إشكالات فهم النّص/ دلالة الاقتضاء (2)
د. يحيى محمود سالم التلولي | Dr. Yahya Mahmmoud Salem Tlouli
10/10/2022 القراءات: 872
إشكالات فهم النّص
دلالة الاقتضاء (2)
بقلم/ د. يحيى محمود التّلولي
كثيرا ما نقف أمام نصوص دلالتها الظاهر تقتضي فهما ليس مطلوبا، بل ومغايرا لما جاءت به تلك النّصوص؛ لأنّ فهمها اقتضى تقدير محذوف؛ ليستقيم المعنى، وبدون تقدير ذلك المحذوف تصبح دلالتها الواقعية شائكة، وخرجت عن مقتضاها الصحيح، فخذ مثلا قوله تعالى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا} [النساء : 23]
فلو وقفنا على متغير الدّلالة الظاهرة لهذه النّص بدون فهم متغيرات لغوية أخرى، سنجد هذه الدّلالة مغايرة كلية لما عليه الواقع العملي في حياتنا، وهنا كان لا بد لنا من أن نتساءل: هل هذا التّحريم لذوات المحرمات أم لأمر آخر؟ وإن كان لأمر آخر فما هو ذاك الأمر؟ وكيف نفهم أن المراد من النّص ذلك الأمر؟
وعليه لو قلنا أن التّحريم واقع على ذوات المحرمات، لترتب على ذلك تحريم مسهن، أو التسليم عليهن، أو تقبيلهن، وغير ذلك، ولكن هذه الدّلالة بعيدة كل البعد عن الواقع العملي.
وما دام هذه الدّلالة غير مقصودة، إذاً لا بد من دلالة أخرى يقتضيها السياق ليستقيم المعنى، وتفهم هذه الدّلالة من تقدير محذوف، وهو "النّكاح"، فنقول: "حرم عليكم نكاح أمهاتكم وبناتكم ...". وهكذا نجد أن المعنى استقام بتقدير ذلك المحذوف، وخرجنا من هذه الإشكالية.
إشكالات- النّص- دلالة- اقتضاء
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع