مدونة احمد عمر احمد عمر سالم غلاب


كيف تعامل كبار الصحابة مع الأمراض والأوبئة؟

احمد عمر احمد عمر سالم غلاب | ahmed omar ahmed omar salem


26/06/2024 القراءات: 525  



بالعودة إلى السُّنة النبوية نجد أن الرسول الكريم كان الأكثر حرصًا على أرواح وصحة الناس، وهو أول من أرسى قواعد الحجر الصحي عندما أمر الناس بملازمة منازلهم وبلادهم في حال تفشى فيها وباء مثل الطاعون، وعدم مخالطة المرضى؛ إذ قال: "إذا سمعتم الطاعون بأرض فلا تدخلوها، وإذا وقع بأرض وأنتم فيها فلا تخرجوا منها"، وقال أيضًا: "الفار من الطاعون كالفار من الزحف، والصابر فيه كالصابر في الزحف".
ماذا فعل الصحابة؟
وعلى النهج النبوي سار صحابة رسول الله الكرام –رضوان الله عليهم-؛ فعندما ظهر الطاعون في الشام عام 18هـ، وأراد خليفة المسلمين عمر بن الخطاب زيارة الشام، والتقى مجموعة من الأمراء على حدود الحجاز والشام، وأخبروه بانتشار المرض بها، تشاور مع مَن معه، وآثر عدم دخولها.
في حين رفض الصحابي الجليل أبو عبيدة بن الجراح الخروج من الشام، وقد كان واليًا عليها، عملاً بما جاء في حديث الرسول بعدم الخروج من أرض الطاعون، واعتقادًا أن في ذلك فرارًا من قدر الله، وقال حينها مقولته الشهير: "إني في جند المسلمين، ولا أجد بنفسي رغبة عنهم".
وحصد هذا الوباء وقتها أرواح نحو 30 ألفًا من المسلمين، كما جاء في كتب التاريخ، واستُشهد إثره مجموعة من كبار الصحابة، من بينهم: أبو عبيدة بن الجراح، ومعاذ بن جبل، ويزيد بن أبي سفيان، والحارث بن هشام، وسهيل بن عمرو، وعتبة بن سهيل.
ولم يرتفع الطاعون إلا بعد تولي عمرو بن العاص الإمارة في الشام، عندما أخذ بنصيحة عمر بن الخطاب بالخروج بالناس إلى الجبال؛ لأن الطاعون لا ينتشر هناك؛ فخطب فيهم قائلاً: "أيها الناس، إن هذا الوجع إذا وقع فإنما يشتعل اشتعال النار، فتحصنوا منه في الجبال".
وبتلك الطريقة استطاعوا القضاء على الوباء الذي شكّل خطورة كبيرة على دولة الإسلام في تلك الفترة؛ وذلك أخذًا بأسباب الوقاية منه، والقضاء عليه


كيف تعامل كبار الصحابة مع الأمراض والأوبئة؟


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع