ريبر هبون


(بوح هادر مع آفرو) الجزء 1

ريبر هبون - ريبر عادل أحمد | Reber Hebun


01/05/2022 القراءات: 819  


(بوح هادر مع آفرو)
آفرو برازي ،أديبة كردستانية معرفية , عضوة في تجمع المعرفيين الأحرار , ولدت في مدينة المقاومة كوباني, غرب كردستان (سوريا) 15 نوفمبر 1990 ، درست الأدب العربي لكن لم تتمكن من إكمال دراستها بسبب ظروف الحرب و اللجوء ، وهنا توجز ذاتها في سطور قائلة :( قادمة من بيئة كردية محافظة نوعاً ما ، أؤمن بمقولة ماركيز : " إنّ البشر لا يولدون دوماً يوم تلدهم أمهاتهم ، و إنّما تجبرهم الحياة على ولادة أنفسهم بأنفسهم ثانيةً ، و لمرّاتٍ عديدة " و لذا ولدتني أمي مرة وولدتني الحياة مرة ثم استلمتُ دفّة إنجابي بيدي فبدأتُ بولادة نفسي كما أريد وبمخاضٍ أكثر من عسير عكس المجتمع الذي أنسب إليه تماماً)

نشرت بعض قصائدها و مقالاتها في مواقع الكترونية وصحف دورية محلية , وفي تاريخ 17= آذار = 2016 كان لي معها هذا الحوار :
*الأديبة المعرفية أفرو برازي نرحب بك في حوارنا هذا معك , ونود أن نتحيز الوقت لحوار هادئ وعميق , ونبدأ من هذا السؤال :
1,= ما جدوى الكتابة ولمن نكتب ؟, أهي كما قالت مستغانمي , وسيلة لدفن من نود دفنهم وذلك بالكتابة عنهم , أم أن لها وظيفة تتجاوز الرغبة بمجرد أن تكون تنفيساً عن خيبات وأوجاع ؟؟
- في الواقع مصطلح ( ما جدوى ) لم يرقني كثيراً ، إذ أنّها ربّما توحي بتصغير الكلمة التي تليها ، والتي هي (الكتابة) . حقيقةً ,أنا ممّن يمتلكون عادةً أكثر من إجابة لسؤالٍ واحد ، و هذا إنّما ينجم عن انطلاقي في الأمور من مبدأ النّظر إليها قدر المستطاع من زوايا متعددة بغية الوصول للحقائق المعتّقة ، تلك الأكثر قرباً من الأصح . قد يوحي التضارب أحياناً في الإجابات إلى التناقض في شخصيّة المتكلّم, إلّا أنّ هذا التضارب ما هو إلّا خادم مقصود لفكرة " الضد لا يظهر جماله إلّا الضد " ، فللشرّ عندي مثلاً جماليّة حين يكون الخير مزيّفاً ، بينما يتهافت الأغلبية للتصفيق للخير دون المحاولة للنظر إليه من زاويةٍ أخرى ، و لأدمج ماسبق مع سؤالك : لمن نكتب ؟ فإنّي بدوري أسألني أيضاً ( لمن نكتب ، و لمَ نكتب ) ؟ كما تفضّلت حضرتك في أنّ مستغانمي وصفت الكتابة بوسيلة لدفن من نودّ دفنهم بالكتابة عنهم ، فإنّ حادثةً لبرناردشو استفزّتني هنا حيث أنّ أحد الكتّاب المغرورين قال له : أنا أفضل منك ، فإنّك تكتب بحثاً عن المال و أنا أكتب بحثاً عن الشرف ، فردّ برناردشو فوراً : صدقت ، كل منا يبحث عما ينقصه . من هنا نطلّ على السؤال من زاويتين عبر إجابتين . لنقل أنّ أحلام كتبت عن مقارباتها الأدبيّة حيث لكل منّا مقارباته الذاتية و رؤية مختلفة من شخص لآخر ، ما أودّ الوصول إليه أن هنالك فارق معرفي و زمني بين جيلٍ و آخر ، و كلٌّ يمتاز بإسلوبٍ خاص . في الكتابة باب الأسباب ( لمَ نكتب ) و الأشخاص و الأشياء ( لمن نكتب ) مفتوحٌ على مصراعيه على كافة الاحتمالات ، نكتب خيبةً ، نكتب وجعاً ، فرحاً ، تنفيساً ، بحثاً عن نقصٍ ما ، إصلاحاً ، دق مسمار في عرش شيءٍ ما ، دفن شيء ربما ، ولادة شيء ، لكن دعونا لا نغفل عن أهم ما نكتب لأجله ، إذ بدونه تغدو الأوراق عقيمة ، ميّتة ، و هو أنّ هنالك من يريد أن يقرأ ، من يريد أن يسافر في كتاب أو قصيدة ، من يريد أن يعرف ، من يريد أن يتعلّم ، من يريد أن يحسّ بوجوده ، الكتابة وجود من نوعٍ آخر .


نقد أدب تحليل دراسة رواية جوار


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع