الأربعون المهارية - مهارة النقد البناء
محمد سلامة الغنيمي | Mohamed Salama Al-Ghonaimi
26/04/2022 القراءات: 775
يقوم بالنقد المصلحون، ويسكت عنه الصالحون، ويرفضه الفاسدون، وفي غيابه يهلك الجميع إلا المصلحون.
النقد معنى من معاني الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (الركن السادس من أركان الإسلام).
ذلك في الإسلام، أما في الحضارة الحديثة، فإن النقد فيها مقدم، تصمم من أجله البرامج التعليمية، وتقام من أجله المؤسسات البحثية،ودائماً يطلبه الناجحون -أفرادا أو جماعات- ليقفوا على مواطن الخلل، فيقومونها، حتّى إنّ الدول المتقدمة والشركات الكبرى تموّل أبحاثاً لنقدها وذلك لتطوير من نفسها، فهم يؤمنون بأن من لم يتطور يتدهور، ومن لم يتجدد يتبدد، ومن لم يتقدم يتقادم.
لا يرفض النقد إلا المتكبرون، أما الحريصون على تطوير أنفسهم والانتباه لأخطائهم فإنهم يطلبون النقد فضلا عن تقبله بصدر رحب.
وهاكم المؤسسات الكبري تمول من ينقدها؛ حتى يتسنى لها الوقوف على أوجه القصور ومعالجتها.
وقد قال النبي: "المؤمن مرآة أخيه" (صحيح)، وعمر كان يقول: رحم الله من اهدى إلي عيوبي. وقد حصر النبي الدين في النصيحة: "إنما الدين النصيحة".
الإسراف في مدح المسئولين ذلة للمادح وفتنة للممدوح، وكذلك التركيز على الإيجابيات وغض الطرف عن السلبيات غش للرأي العام وخداع للقائمين على المؤسسات.
كما يجب أن يكون النقد بناء ويعتمد على حقائق ثابتة ويؤدي إلى نتائج واضحة وأن يكون موجها للأفكار نفسها وليس لذوات أصحابها، وإلا صار من النوع الهدام الذي لا يتجاوز الغيبة والنميمة والفتنة.
أخيرا: إن حاجتنا للنقد بقدر حاجتنا للتطوير.
النقد للنهوض والتقدم الفردي والجماعي كالدواء للمريض؛ مرٌّ ، لكنّه مهمّ في التقويم والارتقاء.
لا يستسيغه متكبر؛ تأخذه العزة بالاثم، ولا يقبله إلا مخلص؛ يعتبره من النصيحة.
الأربعون المهارية، النقد البناء
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع