فلسفة المقهي في الفلكور الشعبي المصري
ياسر جابر الجمال | Yasser gaber elgammal
14/01/2024 القراءات: 530
المقهي ليس مجرد كوب من الشاي أو حجرًا من معسل الشرقية للدخان أو شيشة تفاح ؛ إنما هو أعمق ذلك، وحكاية تراث عميق مركوز في الشخصية المصرية منذ عقود طويلة.
ربما كانت المقهي بداية عصر إعلان الثقافة على الملأ من خلال الكلمات والقصائد التي كان يلقيها الشعراء، و هي في ذات الوقت تمثل الحضور الطاغي في الذهن المصري ، فهي جلسة الأصدقاء ، والرفقاء، خصوصًا رفقاء العمل كالأستاذ فلان، والأستاذ فلان.
وهي اللعاب الدومينو، والطوالة، و غيرها من الألعاب التراثية.
المقهي جلسة كبار الكتاب والمثقفين، والزعماء والرؤساء، وهي بذلك تمثل الدور الثقافي الكبير في مسيرة الحركة الثقافية، فقد جلس عليها حافظ إبراهيم وشوقي، وتوفيق الحكيم، ونجيب محفوظ، حتى أضحت هناك مقهي باسمه .، كمقهي ريش، والفيشاوي، ونجيب محفوظ وغيرها بالعاصمة، ومقهي المسيري بدمنهور، وفي كل مدينة تجد مقهي بارزًا يرتبط بالماضي ويخرج عبق أريجه للحاضر دلالة على الأصالة وعمق التاريخ. ترتبط بشخصيات هامة ، وأحداثًا ثقافية مؤثرة، وهي ذاكرة ممتدة للأجيال .
و المقهي له دور لا يجب أن يغفل في المسيرة الثقافية، ك(قهوة النيل) بالمنشية وما جلس عليها من الشعراء الذين استجابوا لدعوة زميلهم الشاعر أحمد حسين شحاته ، واتخذوا من هذا المقهي المجاور لمبنى الشهر العقاري منتدى أدبيًا ليليًا وقد أعد صحابه- فيذلك الوقت فيأحد أركانه ما يشبه الصالون المفتوح وعرف رواد المقهي أن هذا الركن خاص بالشعراء فأطلقوا عليه اسمهم وقد استمر هذا الصالون يؤدى رسالته من بداية- الخمسينيات إلى نهاية السبعينيات من هذا القرن تقريبًا، وكان الذين لا يربط بينهم غير الشعر يجتمعون كل ليلة بهذا الصالون لسماع ومناقشة آخر الإبداعات الشعرية سواء أكانت من عمل رواة أو مما تنشره الصحف والمجلات أو صدر في دواوين .( )
تجربة شعراء المقاهي وكتابها تجربة رائدة تستحق من القراءة والتأمل، ولبحث في مضامينها، فهي جزء من تراثنا العظيم الذي يستحق الاحترام والتقدير
المقهي ...الفلكور ...
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع