مدونة الأستاذ الدكتور أحمد السيد عمر


ادارة المشاريع الاحترافية وفق المنهجية الحديثة PMP

الأستاذ الدكتور/ أحمد عبدالرزاق سيدعمر | Prof. Dr. Ahmad Alsayed Omar


27/05/2022 القراءات: 1804  


الإدارة ضرورية لتحقيق التقدم والتطور؛ إذ لا يقاس التقدم الاقتصادي لأي بلد أو منظمة فقط بحجم الموارد وإنما يرجع -في المرتبة الأولى- إلى القدرة على إدارة وقيادة هذه الموارد بطريقة فعَّالة من قِبل إداريين وكوادر أكْفَاء.
إن الدافع الأول لأي عمل هو الحاجة؛ الحاجة للبناء أو الإنتاج أو التغيير أو التطوير والتحسين... إلخ.
عادةً ما يبدأ الفرد في التفكير أي بإيجاد فكرة كي يقوم بأي عمل، وهكذا أُسس علم إدارة المشاريع؛ فأول مرحلة من مراحله هي إيجاد الفكرة واختبارها.
يتكون علم إدارة المشاريع من مراحل عديدة وأدوات ومجموعة من الآليات والتقنيات المختلفة التي تستخدم في مراحل تنفيذ المشروع وتطويره..
لعِلم إدارة المشاريع أدواته وتقنياته وآلياته، والتي لها أهمية كبيرة جدًّا في أي عمل نريد إنجازه بطريقة صحيحة تضمن لنا النجاح إلى أقصى الحدود،
إن هذا العِلم -في اعتقاد كثيرٍ من الشركات والمؤسسات والمُنشآت العالمية الصغيرة منها والكبيرة- طريقة مهمة للغاية لإنجاز المهام وتضمن -إلى حد كبير- التوصل إلى نتائج أفضل من اتباع أساليب عمل غير منظمة، مهما كانت خبرة وعدد القائمين بها؛ لأنه يحوي -ضمنيًّا- آليات الرصد والمراقبة والسيطرة على سير العمل وتوجيهه قبل وقوع أخطاء بالوجهة التي تضمن النجاح.
لا، بل أصبح العدد الكبير من هذه الشركات يعتمد هذا العِلم اعتمادًا كليًّا في الإدارة
والإنتاج والتطوير؛ فيمكن القول بأن الفرد يمكن أن يعامل أية مهمة ينطبق عليها تعريف مفهوم المشروع كمشروعٍ بغض النظر عن حجمه.
ظهر عِلم إدارة المشاريع في بداية القرن العشرين عندما وضع (هنري جانت) نظرية مخطط جانت، والتي كانت أول نظرية علمية في التخطيط والسيطرة على أنشطة المشروع من الناحية الزمنية، كما تصادف ظهور نظرية (هنري فايول) التي حددت مبادئ علم الإدارة بشكل عام لتعزز وتدعم إدارة المشاريع.
توفر إدارة المشاريع قوةً فاعلةً لتحسين قدرات المؤسسات على التخطيط والتنظيم والتنفيذ ومراقبة الأنشطة المختلفة فيها، بما في ذلك الاستغلال الأمثل لموارد وإمكانيات المنظمة، وبالتالي فإن إدارة المشاريع تفي بجميع الوسائل والأساليب والمفاهيم المستخدمة في تشغيل وتحقيق أهدافها، ومن أهم أسباب ظهورها وتطورها ما يلي:
• التوسع في المعرفة والتقدم العلمي والتكنولوجي، سواء في مجالي المعلومات والاتصالات .
• الطلب المتزايد على السلع والخِدْمات المباشرة أو غير المباشرة، بما في ذلك التغيير في ميول وأذواق المستهلكين.
• شدة المنافسة العالمية، العولمة وعالمية الإنتاج والتسويق والأعمال الدولية وريادة الأعمال بشكل عام .
• ظهور المشاريع الضخمة التي تتطلب التخصص والمؤهلات والمهارات العلمية المناسبة في إدارة مثل هذه المشاريع.
في خلال السنوات العشر الأخيرة استمرت إدارة المشاريع في الظهور والتطور، هناك اتجاهان مهمان في الظهور:
(أ) التخطيط من الأسفل إلى الأعلى:
يُبرز هذا الاتجاه تصميمات المشاريع الأسهل ودوراتها الأقصر والتعاون الفعَّال بين أفراد الفريق ومشاركتهم بشكل أقوى واتخاذ القرارات، يُعرف هذا الاتجاه على نطاق واسع بإدارة المشاريع المرنة ويتضمن عددًا من المنهجيات ذات الصلة، مثل Scrum و Crystalو Extreme Programmingو UnifiedProcess وغيرها الكثير.
(ب) التخطيط والمراجعة من أعلى لأسفل:
يتميز هذا الاتجاه باتخاذ قرارات على مستوى المؤسسة حول مجموعة المشاريع التي يجب أن تملكها أي منظمة -شركة كانت أو مؤسسة- فضلًا عن تمكين تقنيات استخراج البيانات لجعل المعلومات في حافظة المشاريع أكثر شفافيةً.
• عام 1996، أصدرت “PMI” أول نسخة من كتاب “Project Management Body of Knowledge” والمعروف بـ”PMBOK” ، والذي يحتوي على المكنون المعرفي لعلم إدارة المشاريع، وأصبح هذا الكتاب المرجع الرئيس والمعيار لعلم إدارة المشاريع حول العالم.
• تم وضع هذا الكتاب (كتاب الدليل المعرفي لإدارة المشاريع) من قِبل مجموعة كبيرة من الخبراء من مُزاولي علم إدارة المشاريع، وهو يشكل حصيلة المعرفة المتفق عليها كأفضل وأنسب الطرائق والمنهجيات في إدارة المشاريع، ومع صدور النسخة السابعة الجديدة منه عام 2021 ومع ازدياد الحاجة للتخصص وتطور علم إدارة المشاريع مع تطور باقي العلوم وازدياد تعقيد المشاريع - تطورت العلوم الفرعية لهذا العلم كتخطيط الأنشطة وعلم دراسة وتقييم المخاطر وتطوير الأعمال وغيرها، فتبع كل من هذه العلوم إصدار معيار له وبالتالي شهادة خاصة للمتخصص الذي يعمل في هذه المجالات أو التخصصات، وتوفر “PMI” اليوم ثماني شهادات مِهْنية في إدارة المشاريع وعلومها الفرعية.
• مع انتشار هذا العِلم وزيادة اعتماد معايير “PMI” حول العالم بات من الضروري إيجاد فروع حول العالم تخدم أعضاءها وتوفر المعرفة العامة حول هذا العِلم بطريقة مِهْنية تساعد العامَّة على معرفته وطريقة تعلُّمهُ وتحصيل المعرفة فيه، اليوم لدى “PMI” أكثر من 277 فرعًا حول العالم.. ومن مبدأ تطبيق مفهوم المسؤولية الاجتماعية، وحيث إن علم إدارة المشاريع يدخل في جميع العلوم والممارسات اليومية على شتى السُّبل؛ إذ إن أبسط تعريف للمشروع يمكن أن يكون "بأي عمل محدد الهدف له بداية ونهاية"، وهو ما يجعل تطبيق مهارات إدارة المشاريع في الصالح العام إجمالًا – فقد أسست “PMI” المؤسسة التعليمية لمعهد إدارة المشاريع والمعروفة بـ”PMIef” ، والتي تُعنى بنشر مبادئ عِلم ومهارات إدارة المشاريع على العامَّة من جميع المستويات بالإضافة إلى تقديم المنح الدراسية لمُحتاجيها.




إدارة - مشاريع - احترافية - منهجية - حديثة


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع


أتفق مع الكاتب جزاه الله خيرا