان والعوام والفلاحين يرمونهم بالرماح والمقاليع والحجارة، وسد المدافعون طرق العودة بالخشب والمتاريس فصعب على الفرنجة الفرار، وأدركوا أنهم قد سقطوا في كمين محكم داخل أزقة المدينة الضيقة وأنهم متورطون في معركة حياة أو موت، فألقى بعضهم بأنفسهم في النيل وابتلعتهم المياه، وادت مصيدة بيبرس إلى هزيمة الفرنجة في النهاية

إنقسام المماليك

بعد مقتل السلطان الايوبي توران شاه وتولي شجر الدر ثم عز الدين أيبك، قرر أيبك عمل جيش خاص به واسماه "المماليك المعزية"، وضم له عدد من كبار القادة ومنهم سيف الدين قطز، فاستشعر "المماليك الصالحية" بقيادة فارس الدين أقطاي الخطر، وبدأت تنتشر أخبار عن عزم أقطاي أن يأخذ الحكم، فقام قطز بقتل أقطاي، ومطاردة المماليك الصالحية، فهرب قادة المماليك الصالحية إلى بلاد الشام والاناضول، وكان من الهاربين بيبرس وقلاوون وكان ذلك في عام 1254م.


بيبرس، المغول، أرمينيا


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع